يوم حزين لميونيخ وتعهد بـ"ترحيل" المزيد من المهاجرين الأفغان
١٣ فبراير ٢٠٢٥في أعقاب مداهمة طالب لجوء أفغاني بسيارته لمظاهرة تابعة لنقابة فيردي في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا بجنوبي ألمانيا، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الخميس (13 شباط/فبراير 2025) عن اتخاذ إجراءات صارمة. وقبل ظهوره في حملة انتخابية في مدينة فورت، الواقعة في بافاريا، قال شولتس إنه "لا يمكن لهذا الجاني أن يتوقع أي تساهل. يجب أن يعاقب، ويجب أن يغادر البلاد".
وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي أن مثل هذه الجريمة التي حدثت في ميونيخ لا يمكن التسامح معها أو قبولها. وقال: "لذلك يجب أن يكون واضحاً تماماً أن القضاء سيتصرف بصرامة مع هذا الجاني باستخدام جميع الوسائل المتاحة له".
وأكد شولتس أن "أي شخص (من الأجانب) يرتكب جرائم في ألمانيا لن يعاقب فقط بعقوبات صارمة ويدخل السجن، بل يجب أن يتوقع أيضاً أنه لن يتمكن من الاستمرار في الإقامة في ألمانيا"، لافتا إلى أن هذا ينطبق أيضا على الدول التي يكون ترحيل المواطنين إليها صعباً.
كما أعرب شولتس عن صدمته العميقة ووصف الحادث بأنه "هجوم مروع"، مؤكدا أنه يقف إلى جانب المصابين وأسرهم.
كان طالب اللجوء الأفغاني داهم بسيارته من الخلف المشاركين في مظاهرة نقابة "فيردي" ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 28 شخصا حالة بعضهم خطيرة.
وزيرة الداخلية: ترحيل المزيد من المهاجرين الأفغان
ومن جانبها، تعهّدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الخميس بذل "كلّ ما بوسعها" لترحيل مزيد من المهاجرين الأفغان إلى بلدهم. وقالت فيزر في ميونيخ، حيث وقع الهجوم، "أولئك الذين يأتون إلى بلادنا ويرتكبون جرائم يجب أن يُعاقبوا بشدّة، ومن ثم يجب ترحيلهم حتى إلى دول صعبة".
وأضافت فيزر "يتعيّن علينا مواصلة عمليات الترحيل... حتى إلى أفغانستان، وهي دولة صعبة للغاية. سنحاول بذل كلّ ما في وسعنا لتحقيق ذلك".
وفي نهاية آب/أغسطس 2024، رحّلت ألمانيا 28 أفغانيا دانتهم المحاكم، إلى كابول. وهي المرة الأولى تقوم دولة أوروبية بخطوة كهذه، منذ عودة طالبان إلى السلطة في العام 2021.
أعمال عنف ارتكبها أفغان في ألمانيا
وشهدت ألمانيا مؤخرا عدة أعمال عنف نفذها أفغان، من بينها هجوم بالسكين في أشافنبورغ (جنوب) في أواخر كانون الثاني/يناير أوقعت قتيلين أحدهما صبي عمره سنتين، وهجوم في مانهايم (جنوب) أسفر عن مقتل شرطي في ربيع 2024، وبدأت محاكمة منفذه الخميس.
وفي أعقاب هجوم على مجموعة من الأطفال في أشافنبرغ (جنوب) في نهاية كانون الثاني/يناير نُسب إلى طالب لجوء أفغاني، أعلنت الحكومة الألمانية أنّها تسعى إلى "تنفيذ مزيد من عمليات ترحيل المجرمين الخطيرين إلى أفغانستان في أسرع وقت ممكن".
وتعتبر هذه العمليات معقّدة للغاية إذ لا تعترف ألمانيا بسلطة طالبان وأغلقت سفارتها في العاصمة كابول.
ماذا نعرف عن المشتبه به؟
وكانت السلطات الألمانية قد رفضت طلب اللجوء الذي تقدّم به المشتبه به بالهجوم الخميس في ميونيخ والذي صدم بسيارته حشداً كان ينظم مسيرة احتجاجية. ولكن بموجب القوانين الأخيرة، تمّ "التسامح" مع وجوده في ألمانيا لأنّه وجد وظيفة، حسبما أفاد رئيس بلدية ميونيخ ديتر رايتر. وهو ما أكده وزير داخلية ولاية بافاريا يوآخيم هيرمان. ونفى أن يكون المشتبه به متورطاً في سرقة محال تجارية، مصححاً أنه كان عمل في شركتي أمن خاص وكان شاهداً على حوادث سرقة في محال تجارية.
وقد قدم المشتبه به إلى ألمانيا عام 2016 وكان قاصراً آنذاك.
وقال رئيس الولاية ماركوس زودر أنه حتى اللحظة لا يبدو أن هناك خلفيات متطرفة وراء الاعتداء.
وذكرت الشرطة أن المشتبه به سيمثل أمام قاضي التحقيق يوم غد الجمعة الجمعة.
وينتقد حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي يتصدّر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التشريعية التي ستجري في 23 شباط/فبراير، وحزب البديل لألمانيا اليميني المتطرّف الذي يحتل المرتبة الثانية، ما يصفانه بتراخي حكومة الاشتراكيين الديموقراطيين وحزب الخضر في مواجهة انعدام الأمن.
خ.س/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ)