"يمكن للصداقة تحمله"- ميرتس يدافع عن قرار وقف أسلحة لإسرائيل
١٠ أغسطس ٢٠٢٥دافع المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الأحد (العاشر من آب/ أغسطس 2025) عن وقف تسليم إسرائيل شحنات أسلحة، مع تزايد انتقادات كوادر في حزبه لهذه الخطوة. وقال ميرتس في تصريح لقناة تلفزيونية ألمانية رسمية: "تقف جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى جانب إسرائيل منذ 80 عاما. ولن يتغير شيء من ذلك". وأضاف "سنواصل مساعدة هذا البلد في الدفاع عن نفسه".
انتقادات في صفوف حزب ميرتس
وكان ميرتس قد قال الجمعة إن ألمانيا ستوقف صادراتها إلى إسرائيل من المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في قطاع غزة ردا على خطة الدولة العبرية للسيطرة على مدينة غزة، ولذا وُجّهت انتقادات علنية في صفوف "الاتحاد المسيحي الديموقراطي"، الذي يتزعّمه ميرتس، لحظر الأسلحة الجزئي الذي فرضه المستشار، بما في ذلك في المنظمة الشبابية للحزب، التي اعتبرت أن الخطوة تتعارض مع المبادئ الأساسية الحزبية والألمانية.
وقال المستشار إنه طمأن رئيس إسرائيل في وقت سابق الأحد إلى أن ألمانيا ليست بصدد التخلي عن صداقتها التقليدية مع إسرائيل، وقال: "لدينا نقطة خلافية واحدة تتعلق بالعمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة"، لافتا إلى أن "هذا الأمر يمكن للصداقة أن تتحمّله". وقال ميرتس في تصريحه للتلفزيون الألماني إن تضامن ألمانيا مع إسرائيل لا يعني "أنه يتعين علينا اعتبار أن كل قرار تتوصّل إليه الحكومة هو قرار جيد وندعمه إلى حد تقديم المساعدة العسكرية بما في ذلك الأسلحة".
خلاف مع قيادة "الحزب البافاري" الشقيق؟
ووفقًا لتقرير في صحيفة "بيلد"، فإن ميرتس لم يُبلّغ قيادة الحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري)، شقيق الحزب المسيحي الديمقراطي، بقرار وقف الأسلحة جزئيا إلى إسرائيل. وقوبل القرار باستياء داخل الحزب البافاري، وفقًا لأوساط بالائتلاف الحاكم. وكان زعيم الحزب البافاري ماركوس زودر ووزير الداخلية الاتحادي، ألكسندر دوبرينت، قد أكدا مرارًا وتكرارًا على التضامن مع إسرائيل، وساد استياء من وزير الخارجية فاديفول وتصريحاته المنتقدة لإسرائيل.
وقال ميرتس: "لم أتخذ هذا القرار بمفردي، لكنه في نهاية المطاف قرار أتحمل أنا وحدي مسؤوليته، ولا يمكنني طرحه للتصويت الديمقراطي".
وشهدت نبرة ميرتس حيال إسرائيل تشددا منذ أشهر مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يحذر خبراء الأمم المتحدة من مجاعة تهدد القطاع الفلسطيني المدمّر من جراء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
اليمين الشعبوي الألماني ينتقد ميرتس
ومن جهته، انتقد تينو شروبالا زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي ، المتطرف جزئيا، المستشار فريدريش ميرتس بسبب "تردده" في مسألة حظر الأسلحة لإسرائيل. وقال شروبالا لقناة "زد دي اف" في تصريحات نشرت اليوم الأحد: "لا يمكنه توحيد حكومته وراءه ولا مجموعته البرلمانية..". وفي الوقت نفسه، أكد شروبالا أن حزب البديل من أجل ألمانيا يدعم حظر الأسلحة من حيث المبدأ وتابع: "موقفنا بشأن شحنات الأسلحة إلى مناطق الأزمات والحروب، على سبيل المثال، واضح. لقد رفضنا هذا دائما منذ البداية، بما في ذلك في بياننا الانتخابي، ونحن نلتزم بذلك".
نتنياهو: سننتصر مع أو من دون دعم أحد
وفي إسرائيل أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الدولة العبرية ستواصل الحرب في غزة حتى "تنتصر" فيها، وهي مستعدة لذلك حتى من دون دعم أي طرف. وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في القدس: "سننتصر في الحرب مع أو من دون دعم أحد"، وذلك بعدما لقيت الخطة التي أقرّها المجلس الأمني المصغّر الجمعة انتقادات حتى من حلفاء لإسرائيل.
وكان نتنياهو يرد أيضا على ما أسماه "حملة أكاذيب عالمية"، مع تزايد الإدانة للعملية العسكرية .وأكد نتنياهو أن هناك "جدولا زمنيا قصيرا نسبيا" في ذهنه للخطوات المقبلة في غزة. وأضاف أن الأهداف هناك تشمل نزع السلاح في غزة، ومنح الجيش الإسرائيلي "سيطرة أمنية مطلقة" عليها، وتولي إدارة مدنية غير إسرائيلية شؤونها.
نتنياهو: ميرتس تعرض لضغط شعبي
وفي المؤتمر الصحفي، وصف نتنياهو المستشار ميرتس بأنه "صديق جيد لإسرائيل"، لكنه قال إنه "خضع لضغوط التقارير التلفزيونية الكاذبة والضغوط الداخلية من مختلف الجماعات". ورفض ميرتس تقييم نتنياهو وقال في مقابلة مع قناة "ايه ار دي" التلفزيونية العامة "أنا لست متأثرا بالضغط الشعبي بقدر رأيي الخاص، بما في ذلك مناقشات مجلس الوزراء والمشاورات مع خبرائنا".
مقتل مدنيين في غزة
ميدانيا، قتل ما لا يقل عن 26 فلسطينيا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في قطاع غزة. وقال مسؤولو مستشفيات إنهم تسلموا جثثا من مناطق كان الفلسطينيون يتجمعون فيها طلبا للمساعدة، سواء على طول طرق قوافل الغذاء أو بالقرب من نقاط توزيع المساعدات. وأوضح مستشفى ناصر أن بين القتلى عشرة أشخاص قتلوا أثناء انتظارهم وصول
شاحنات المساعدات قرب الممر الجديد المعروف بـ"ممر موراج"، الذي يفصل بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع. وفي شمال غزة، قتل ستة أشخاص أثناء انتظار المساعدات قرب معبر زيكيم،
وفق وزارة الصحة في غزة ومستشفى الشفاء في مدينة غزة الذي استقبل الجثامين.
وفي وسط القطاع، قال شهود إنهم سمعوا في البداية طلقات تحذيرية، قبل أن توجه النيران نحو حشود من طالبي المساعدة الذين كانوا يحاولون الوصول إلى موقع لتوزيع الغذاء تديره "مؤسسة غزة الإنسانية". ولم تتمكن وكالة
أسوشيتد برس من التحقق بشكل مستقل من مصدر إطلاق النار. وأفاد مستشفى العودة في مخيم لنصيرات القريب بأن أربعة أشخاص قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي.
تحرير: صلاح شرارة