في بلدية توتسينغ على ضفاف بحيرة شتارنبرغ مقابل جبال كارفيندل الرائعة، ألف يوهانس برامس مقطوعته الشهيرة عن الموسيقار هايدن في عام 1873، وفي ذكرى هذا المؤلف الكبير يقام هنا منذ أكثر من ربع قرن مهرجان أيام برامس. في عام 2022، في الذكرى الخامسة والعشرين، احتفي المهرجان الموسيقي بالمجموعة الكاملة من سمفونيات الملحن الألماني. تحت إشراف ألوندرا دي لا بارا، ستقوم أوركسترا ميونيخ السيمفونية بعزف أعمال يوهانس برامس وربطها بأربع سيمفونيات من تأليف أنتونين دفورجاك.
عزف مقطوعات برامس لا تعتبر بالنسبة لقائدة الأوركسترا المكسيكية ذات أهمية على المستوى الفني فحسب، بل على المستوى الشخصي أيضًا، ففي عام 1999 احتفلت بظهورها الأول كقائدة أوركسترا في مسرح تياترو كولون في بوينس آيرس بمقطوعة برامس عن هايدن. منذ ذلك الحين لم تنقطع هذه العلاقة الوطيدة ببرامس.
في مقابلة مع دوتشة فيله، تقول ألوندرا دي لا بارا: أرى في برامس روحًا مرهفة تتغذى على خيال واسع ونوع من الدهشة الطفولية الجريئة. لذلك أريد أن أسعى إلى حد ما لتحطيم الصورة الثابتة التي يمتلكها الكثيرون عن برامس. على الرغم من أن موسيقاه تعزف على نطاق واسع في كل مكان، إلا أنني أريد أن أتعامل معها كما لو أنني لم أسمعها من قبل وكأنني أقابله للمرة الأولى.
لم يكن جمع يوهانس برامس بأنتونين دفوراك في مهرجان أيام برامس بتوتزينغ صدفة، لأن برامس كان أبرز مناصري الملحن البوهيمي آنذاك: "أي شخص لم يأت من ألمانيا أو النمسا في ذلك الوقت كان يتعرض لتمييز شديد. ومع ذلك كانت رغبة دفورجاك كبيرة في أن يُقدَّر في مؤسسة فيينا. كان برامس من القلائل الذين اعترفوا بموهبة دفورجاك وشجعوها" وتقول ألوندرا دي لا بارا في مقابلة مع دويتشه فيله: كان بالتأكيد سيكون سعيدًا جدًا لأن أعماله تعزف اليوم في مهرجان أيام برامس.
قامت دويتشه فيله بتصوير الحفلات الموسيقية الأربع مع ألوندرا دي لا بارا وأوركسترا ميونيخ السيمفونية قبل وبعد العروض في أكتوبر 2022.
مجلة واحة الثقافة تقدم في أربع حلقات مقتطفات من سيمفونيات برامس ودفورجاك، وتتطرق إلى أعمال وحياة هذين الملحنين العظيمين، كما تحدثت إلى قائدة الأوركسترا ألوندرا دي لا بارا وأعضاء الأوركسترا وخبراء موسيقين.