كان "رودولفو" قد بدأ بالفعل في بناء مدرسة قبل الجائحة. ولكن بعدها لم يحصل شيء. فالدولة الفنزويلية التي تعصف بها الأزمات لا تدعمه، لا بالمال ولا بالمواد. كما أن حكومة المقاطعة في "ميريدا" لا تهتم بشكل خاص بالأطفال في الجبال. وُلد "رودولفو" وترعرع في قرية "لوس نيفادوس" النائية الواقعة في متنزه "سيرا نيفادا" الوطني في جبال الأنديز الفنزويلية، حيث ترتفع فيه سلسلة الجبال المهيبة التي تمتد عبر أمريكا الجنوبية بأكملها تقريباً. وبعيداً عن الأحداث السياسية والاضطرابات في المدن الفنزويلية الكبيرة، يعيش السكان حياة بسيطة، تتميز بالزراعة وتربية الماشية. لا توجد أجهزة تلفزيون هنا عادة، ناهيكم عن لواقط الإرسال للهواتف المحمولة. كان "رودولفو" أحد المراهقين القلائل الذين تمكنوا من الالتحاق بالمدرسة الثانوية. ثم تعلم بعد ذلك مهنة الفندقية في عاصمة المقاطعة قبل أن يعود إلى وطنه. وعندما علم بأن هناك قرية لا يتلقى فيها الأطفال أي تعليم مدرسي، شق طريقه إلى هناك. ومنذ ذلك الحين، وهو يكافح من أجل بناء مدرسة للأطفال، لأنه يعي أن التعليم هو المفتاح لمستقبل أفضل. انتهت الجائحة و "رودولفو" يريد استئناف مشروعه. فهل سينجح في تعليم أطفال "لاس بلوماس" وبناء مدرسة لهم؟