نهائي أوروبي بعد إزاحة هولندا لأوروغواي
٦ يوليو ٢٠١٠أقيمت مساء يوم الثلاثاء (6 يوليو/ تموز) المباراة الأولى من مباراتي الدور قبل النهائي لبطولة الفيفا - كأس العالم 2010 التي تستضيفها جنوب أفريقيا، وذلك على ملعب غرين بوينت بمدينة كيب تاون بزواره الاثنين والستين ألفا، بين المنتخب الهولندي ومنتخب أوروغواي. وتعد هذه المباراة الثانية بين المنتخبين خلال نهائيات بطولة كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930.
وخاض منتخب هولندا مباراة نصف النهائي للمرة الرابعة في تاريخ اشتراكه في نهائيات البطولة، وللمرة الأولى منذ اثني عشر عاما، وبدا على لاعبيه التصميم على الفوز في مباراة نصف النهائي في هذا المونديال والتأهل للمباراة النهائية أملا في الفوز بلقبه الذي تتوق إليه هولندا منذ اشتراكها في نهائيات كأس العالم. أما منتخب أوروغواي فقد لعب مباراة نصف النهائي للمرة الأولى منذ أربعين عاما، وللمرة الخامسة على مدى اشتراكه في البطولة. وأعرب لاعبوه عن تصميمهم على الفوز في المباراة لقطع خطوة كبيرة في طريق الفوز بلقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخ اشتراك أوروغواي في البطولة. ولهذا شهد عشاق كرة القدم مباراة حافلة بالمتعة والإثارة.
تكافؤ في الأداء والنتيجة
وبدأ منتخب أوروغواي المباراة بالسرعة في الانقضاض على الكرة للاستحواذ عليها وتنظيم الهجمات على المرمى الهولندي، غير أن هذه الهجمات لم تحمل في طيها أي خطورة، بل كمنت الخطورة في الهجمات المرتدة لمنافسيهم، وكان أول تهديد لمرماهم من جانب لاعبي هولندا في الدقيقة الثالثة، عندما نظموا هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة يمين منطقة مرمى أوروغواي إلى لاعب الوسط فيسلي سنايدر الذي أرسلها على الجانب الآخر لزميله ديرك كويت الذي سدد في اتجاه المرمى ولكن فوق العارضة.
ورغم ذلك تواصل تفوق لاعبي أوروغواي في اللعب الهجومي وسط دفاع محكم وهجمات مرتدة خطيرة من لاعبي هولندا. غير أن الدقيقة الثامنة عشرة شهدت هجمة منظمة للاعبي المنتخب البرتقالي وصلت فيها الكرة يسار وسط ملعب أوروغواي إلى كابتن المنتخب ولاعب الوسط، جيوفاني فان برونكهورست الذي سددها بيسراه قوية في المقص الأيسر لمرمى أوروغواي مسجلا الهدف الأول لهولندا. وبعد هذا الهدف أخذ لاعبو هولندا يبادلون منافسيهم الهجوم والضغط على المرمى، وكثر وصولهم إلى منطقة مرماهم.
وفي هجمة منظمة للاعبي أوروغواي في الدقيقة الحادية والأربعين وصلت الكرة إلى المهاجم دييغو فورلان، بالقرب من يمين منطقة المرمى الهولندي، الذي جنح بها يسارا إلى أن صار في مواجهة المرمى وصوب تسديدة قوية في سقف المرمى لم يستطع الحارس مارتين ستيكيلينبرغ التصدي لها ليدرك فورلان التعادل لمنتخبه، وأشعل هذا التعادل حماس لاعبي كل من المنتخبين لإحراز التقدم، قبل أن يعلن حكم المباراة، الأوزبكستاني رافشان إيرماتوف، نهاية الشوط الأول بتعادل المنتخبين بهدف لكل منهما.
تفوق نسبي يقود إلى النهائي
وبدأ الشوط الثاني بهجوم مكثف من لاعبي المنتخب البرتقالي، فرض على منافسيهم التراجع للدفاع وتحويله إلى هجمات مرتدة خطيرة. ومع مرور الوقت عاد لاعبو أوروغواي إلى مبادلة لاعبي هولندا اللعب الهجومي والضغط على المرمى، لتشهد المباراة سجالا كفاحيا بين المنتخبين، تبادلوا فيه أيضا الخطورة على المرمى مع تفوق للاعبي هولندا في ذلك. وشهدت الدقيقة الثامنة والستون فرصة ثمينة للاعبي هولندا، عندما وصلت الكرة من ملعبهم في منطقة مرمى منافسيهم ولكن يسارا إلى المهاجم روبين فان بيرسي.
وحاول فان بيرسي مراوغة مدافعي أوروغواي ليتمكن من التسديد على المرمى، ولكنه ردها إلى زميله المتابع فان دير فارت ( نزل إلى الملعب في الشوط الثاني بدلا من لاعب الوسط ديمي دي زيو) الذي صوب تسديدة قوية تمكن الحارس موزليرا من التصدي لها، لتتجه إلى الجانب الآخر لمنطقة المرمى، لتجد لاعب الوسط الهولندي آريين روبين الذي سدد ولكن فوق العارضة.
وبعد دقيقتين وفي هجمة منظمة وصلت الكرة على حافة يسار منطقة مرمى أوروغواي إلى لاعب الوسط فيسلي سنايدر الذي سدد على يسار الحارس موزليرا مسجلا الهدف الثاني لهولندا.
وواصل المنتخب الهولندي تكثيف هجماته لتصل الكرة في الدقيقة الثالثة والسبعين يسار منطقة مرمى المنتخب المنافس إلى لاعب الوسط ديرك كويت الذي أرسلها جميلة أمام المرمى على رأس زميله آريين روبين الذي حولها على يمين الحارس موزليرا مسجلا الهدف الثالث للمنتخب البرتقالي. وبعد هذا التقدم وضحت سيطرة لاعبي هولندا على مجرى اللعب وسط محاولات من منافسيهم لتعديل النتيجة، أثمرت عن هدف في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع أحرزه المدافع ماكسيميليان بيريرا، قبل أن يعلن الحكم انتهاء المباراة بفوز المنتخب البرتقالي بنتيجة 3 / 2 ، والتأهل للمباراة النهائية لمونديال 2010 .
الكاتب: محمد الحشاش
مراجعة: منصف السليمي