نتنياهو: نعمل على اتفاق جديد للإفراج عن الرهائن في غزة
٧ أبريل ٢٠٢٥قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء اجتماع مع الرئيس الأمريكي الاثنين (السابع من نيسان/ أبريل 2025) إن بلاده تعمل على التوصل إلى "اتفاق" جديد بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وصرّح نتنياهو عقب استقباله في البيت الأبيض من قبل دونالد ترامب "نحن نعمل حاليا على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن".
ترامب: حرب غزة يجب أن تتوقف في المستقبل القريب
ومن جهته، أبدى ترامب رغبته في وقف الحرب في غزة، وقال خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض إن العمل جارٍ لتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس، لكنه أضاف أن ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن "عملية طويلة".
وردا على سؤال عما إذا كان سيفي بوعده الذي قطعه خلال حملته الرئاسية بإنهاء الحرب في غزة، قال ترامب "أود أن أرى الحرب تتوقف، وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ولن يكون ذلك في المستقبل البعيد للغاية".
وكان رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وصل إلى البيت الأبيض اليوم الاثنين لعقد مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشمل الحرب في غزة وإيران، والدفاع عن بلده ضد الهجوم التجاري الذي تشنه الولايات المتحدة. إلا أن الرئاسة الأمريكية أعلنت إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان مقرراً بين الزعيمين عقب الاجتماع، من دون أن تذكر أسباباً لذلك.
وهذه هي الزيارة الثانية لرئيس الوزراء إلى واشنطن، بعدما استضافه الرئيس الأمريكي مطلع شباط/ فبراير الماضي. وخلال الزيارة الأولى، فاجأ ترامب العالم بالكشف عن خطته حول سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بهدف تنميتها عقارياً واقتصادياً وجعلها "
ريفييرا الشرق الأوسط" وفق عبارته. أما هذه المرة، فتأتي الزيارة فيما يعيش العالم صدمة الإعلان الأسبوع الماضي عن فرض رسوم جمركية مرتفعة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وهو ما دفع أسواق الأسهم العالمية إلى حالة من الاضطراب.
وعقب اللقاء قال ترامب في كلمة له: "نبذل كل ما في وسعنا لتحرير الرهائن. نبحث في وقف إطلاق نار آخر، وسنرى ما سيحدث".
وبعد شهرين من التهدئة الهشة بين حماس والدولة العبرية، استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه العسكري في قطاع غزة في 18 آذار/ مارس. وقد أتاحت الهدنة الأخيرة عودة 33 رهينة إسرائيليا، ثمانية منهم قتلى، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
ويصر نتانياهو وحكومته، عكس معظم عائلات وأقارب الرهائن، على أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إعادة الرهائن، الأحياء و الأموات، الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة. من بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا يزال 58 محتجزين في القطاع الفلسطيني، 34 لقوا حتفهم وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.
مسؤولية الحكم في غزة
وكان لقاء مشترك للرئيسين المصري والفرنسي والعاهل الأردني قد تناول الوضع في غزة الاثنين، وأكدوا في القاهرة أن السلطة الفلسطينية يجب أن تتولى حصراً مسؤولية الحكم في قطاع غزة بعد الحرب ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب المتواصلة منذ 18 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال بيان مشترك عقب قمة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني إن "الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن تكون بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة بدعم إقليمي ودولي قوي". كما دعا البيان الثلاثي إلى "عودة فورية لوقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فوري وكامل"، مؤكدين على أهمية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 19 كانون الثاني/ يناير "والذي نصّ على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وضمان أمن الجميع".
نزوح 400 ألف فلسطيني
وفي الجانب الإنساني في القطاع، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الاثنين أن نحو 400 ألف فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 آذار/مارس. وقال ستيفان دوجاريك إن "الناجين في غزة يدفعون للنزوح بشكل متكرر ويجبرون على النزوح إلى مساحة تتقلص باستمرار حيث لا يمكن تلبية احتياجاتهم الأساسية"، في حين أن كامل سكان غزة تقريباً البالغ عددهم 2,4 مليون شخص نزحوا مرة واحدة على الأقل بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبداية وقف إطلاق النار في كانون الثاني/يناير.
كما دعا رؤساء مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين توم فليتشر، والمدير العام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ومنظمة اليونيسف كاثرين راسل، وبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، العالم إلى "التحرك بشكل عاجل لإنقاذ الفلسطينيين في غزة". وأضافوا في بيان مشترك أن سكان غزة "محاصرون مجدداً ويتعرضون للقصف والجوع، بينما تتراكم الأغذية والأدوية والوقود والملاجئ عند المعابر، ويتم منع المعدات الحيوية"، بعد أكثر من شهر منع إسرائيل إدخال المساعدات. وأكد المسؤولون الأمميون أن "التأكيدات بأن هناك ما يكفي من الغذاء لإطعام الفلسطينيين بعيدة كل البعد عن الواقع على الأرض، فالمخزونات منخفضة للغاية"، وتابعوا "إننا نشهد أعمال حرب في غزة تظهر استهتاراً صارخاً بالحياة البشرية".
إسرائيل: الشعور بالتهديد وراء إطلاق النار على مسعفين قتلوا بغزة
وفي ملف ذي صلة، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أن تحقيقاً أولياً في مقتل 15 مسعفاً على أيدي قوات إسرائيلية في جنوب غزة الشهر الماضي أظهر أن الواقعة حدثت "بسبب الشعور بالتهديد". وأضاف الجيش أنه كان قد حدد هويات ستة مسلحين من حركة حماس على أنهم في الجوار خلال الحادث.
وقال الجيش في بيان إنه يجري تحقيقاً موسعاً لكن "النتائج الأولية تشير إلى أن القوات أطلقت النار بسبب شعور بتهديد مُحتمل عقب مواجهة سابقة في المنطقة" وأن ستة من القتلى "تحددت هوياتهم وكانوا تابعين لحماس".
وأُطلقت نيران على المسعفين في 23 آذار/ مارس ودُفنوا في حفر غير عميقة. وقال الجيش الإسرائيلي في البداية إنه أطلق النار بعد اقتراب مركبات في الظلام لا تحمل علامات، لكنه غير روايته بعد انتشار مقطع يُظهر سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء تحمل علامات واضحة وأنوارها مضاءة وتتعرض لإطلاق نار.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيُجرى تحقيقات موسعة في الأيام المقبلة وستعرض نتائجها على الجمهور.
ولم ترد جمعية الهلال الأحمر بعد على طلب للتعليق على نتائج التحقيق الإسرائيلي. وبعد الواقعة دعت الجمعية إلى إجراء تحقيق دولي مستقل وقالت إن استهداف قافلة سيارات الإسعاف التابعة لها يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان تعكس نمطاً خطيراً من الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني.
وكان القتلى من الصليب الأحمر والهلال الأحمر والأمم المتحدة والدفاع المدني الفلسطيني.
ويشار أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
خ.س/ع.غ (أ ف ب، رويترز)