هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر

في ظل تواصل الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين، إن طهران أشارت إلى استعدادها للتفاوض. وقال ترامب على هامش اجتماع قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (جي 7) في منتجع كاناناسكيس الكندي، "الإيرانيون يرغبون في التحدث، لكن كان ينبغي عليهم فعل ذلك من قبل". وأضاف ترامب، ردا على سؤال عما إذا كانت هناك أية علامات على إمكانية عدم التصعيد من جانب إيران: "يجب عليهم التوصل إلى اتفاق، وهذا أمر مؤلم للطرفين". وتابع ترامب "أري أن إيران لن تفوز في هذه الحرب، ويجب عليهم التحدث، وينبغي أن يفعلوا ذلك فورا، قبل فوات الأوان". وعندما سئل عما قد يدفع الولايات المتحدة للتدخل العسكري في النزاع، تهرب ترامب من الإجابة، قائلا: "لا أريد التحدث عن ذلك".

أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الاثنين أنه سيشنّ ضربات على إسرائيل "بلا انقطاع حتى الفجر". ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن الناطق باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني قوله "بدأت الدفعة التاسعة من الهجوم المركّب بمسيّرات وصواريخ وستستمر بلا انقطاع حتى الفجر".

قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الاثنين إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ترغب في استئناف المحادثات مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني في وقت قريب. وقال الوزير إن الدول الثلاث عقدت أربع اجتماعات مع القادة الإيرانيين في الأشهر الأخيرة، وأشار إلى استمرار بذل الجهود لمواصلة المحادثات. وقال فاديفول خلال توقف في قبرص بعد زيارة استمرت عدة أيام إلى الشرق الأوسط "سنوضح موقفنا مجددا هناك أنه يمكننا فقط تحقيق تسوية تعاقدية وتجنب المزيد من الصراعات العسكرية إذا كانت إيران مستعدة تماما للامتناع عن استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية". وأكد وزير الخارجية أنه يتعين على الحكومة في طهران أن تدرك مدى خطورة الوضع. وعقدت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا محادثات مع إيران في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ومارس/آذار 2025، في حين عقدت الولايات المتحدة أيضا مفاوضات موازية معها. وبعد هجوم إسرائيل على إيران يوم الجمعة، ألغت طهران المحادثات التي كان من المقرر عقدها مع الولايات المتحدة أمس الأحد في سلطنة عمان.

بدلت حاملة الطائرات الأميركية نيميتز التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي وجهتها الإثنين (16 يونيو/ حزيران 2025) للانتقال إلى الشرق الأوسط في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، بحسب موقع "مارين ترافيك" لتتبع مواقع السفن عبر العالم. وتعبر الحاملة حاليا ممر ملقة بين جزيرة سومطرة الإندونيسية وماليزيا.

 وقال مسؤول في حكومة فيتنام أنه تم إلغاء مراسم استقبال كانت مقررة على متن حاملة الطائرات الجمعة في 20 حزيران/يونيو في إطار زيارة مرتقبة لها لمدة أربعة أيام إلى دانانغ بوسط فيتنام. وتأكيدا على ذلك، استند إلى رسالة تبرر فيها وزارة الدفاع الأميركية هذا الإلغاء بظروف "عملياتية طارئة".

 ورصدت مواقع تتبّع أخرى تحرك نحو ثلاثين طائرة أميركية للتزود بالوقود خلال ليل الأحد الاثنين، حيث انطلقت من الولايات المتحدة واتجهت نحو قواعد عسكرية مختلفة في أوروبا.  ولم يرد البنتاغون على الفور على سؤال حول هذا الأمر.

 أطلقت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة حملة ضربات جوية على نطاق غير مسبوق ضد إيران التي ترد بإطلاق دفعات من الصواريخ على الدولة العبرية. وبعد عقود من الحروب بالوكالة والعمليات المحدودة، هذه أول مرة تدور مواجهة عسكرية بهذا الحجم بين الدولتين. وتساعد الولايات المتحدة إسرائيل على اعتراض الصواريخ الإيرانية التي تستهدف أراضيها.

