هلع في أسواق المال.. وترامب يطالب بالدفع مقابل تخفيض الجمارك
٧ أبريل ٢٠٢٥كشف تقرير صادر عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة أنّ أكثر من 50 دولة مستهدفة بالرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قد تواصلت" مع الإدارة الأمريكية، لبدء مفاوضات بشأن الرسوم الواسعة على الواردات، والتي تسببت في اضطراب الأسواق المالية، وأثارت مخاوف من حدوث ركود.
ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة في تحصيل هذه الرسوم اعتبارا من الأربعاء القادم (التاسع من أبريل/ نيسان 2025). وأقرّ أكبر المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، كيفين هاسيت، بأن الدول الأخرى "غاضبة وترد بالمثل... لكنها، بالمناسبة، تأتي إلى طاولة المفاوضات". بينما قال وزير الخزانة، سكوت بيسنت، إن الممارسات التجارية غير العادلة "ليست من النوع الذي يمكن حله بالمفاوضات خلال أيام أو أسابيع"، مشيرا إلى أن على الولايات المتحدة أن ترى "ما الذي ستقدمه الدول الأخرى، وما إذا كان عرضها قابلا للتصديق".
ترامب: لن نتراجع!
من جهته، شدد الرئيس ترامب من أن بلاده "لن تتراجع" عن الرسوم الجمركية الشاملة على الواردات من معظم دول العالم "ما لم تقم الدول بتسوية تجارتها مع الولايات المتحدة".
وفي حديثه إلى الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية قادما من فلوريدا حيث قضى عطلة نهاية الأسبوع، قال ترامب إنه
لا يريد للأسواق العالمية أن تهبط، ولكنه في الوقت نفسه لم يكن قلقا بشأن عمليات البيع المكثفة أيضا. ويراهن ترامب على تحمل الناخبين ارتفاع الأسعار على السلع اليومية مقابل تحقيق رؤيته الاقتصادية، وقال "أحيانا يتعين عليك تناول الدواء لعلاج شيء ما". وعن مواقف الدول الأخرى علق ترامب بالقول: "لقد تحدثت إلى الكثير من القادة، الأوروبيين والآسيويين، من
جميع أنحاء العالم، إنهم يتحرقون شوقا للتوصل إلى اتفاق. وقلت لهم: لن يكون لدينا عجز مع بلادكم. لن نفعل ذلك، لأن العجز بالنسبة لي هو خسارة. سوف يكون لدينا فوائض أو في أسوأ الأحوال، سوف نحقق التعادل".
وأكد ترامب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع "مع كثير من الأوروبيين والآسيويين ومع العالم بأسره. جميعهم يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق".
وردا على سؤال حول إمكان التفاوض على منطقة خالية من الرسوم الجمركية مع أوروبا، مثلما اقترح مستشاره إيلون ماسك، كرر ترامب أن "أوروبا حققت ثروة من ورائنا وعاملتنا بشكل سيئ جدا". وأردف "إنهم يأتون إلى طاولة (المفاوضات). يريدون التحدث، لكن لن يكون هناك نقاش إلى أن يعطونا الكثير من المال على أساس سنوي".
هلع رأسواق المال
سيطر الهلع الإثنين على الأسواق المالية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على خلفية تمسك ترامب بالرسوم الجمركية المعممة التي فرضها على باقي الدول، ما ينذر بيوم أسود جديد في بورصات العالم.
تتواصل الانخفاضات الحادة في الأسواق المالية العالمية، وهو ما تأكد بمجرد استئناف التداول اليوم الاثنين.
وانخفض مؤشر الأسهم الألمانية (داكس)، الذي يقيس أداء 40 شركة ألمانية رائدة في بورصة فرانكفورت، بنحو 10% في بداية التعاملات اليوم مسجلا 18489 نقطة، وذلك بعد أشهر من تحقيق مكاسب قياسية.
وحتى قبل افتتاح السوق مساء الأحد، انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ما بين 4 إلى 6 بالمائة. كما انخفض مؤشر نيكي 225، المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم اليابانية، في مستهل تعاملات اليوم الاثنين بنسبة تصل إلى نحو 8% بعد الانهيار الذي شهدته بورصة وول ستريت يوم الجمعة الماضي في أعقاب الإعلان عن الرسوم. كما انهارت سوق الأسهم في هونغ كونغ بأكثر من 12% بعد ظهر الاثنين (إلى حدود كتابة التقرير).
وتراجعت الأسهم وسندات الشركات الصينية في تعاملات اليوم ، في حين انخفض العائد على سندات الخزانة الصينية
إلى أقل مستوياته على الإطلاق، حيث يستعد المستثمرون لتداعيات اتساع الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتراجع مؤشر شنغهاي المجمع 300 للأسهم الصينية بنسبة 6ر7% وهو أكبر تراجع يومي منذ 5 سنوات.
وتسارع الدول إلى معرفة كيفية الرد على هذه الرسوم، وأبرزهاالصينالتي فرضت رسوما بلغت 34 بالمائة على السلع الأمريكية. وقال نائب وزير التجارة لينغ جي لممثلين عن شركات أمريكية الأحد إن "التدابير المضادة الصينية لا تهدف فحسب إلى حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات، بما فيها الشركات الأميركية (في الصين)، بل كذلك إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح للنظام التجاري التعددي".
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)