قلق ألماني لسقوط قتلى يوميا أثناء توزيع المساعدات في غزة
٣٠ يونيو ٢٠٢٥أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها الشديد إزاء العدد الكبير من القتلى والجرحى في محيط أماكن توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر. وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفان كورنيليوس في برلين اليوم الاثنين (30 يونيو/ حزيران 2025): "نشعر بقلق بالغ من هذه التقارير التي تردنا بشكل شبه يومي، عن حوادث وأعمال عنف مرتبطة بتوزيع المواد الغذائية". وفيما يتعلق بعمليات التوزيع التي تقوم بها مؤسسة غزة الإنسانية الجديدة، أضاف كورنيليوس: "هناك دائما قتلى وجرحى، وهذا يخضع لمراقبة دقيقة جدا من قبل الحكومة الألمانية".
كما أشار إلى أن استئناف المساعدات الإنسانية التي كانت قد توقفت بصورة كاملة لفترة مؤقتة، لا يزال محدودا للغاية. وأكد كورنيليوس: "لا يجوز أن يضطر الأشخاص المحتاجون إلى تعريض حياتهم للخطر من أجل الحصول على الغذاء".
خلافات داخل الحكومة الألمانية بشأن الشرق الأوسط؟
وأوضح شتيفان كورنيليوس ومتحدث باسم وزارة الخارجية أن زيارة وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء آخرين في الحكومة الإسرائيلية، تم التنسيق بشأنها كالمعتاد مع ديوان المستشارية ووزارة الخارجية.
وردا على سؤال صحفية حول ما إذا كانت هناك خلافات في الرأي بشأن الشرق الأوسط داخل التحالف الحكومي بين الاتحاد المسيحي برئاسة المستشار فريدريش ميرتس والحزب الاشتراكي الديمقراطي، قال المتحدث باسم الحكومة: "لا توجد اختلافات في وجهات النظر".
وكان رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى السابق، شتيفان فايل (من الحزب الاشتراكي)، قد صرح خلال افتتاح مؤتمر الحزب الاشتراكي بأن تضامن حزبه لا يزال قائما مع الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وأضاف: "لكن تضامننا يشمل أيضا سكان قطاع غزة، الذين يهجرون منذ فترة طويلة من ركن إلى آخر في منطقتهم"، مشيرا إلى أن هؤلاء الناس باتوا يخشون "ألا يعودوا إلى منازلهم أحياء إذا خرجوا صباحا في محاولة للحصول على الطعام".
"منطقة موت"
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية، المثيرة للجدل، عملها الشهر الماضي بعد حصار إسرائيلي استمر نحو ثلاثة أشهر تم خلالها منع دخول شحنات المساعدات إلى القطاع الذي يقع على ساحل البحر المتوسط. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أكد جنود وضباط شاركوا في العمليات قتل فلسطينيين دون مبرر بالقرب من مراكز التوزيع. وبحسب التقرير، كان الجنود يطلقون النار على المدنيين لإبعادهم عن المراكز قبل فتحها. ونقلت الصحيفة عن أحد أفراد الجيش، الذي أفادت التقارير بأنه كان حاضرا في المكان، قوله: "إنها منطقة موت".
من جديد .. قتلى وجرحى قرب مركز لتوزيع المساعدات
وارتفع قتلى القصف الإسرائيلي بقطاع غزة، بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات، إلى ما لا يقل عن 13 فلسطينيا اليوم الاثنين . وكانت مصادر طبية قد أعلنت في وقت سابق اليوم الاثنين، مقتل 10 فلسطينيين على الأقل، وإصابة آخرين، في قصف شنته طائرات حربية إسرائيلية على منطقة الميناء غرب مدينة غزة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). وأوضحت المصادر ذاتها، أن "10 مواطنين كحصيلة أولية استشهدوا، وأصيب آخرون، بينهم حالات حرجة، في قصف طائرات الاحتلال استراحة /الباقة/ على شاطئ بحر مدينة غزة".
"دروس مستفادة"
بدوره أقر الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين بتعرض مدنيين فلسطينيين للأذى في مراكز توزيع المساعدات في غزة، قائلا إنه صدرت تعليمات للقوات بناء على "الدروس المستفادة".
وأفادت الأمم المتحدة بمقتل أكثر من 400 فلسطيني في أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات منذ أن رفعت إسرائيل حصارا استمر 11 أسبوعا على دخول المساعدات لغزة في 19 مايو/ أيار، مما سمح باستئناف وصول شحنات محدودة من المساعدات الإنسانية.
وفي هذا السياق قال متحدث عسكري إن الحوادث التي تعرض فيها سكان غزة للأذى قيد المراجعة.
"وفا" تحصي ضحايا حرب غزة حتى الآن
وبحسب وكالة "وفا" فإن الحرب في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "أسفرت عن استشهاد 56 ألفا و531 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 133 ألفا و642 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم".
ولم يتم تأكيد هذه الأرقام من مصادر مستقلة.
تحرير: عماد غانم