نصف الألمان يؤيدون زيارة ملزمة للطلاب إلى معسكرات النازية

بحلول الذكرى الثمانين لتحرير معسكر الإبادة النازي أوشفيتس، دعا المجلس المركزي لليهود في ألمانيا إلى إطلاق مزيد من المبادرات لتسهيل زيارات المواقع الأصلية لجرائم النازيين.

وقال رئيس المجلس، جوزيف شوستر إن "أي شخص قام بزيارة أوشفيتس لمرة واحدة لن يتساءل أبدا عن سبب ضرورة إبقاء ذكرى المحرقة حية". وتابع أن من زار المعسكر "لمرة واحدة يفهم لماذا لا يمكن مقارنة ذكرى المحرقة بأي شيء آخر".

يذكر أنه في 27 يناير/ كانون الثاني 1945، حرر الجنود السوفييت  معسكر الاعتقال والإبادة الألماني أوشفيتس  الذي أقامه النازيون في بولندا المحتلة من قبل الجيش الألماني آنذاك. وخلال فترة عمل المعسكر، نقل النازيون نحو 1,3 مليون شخص إليه، وتشير تقديرات إلى أن حوالي 1,1 مليون شخص لقوا حتفهم في هذا المعسكر. ومنذ عام 1996، أصبح هذا اليوم يوما وطنيا للذكرى في ألمانيا.

وأكد شوستر أن إحياء  ذكرى تحرير أوشفيتس  لم يكن يوما مجرد روتين، لكنه رأى أن هذا الأمر يتطلب في هذا العام تأملا أعمق متحدثا عن "تراجع مستمر" في عدد شهود المحرقة الذين عاصروا تلك الفترة، وأن عدد الأشخاص في ألمانيا الذين ليس لديهم روابط عائلية مع حقبة النازية، آخذ في الزيادة.

استطلاع حول فكرة إلزام طلاب المدارس بزيارة مسعكرات النازية

وفي ذات السياق، أجرى معهد "يوغوف" للأبحاث استطلاعا للرأي خلصت نتائجه إلى أن نصف الألمان ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاما يؤيدون فكرة جعل زيارة مواقع معسكرات الاعتقال النازية إلزامية لطلاب المدارس. في المقابل، عارض 42% من هذه الشريحة العمرية الفكرة، بينما لم يبد 8% من هذه الشريحة رأيا في هذه القضية.

ولا يتم تطبيق هذه الزيارة الإلزامية في الوقت الحالي سوى في بعض الولايات الألمانية مثل بافاريا وزارلاند.

وكانت الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي قد قدمت في العام الماضي طلبا في البرلمان لمكافحة معاداة السامية، دعت فيه إلى إلزام الطلاب على مستوى البلاد بزيارة موقع تذكاري لمعسكر اعتقال نازي  لمرة واحدة على الأقل خلال مسيرتهم الدراسية.

وبحسب الاستطلاع الذي أجري بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أشار أكثر من نصف المشاركين (52%) إلى أنهم زاروا موقعا لمعسكر اعتقال نازي سابق مرة واحدة على الأقل. كما زار واحد من كل أربعة من المشاركين معسكر أوشفيتس.

وأجري هذا الاستطلاع في الفترة بين 17 و20 يناير/ كانون الثاني الجاري، بمشاركة 2194 شخصا فوق سن 18 عاما. وأظهرت النتائج أن الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما كانت الأكثر زيارة لمواقع معسكرات الاعتقال بنسبة 61%، بينما بلغت النسبة بين من تجاوزوا سن السبعين 42%.

كما أفاد 76% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يشعرون بأنهم على دراية جيدةبالمحرقة، في حين قال 16% إنهم ليسوا كذلك. ورأى 22% ضرورة لزيادة التذكير بجرائم القتل الجماعي التي ارتكبها النازيون ضد اليهود في أوروبا. بينما اعتبر 19% أن هناك تذكيرا مفرطا بالأمر - من بينهم 48% من ناخبي حزب "البديل من أجل ألمانيا". فيما أعرب 52% عن رضاهم عن الجهود الحالية في الحفاظ على الذاكرة التاريخية.

وتحل الذكرى السنوية الثمانون لتحرير المعسكر النازي غدا الإثنين، ومن المتوقع حضور وفود من أكثر من 40 دولة إلى النصب التذكاري إلى المعسكر حيث سيشاركون في الفعالية المركزية لإحياء هذه الذكرى. وستكون ألمانيا ممثلة بوفد بارز غير مسبوق يضم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير والمستشار أولاف شولتس ورئيسة مجلس الولايات أنكه ريلينغر.

و.ب/ م.س/ ع.غ (د ب أ)