هولندا: اليميني المتطرف فيلدرز يريد إخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي
١٧ أغسطس ٢٠١٢سبق لحكومة رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي أن فشلت في الاستمرار في الحكم بعد فشل مفاوضات حول تقليص الميزانية العامة، خصوصا مع حليفها الحزب اليميني المتطرف الذي يقوده غيرت فيلدرز. واستقالت الحكومة لأنها لم تعد تملك أغلبية مطلقة في مجلس النواب الذي يشغل فيه الحزب اليميني المتطرف 23 من أصل 150 مقعدا.
وعقب الاعلان عن تنظيم انتخابات مبكرة في سبتمبر المقبل في هولندا، أعلن زعيم الحزب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز الذي انسحب من الائتلاف الحكومي أنه ينوي إخراج هولندا من منطقة اليورو، وأيضا من الاتحاد الأوروبي. ولم يخف فيلدرز هذه التطلعات التي يروج لها في حملته الانتخابية، وقال "اليورو لا يمثل عملة نقدية، إنه يكلفنا أموالا، والاتحاد الأوروبي يشكل مأساة لهولندا".
وعارض فيلدز بقوة تحويل مبالغ مالية إضافية إلى الصندوق الخاص بمظلة إنقاذ اليورو، ولذلك نجده تخلى عن التحالف الحكومي في أبريل/ نيسان الماضي ليجبر الحكومة الهولندية على الاستقالة والدعوة إلى انتخابات مبكرة. وقال غيرت فيلدرز للهولنديين في محاولة لتعليل مواقفه الرافضة: "نحن مجبرون على دفع المليارات لصالح اليونان، والآن إسبانيا هي الأخرى بحاجة إلى مساعدتنا مثل البرتغال وقبرص، وربما قريبا إيطاليا، إنها بنوك مفلسة وبلدان مفلسة، وأنتم يجب عليكم الدفع".
إجراءات تقشفية تغضب الناخب
وبعد أيام على استقالة الحكومة الهولندية بسبب الخلاف على خفض الدين العام مع الحزب اليميني المتطرف الذي يقوده غيرت فيلدرز، أقر النواب الهولنديون في ال 26 من أبريل الماضي ميزانية تقشفية يطالب بها الاتحاد الاوروبي.
وقال رئيس الوزراء المستقيل مارك روتي في مناقشة داخل مجلس النواب الهولندي انه "نبأ سار جدا"، معتبرا أن "الطبقة السياسية بدت اليوم في أفضل حالاتها". من جهته أكد وزير المالية يان كيس دي ياغر ان "هولندا تستطيع بهذه الطريقة الاستفادة من معدل الفائدة المنخفض" في أسواق السندات.
وأعلنت خمسة أحزاب آنذاك، بينها اثنان في الائتلاف الحكومي وثلاثة احزاب معارضة، تشغل مجتمعة 77 مقعدا من أصل 150 قبل الجلسة أنها توصلت الى اتفاق حول ميزانية تقشفية تهدف الى خفض العجز العام الى اقل من 3 في المائة من اجمالي الناتج المحلي في عام 2013 مقابل 7,4 في المائة في عام 2011. ونسبة ثلاثة في المائة هي الحد الأقصى للعجز العام الذي تسمح به اتفاقية الاستقرار والنمو الأوروبية. واتفقت الاحزاب الخمسة على اجراءات تنص خصوصا على زيادة رسم القيمة المضافة، وخفض الميزانية المخصصة للعلاج الصحي وتجميد رواتب بعض الموظفين.
وعلى كل حال، يظهر من خلال الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة أن الحزب اليميني المتطرف بقيادة غيرت فيلدرز أصبحت له الكلمة الفصل في المشهد السياسي الهولندي الذي تميز في الماضي بنهجه الليبرالي. ويطمح الحزب اليميني المتطرف لاكتساح الساحة السياسية الهولندية بالترويج لشعارات معادية لليورو ولأوروبا وكذلك للأجانب.
محمد المزياني/ يورغن كلايكامب
مراجعة: عبدالحي العلمي