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاثنين أن بلاده "تغير وجه الشرق الأوسط" بحملة ضرباتها على إيران. وعرض نتانياهو خلال مؤتمر صحافي عبر التلفزيون ما وصفه بنجاحات تم تحقيقها منذ بدء الهجوم على الجمهورية الإسلامية، قائلا "نغير وجه الشرق الأوسط وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية داخل إيران نفسها".

 بعد عقود من حروب الظل، أطلقت إسرائيل الجمعة حملة هجمات مفاجئة ضد أهداف في أنحاء إيران التي ردت بموجات من الصواريخ على إسرائيل، ما أثار مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي أوسع. وأضاف نتانياهو "قمنا بتصفية القيادة الأمنية الإيرانية، بمن فيهم ثلاثة رؤساء أركان، وقائد سلاحهم الجوي، وقائدان للاستخبارات".

 وتابع "نعمل على القضاء عليهم واحدا واحدا". وقال "لدينا ثلاثة أهداف رئيسية: القضاء على البرنامج النووي، القضاء على قدرة إنتاج الصواريخ البالستية، والقضاء على محور الإرهاب"، في إشارة إلى الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.

 وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "نبذل قصارى جهدنا لتحقيق هذه الأهداف، ولدينا تنسيق جيد مع الولايات المتحدة". وأكد نتانياهو أن نظرة الإيرانيين لحكومتهم قد تغيرت، معتبرا أنهم "يدركون أن النظام أضعف بكثير مما كانوا يعتقدون، لقد أدركوا ذلك، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نتائج".

 أسفرت الضربات الإسرائيلية حتى الآن عن مقتل 224 شخصا على الأقل، من بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون إضافة إلى مدنيين، وفقا للسلطات الإيرانية. في المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مقتل 24 شخصا في الردود الصاروخية الإيرانية منذ الجمعة.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على موقع التواصل إكس "إذا كان الرئيس ترامب جادا في الدبلوماسية ومهتما بوقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية ستكون مهمة". وأضاف "على إسرائيل وقف عدوانها، وفي غياب وقف كامل للعدوان العسكري علينا، ستستمر ردودنا. كل ما يتطلبه الأمر هو مكالمة هاتفية واحدة من واشنطن لإسكات شخص مثل نتنياهو. قد يمهد ذلك الطريق للعودة إلى الدبلوماسية".

وقالت مصادر إيرانية وإقليمية لرويترز إن طهران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عمان الضغط على ترامب لاستخدام نفوذه على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار. وأضافت أن إيران ستبدي في المقابل مرونة في المفاوضات النووية. وقال نتنياهو للقوات الإسرائيلية في قاعدة جوية إن إسرائيل في طريقها لتحقيق هدفيها الرئيسيين، القضاء على البرنامج النووي الإيراني وتدمير صواريخها.

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الإثنين أن إسرائيل ستضرب "الديكتاتور الإيراني أينما وُجد" في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، وذلك بعد استهداف هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية في طهران. وقال كاتس في بيان "تم استهداف هيئة البث التابعة للنظام الإيراني، المسؤولة عن الدعاية والتحريض ... وذلك بعد تنفيذ عملية إخلاء واسعة للسكان في المنطقة". وأضاف "سنضرب الديكتاتور الإيراني أينما وُجد".

أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية اليوم الاثنين انقطاع بث مباشر للتليفزيون الرسمي في البلاد بشكل مفاجئ بعد هجوم إسرائيلي. وخلال البث المباشر، ذكرت مذيعة بالتليفزيون الرسمي أن الغبار انتشر في الاستوديو بعد سماع "دوي اعتداء ضد الوطن". وفجأة وقع انفجار أدى إلى انقطاع البث على شاشة خلف المذيعة في الوقت الذي هرعت فيه من أمام الكاميرا، وتم الانتقال بسرعة إلى بث برامج مسجلة على الشاشة.

