واشنطن تدعم مؤسسة جديدة لتولي توزيع المساعدات في غزة
٩ مايو ٢٠٢٥أعلنت الولايات المتّحدة أمس الخميس (8 مايو/ أيار 2025)، أنّ "مؤسّسة" جديدة ستتولّى قريبا مهمة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في تصريح صحفي إنّه "على الرّغم من أنّه ليس لدينا شيء محدّد نعلنه اليوم في هذا الصدد".
وأوضحت المتحدثة أن هناك "ترحيب بالمبادرات الرامية لتسليم المساعدات الغذائية عاجلا إلى غزة بسرعة، حتى تصل المساعدات الغذائية فعليا إلى أولئك الذين تستهدفهم".
وأضافت "نحن على بُعد خطوات قليلة من هذا الحلّ، من إمكانية تقديم المساعدات والغذاء لمحتاجيها في القطاع الفلسطيني"، مؤكّدة أنّ هذه المؤسّسة ستُصدر "قريبا" إعلانا بهذا الشأن.
المجموعة المدعومة من أمريكا تسعى للسيطرة
حسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس، فإن مجموعة من مقاولي الأمن الأمريكيين وضباط الجيش السابقين ومسؤولي المساعدات الإنسانية، اقترحت تولي توزيع المواد الغذائية والإمدادات الأخرى في غزة، بناء على خطط مماثلة لتلك التي أعدتها إسرائيل.
الاقتراح الذي اطلعت الوكالة الإخبارية عليه، لمجموعة باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، يسعى لتنفيذ نظام جديد لتوزيع المساعدات يحل محل النظام الحالي الذي تديره الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية الأخرى. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان اقتراح المجموعة الجديدة، المسجلة في جنيف، سيحد من هذه المخاوف.
ومن جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن المجموعة تعتزم توفير طرود غذائية تحتوي على 50 وجبة للأسر، كما ستقوم بتوجيه شحنات المساعدات من المنظمات الإنسانية الأخرى إلى قطاع غزة.
تعويض إسرائيل وعدم الاستعانة بها
بحسب الاقتراح، فإن حراس الأمن الخاصين سيؤمنون الطرق ومراكز التوزيع، في حين لن يشارك الجنود الإسرائيليون في تأمين أو توزيع الإمدادات.
ويطرح الاقتراح المكون من 14 صفحة، والذي تم تداوله هذا الأسبوع بين منظمات الإغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة، خططا مماثلة لتلك التي تناقشها إسرائيل سرا على مدى أسابيع مع جماعات الإغاثة الدولية. ويكشف الاقتراح للمرة الأولى عن خطط إنشاء المؤسسة وكذلك أسماء من سيتولى قيادتها.
وبموجب اقتراح المجموعة الجديدة، سيتلقى الفلسطينيون حصصا غذائية معبأة مسبقا، ومياه شرب، ومجموعات أدوات نظافة، وبطانيات، وإمدادات أخرى في مراكز التوزيع.
وقالت المجموعة إنها تريد الشراكة مع الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الدولية في توزيع إمداداتها. وأكد مسؤول أمريكي صحة الاقتراح وقال إن المدير السابق لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، هو الخيار الرئيسي لإدارة مؤسسة غزة الإنسانية.
انتقادات للمبادرة الجديدة
انتقد العاملون في مجال الإغاثة الخطط، التي من شأنها أن تمركز التوزيع في أربعة مراكز تحت حماية مقاولي الأمن الخاص. ويقولون إن الخطط لا يمكن أن تلبي احتياجات سكان غزة الكبيرة واليائسة، وأنها ستؤدي إلى نزوح قسري لأعداد كبيرة من الفلسطينيين من خلال دفعهم للانتقال بالقرب من المساعدات.
لا تتوفر معلومات كثيرة عن هذه المؤسسة، لكن ذُكِرَ أنه تمّ تسجيلها كمؤسّسة غير ربحية تحت اسم "مؤسسة إنسانية لغزة" في سويسرا منذ شباط/فبراير، ومقرها جنيف.
وذكرت صحيفة "لو تان" السويسرية أنّ المؤسسة تسعى إلى توظيف "مرتزقة" لضمان أمن توزيع المساعدات. وأعربت منظمة العفو الدولية في سويسرا عن قلقها إزاء هذه المسألة، محذّرة من أنّ مثل هكذا خطوة يمكن أن تتعارض مع القانون الدولي.
يذكر أن إسرائيل منعت دخول الغذاء والوقود والدواء وجميع الإمدادات الأخرى إلى غزة على مدار 10 أسابيع، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية لـ 3.2 مليون فلسطيني. وقالت إنها لن تسمح بدخول المساعدات حتى يتم وضع نظام يمنحها السيطرة على التوزيع.
وتتّهم إسرائيل حركة حماس بنهب المساعدات، وهي تقترح توزيعها في مراكز يسيطر عليها جيشها، وهو اقتراح انتقدته بشدّة الأمم المتّحدة ومنظمات إغاثية.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.