نتانياهو يتهم رئيس الشاباك بفتح تحقيق حول بن غفير "دون علمه"
٢٤ مارس ٢٠٢٥قالرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه ردّاً على تقرير للقناة 12 الإسرائيلية إن "الادعاء بأن رئيس الوزراء فوض رئيس الشاباك رونين بار بجمع أدلة ضد الوزير إيتمار بن غفير ما هو إلا كذبة أخرى مكشوفة". وأوردت تقارير سابقة معلومات تفيد بأن جهاز الشاباك (الشين بيت) كان يجري منذ عدة أشهر تحقيقا سريا في اختراق عناصر من اليمين المتطرف لجهاز الشرطة. وتابع البيان بأن "الوثيقة المنشورة والتي تحتوي تعليمات واضحة من رئيس الشاباك لجمع أدلة ضد قادة سياسيين تشبه الأنظمة القمعية، وتقوض الديموقراطية وتهدف إلى إسقاط الحكومة اليمينية".
وعبر حسابه على منصة إكس، وصف الوزير بن غفير، بار بأنه "مجرم" و"كاذب" وبأنه "يحاول إنكار مؤامراته ضد المسؤولين المنتخبين في دولة ديموقراطية، حتى بعد أن تم الكشف عن الوثائق أمام العامة والعالم".
وعلّقت الجمعة المحكمة العليا الإسرائيلية القرار الذي اتخذته حكومة نتانياهو بإقالة بار وأثار احتجاجات في إسرائيل. فيما دعمت الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ البلاد اقتراح نتانياهو بإقالة بار.
وهي المرة الأولى فيتاريخ إسرائيل تتم فيها إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي.
انباء عن "عملية عسكرية واسعة" في غزة
وفي الأثناء تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية والتي استأنفتها منذ الـ 18 من مارس/ آذار في قطاع غزة، ما اعتبرتها حركة حماس واطراف عربية وإسرائيلية خرقا لاتفاق وقف إطلاق.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية استنادا إلى مصادر لم تكشف عنها، أن الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل تعتزم شنّ عملية عسكرية هجومية برية واسعة النطاق في قطاع غزة. وبحسب ذات المصادر، فإن رئيس الوزراء نتانياهو وفريقه الجديد للأمن القومي يخططون لشنّ هجوم بري كبير في غزة اعتقادا بأن احتلال أجزاء من الأراضي والسيطرة عليها سيسمح لهم أخيرا بهزيمة حركة حماس الفلسطينية.
كما أضافت الصحيفة أن نتانياهو وفريقه الجديد، بما في ذلك وزير الدفاع يسرائيل كاتس والجنرال الكبير إيال زامير، يعتقدون أن الهزيمة العسكرية لحزب الله في لبنان العام الماضي واستعداد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدعم تجديد الهجوم ضد حماس يمنحهم مزيدا من الحرية في القتال.
وأعلن نتانياهو الأحد أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عبّر فيه الأخير عن دعمه لإجراءات إسرائيل في غزة. وكرر نتانياهو مرة أخرى تصريحاته حول أن الهدف الرئيسي من الحرب هو القضاء على حماس ككيان عسكري وحاكم. وأضاف أن هدف الحملة الجديدة هو إجبار الحركة على تسليم بقية الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
"وضع حرج" في الضفة الغربية
في ذات الوقت نددت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الإثنين بالوضع "الحرج للغاية" للفلسطينيين النازحين في الضفة الغربية المحتلة جراء عملية "السور الحديدي" التي قالت إسرائيل إنها تستهدف الجماعات الفلسطينية المسلحة في شمال الضفة الغربية، وقد بدأتها منذ 21 من كانون الثاني/يناير أي بعد يومين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الأمر الذي أسفر حسب الأمم المتحدة على نزوح نحو 40 ألف شخص.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، التي تعمل في المنطقة، إن وضع الفلسطينيين النازحين "حرج للغاية"، وتابعت بأنهم "يعيشون بدون مأوى مناسب، (دون) خدمات أساسية، و(دون) حق الوصول إلى الرعاية الصحية". كما نوهت إلى أن "الوضع النفسي (للنازحين) مقلق للغاية".
وفي بيان ورد وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعمل "ضد جميع المنظمات الإرهابية بما في ذلك حماس في إطار وضع أمني معقد". وقال البيان "يلتزم الجيش بالقانون الدولي ويتخذ الاحتياطات اللازمة للحد من الأضرار (التي قد يتعرض لها) الأفراد غير المتورطين".
إلا أن منظمة "أطباء بلا حدود" أكدت بأن حجم النزوح القسري وتدمير المخيمات في الضفة الغربية"لم يُسجل مثله منذ عقود". وأضافت مديرة العمليات في المنظمة بريسي دي لا فيني "لا يستطيع الناس العودة إلى منازلهم لأن القوات الإسرائيلية منعت الوصول إلى المخيمات ودمرت المنازل والبنية التحتية". وطالبت المنظمة إسرائيل "بالكف عن ذلك".
واستهدفت العملية العسكرية بشكل رئيسي كلا من مخيم طولكرم ونور شمس في مدينة طولكرم ومخيم جنين في المدينة التي يحمل اسمها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في شباط/ فبراير المنصرم إن العملية ستستمر لعدة أشهر. وأضاف أنه أمر الجنود "بالاستعداد للبقاء في المخيمات التي أخليت، طوال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة وعودة الإرهاب من جديد".
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز، د ب أ)