حذر الجيش الإسرائيلي السكان في بعض أنحاء العاصمة الإيرانية طهران لإخلاء منازلهم قبل شن هجمات. وقالت إسرائيل اليوم الاثنين، إنها تعتزم ضرب مواقع عسكرية في المدينة. وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات إخلاء مماثلة للمدنيين في أجزاء من غزة ولبنان قبل تنفيذ ضربات هناك.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الاثنين (16 يونيو/ حزيران 2025) نقلا عن مسؤولين أن إيران تسعى لإنهاء الأعمال القتالية سريعا واستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي. وقالت إنها بعثت رسائل في هذا الصدد إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب.

ولم يتسن لرويترز التأكد مما ورد في التقرير بعد.

تسببت الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيلفي سعي سكان العاصمة الإيرانية طهرانالحثيث للخروج منها، حيث أفاد شهود عيان بوجود ازدحام مروري كبير على طرق الخروج. وامتدت الطوابير في محطات التزود بالوقود لكيلومترات في بعض الأماكن، اليوم الاثنين، بينما ساد الهدوء المخيف في شوارع أخرى بطهران التي يزيد عدد سكانها على 15 مليون نسمة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وجه أمس الأول السبت، تحذيرا شديدا لإيرانومرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي، حيث قال إن "طهران ستحترق" إذا استمرت الهجمات الصاروخية الإيرانية على المناطق المدنية في إسرائيل. وكتب كاتس على منصة "إكس" اليوم الاثنين أن "سكان طهران سيدفعون الثمن - قريبا"، عن الهجمات التي أودت بحياة مدنيين في إسرائيل. ولم يحمل الكثيرون سوى الأساسيات، وفروا إلى شرق البلاد، الذي لا يزال يعتبر آمنا نسبيا. أما في الغرب، حيث توجد العديد من المنشآت العسكرية على الحدود، هناك قصف جوي إسرائيلي مكثف منذ يوم الجمعة الماضي، مع هجمات من الغارات. وصارت المناطق الشمالية المطلة على بحر قزوين، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين الراغبين في قضاء العطلات، ملاذا للاجئين.

قدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل غروسي إفادة اليوم الاثنين حول الوضع في المنشآت النووية الإيرانية بعد الضربات العسكرية الإسرائيلية، وقال إنه لا توجد أي مؤشرات على وقوع المزيد من الأضرار في موقعي نطنز وفوردو لتخصيب اليورانيوم. وأعلن غروسي والوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل أن أصغر مفاعل تخصيب من أصل ثلاثة في إيران، وهو مفاعل على سطح الأرض في مجمع نطنز النووي الضخم، تعرض للتدمير.

ورغم عدم وجود مؤشرات على تعرض المفاعل الأكبر حجما للتخصيب، الواقع تحت الأرض في المجمع للهجوم بشكل مباشر، تم تدمير مصادر الطاقة التي تغذيه مما يعني احتمال تضرر أجهزة الطرد المركزي للتخصيب هناك. ولم يتم رصد أضرار في منشأة فوردو الموجودة داخل أحد الجبال. وقال غروسي في بيان لاجتماع استثنائي لمجلس محافظي الوكالة "لم يلحق ضرر إضافي بمفاعل نطنز لتخصيب الوقود منذ هجوم يوم الجمعة الذي دمر الجزء السطحي من مفاعل تخصيب الوقود التجريبي".

قال الكرمليناليوم الاثنين إن روسيا لا تزال مستعدة للتوسط في الصراع بين إسرائيل وإيرانوإن مقترحات موسكو السابقة لتخزين اليورانيوم الإيراني في روسيا لا تزال مطروحة على الطاولة. وأضاف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن مقترحات روسيا السابقة لحل النزاع لا تزال مطروحة، لكن اندلاع الأعمال القتالية زاد الوضع تعقيدا.