على عكس بالغين كثر، لا توجد لدى الشباب أي تحفظات بشأن التعامل مع الناجي من الهولوكوست. يطرحون عليه كلّ أنواع الأسئلة ويلتقطون صور سلفي معه ومع الرقم الذي خُتِم به ذراعه عندما كان في معسكر الاعتقال النازي.
ولِد عام 1925 في شرق فريزيا شمالي ألمانيا، وانتهت حياته العائلة الجميلة مع صعود هتلر إلى السلطة عام 1933. تمزّقت الأسرة، وبدأت رحلة عذاب طويلة. الاضطهاد والاستغلال والقتل. قتل النازيون والدَي ألبريشت، ألفريد وفلورا فاينبرغ في معسكر اعتقال أوشفيتس. أما ألبريشت فنجا، ثم هاجر بعدها إلى الولايات المتّحدة الأمريكية.
منذ عودته إلى ألمانيا قبل 13 عاما وهو يسعى للتصالح معها. إلى جانب غيردا دنيكاس، السيّدة التي كانت تعتني به، والتي صارت اليوم أفضل صديقة له وشريكته في السكن، يعملان معا على رفع الوعي لدى الناس بالهولوكوست. يذهبان إلى المدارس والمواقع التذكارية، ويتحدّثان في الفعاليات وإلى الصحافة. التطوّرات الحالية والحوادث المعادية للسامية في ألمانيا وصعود اليمين المتطرّف يحفزانهما قدر المستطاع على مكافحة الكراهية والتحريض.
يرافق هذا الفيلم الوثائقي شخصين غير عاديين في عملهما للتصدّي ضد النسيان. يرافقهما في اللحظات المؤثرة واليومية. رغم أن ألبريشت فاينبرغ غالبا ما يكون مرهقا هذه الأيام، إلا أن غيردا تواصل عملها انطلاقا من ذاكرة مصيره ومصير ضحايا الهولوكوست.