واشنطن تتمسك برحيل القذافي وباريس تدعو المعارضة للتفاوض معه
١١ يوليو ٢٠١١قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه في حوار مع محطة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية إن الوقت قد حان ليتفاوض معارضو القذافي معه، مشيراً إلى تزايد نفاد الصبر إزاء التقدم في الصراع. وقال لونجيه الأحد (10 تموز/ يوليو 2011) يجب على المعارضين عدم انتظار هزيمة القذافي، مؤكداً أن هدف باريس مازال هو ضرورة تخلي القذافي عن السلطة في نهاية الأمر.
المعارضة من جانبها مازالت ترفض حتى الآن إجراء محادثات مادام القذافي في السلطة، وهو موقف لم يطعن فيه من قبل أحد في القوى الكبرى في حلف شمال الأطلسي. لكن لونجيه انتقد هذا الموقف بالقول أن "موقف المجلس الوطني الانتقالي المعارض بعيد جداً عن المواقف الأخرى. الآن هناك حاجة للجلوس حول الطاولة". هذا ولم يرد بعد المجلس الوطني الانتقالي الليبي على تصريحات وزير الدفاع الفرنسي.
في حين قالت واشنطن إنها متمسكة بموقفها بشأن ضرورة تنحي القذافي. وقالت الخارجية الأمريكية في رد خطي على سؤال حول الأمر إن "الشعب الليبي هو الذي سيقرر كيف يحدث هذا الانتقال.. ولكننا متمسكون بشدة باعتقادنا بأن القذافي لا يمكن أن يبقى في السلطة." وأضافت أن الولايات المتحدة ستواصل الجهود في إطار ائتلاف حلف شمال الأطلسي لحماية المدنيين من الهجمات وقالت إنها تعتقد أن التحالف يساعد في تعزيز الضغط على القذافي.
اتصالات بين القذافي وطرابلس
ويشير هذان الموقفان من عضوين بارزين في التحالف الغربي المعارض للقذافي إلى الضغط الذي يواجهه التحالف بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الغارات الجوية، التي كلفت مليارات الدولارات ولم تسفر عن النتيجة السريعة التي توقعها مؤيدوها.
ويتوقع مراقبون أن تظهر التوترات بشأن كيفية المضي قدماً في ليبيا يوم الجمعة المقبل عندما تجتمع مجموعة الاتصال التي تضم الدول المتحالفة ضد القذافي في اسطنبول في اجتماعها العادي المقبل.
وفي سياق متصل قال سيف الإسلام، نجل القذافي، في مقابلة نشرت اليوم الاثنين في صحيفة جزائرية إن إدارة والده تجري محادثات مع الحكومة الفرنسية. ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية عن سيف الإسلام قوله خلال مقابلة معه في طرابلس إن إدارة القذافي تجري محادثات مع فرنسا وليس مع المعارضين. لكن باريس لم تعلق على تصريحات سيف الإسلام، الذي أوضح أن مبعوث القذافي إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال إنه كان واضحاً جداً وأبلغه أنهم هم الذين انشأوا المجلس الوطني الانتقالي الليبي وانه بدون دعمهم وأموالهم وأسلحتهم لم يكن هذا المجلس سيتواجد أصلاً.
ونقلت الصحيفة عن سيف الإسلام قوله إن فرنسا قالت إنه عند التوصل لاتفاق مع طرابلس ستجبر المجلس الوطني الانتقالي الليبي على وقف إطلاق النار.
ميدانياً حققت قوات المعارضة التي تحاول التقدم إلى طرابلس مكاسب الأسبوع الفائت ولكنها ليست حاسمة لدحر القوات الموالية للقذافي التي قامت بقصف مدفعي عنيف في محاولة منها لإجبار قوات المعارضة على التقهقر بعد أن استولت على قرية القوالش جنوب العاصمة طرابلس، والتي تعتبر نقطة استراتيجية في زحف المعارضة نحو العاصمة لأنها إذا نجحت في تجاوزها فستصل إلى الطريق السريع المؤدي إلى طرابلس حيث معقل القذافي.
(ع.ج/ د ب أ، رويترز)
مراجعة: عماد غانم