"ميول إسلاموية" ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين بميونيخ
١٤ فبراير ٢٠٢٥كشفت ممثلة النيابة العامة، غابريله تيلمان، في مؤتمر صحفي، أن المشتبه به في واقعة الدهس يوم أمس في مدينة ميونيخ اقر خلال التحقيقات بأنه "تعمد صدم المشاركين في المظاهرة، وأعطى لذلك سببا مفاده أنه دافع ديني".
وفاد المواطن الأفغاني سيارته وسط حشد خلال مظاهرة عمالية أمس الخميس (13 فبراير/شباط 2025) ما أسفر عن إصابة 36 شخصا بجروح بعضها خطيرة ، وفق آخر حصيلة. وتمكنت الشرطة من إيقاف السيارة وإخراجه منها رغم محاولته زيادة سرعته مرة أخرى.
وأكدت تيلمان أن التحقيقات لا تزال في مراحلها المبكرة، لكن بالنظر إلى الوضع الحالي، فإنه بمقدورها الحديث "عن افتراض وجود خلفية إسلاموية". وأضافت أن التحقيق في الوقت الراهن يحمل على "الاستخلاص بوجود دافع ديني". وفي الوقت نفسه ذكرت تيلمان أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن الأفغاني فرهاد ن. البالغ من العمر 24 عاما عضو في شبكة إرهابية.
وكدليل على وجود دوافع إسلاموية، استشهدت تيلمان - من بين أمور أخرى - بإفادات أفراد الشرطة الذين ذكروا أن السائق هتف "الله أكبر" بعد الهجوم.
وقالت الشرطة إنها عثرت عند تحليل بيانات هاتفه المحمول على عدة رسائل ذات طابع ديني وقال ليمر بعد التدقيق في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "كان متدينا وكان يريد أن يكون الأمر جليا".
وحسب التحقيقات كان المشتبه به قد كتب لأحد أقاربه قبل العملية "ربما لن أكون هنا غدًا". بالإضافة إلى ذلك، اتصل أحد زملاء المتهم في العمل بالشرطة وأخبرها أن المتهم "خرج عن طبيعته بعض الشيء"، حسب ما أورد موقع شبيغيل.
ولا يعتقد المحققون أن الجاني يعاني من مرض نفسي، حيث قالت تيلمان إنه لا يوجد حاليا أي دليل على وجود مشكلات نفسية لدى المشتبه والتي قد يكون لها تأثير على الجريمة، موضحة أنه لن يتم لذلك تقديم أي طلب لإيداع الرجل في مصحة نفسية مؤقتا.
وذكرت تيلمان أن المتهم كانت تجرى ضده فقط تحقيقات في ميونخ للاشتباه في التحايل الوظيفي، حيث سجل نفسه كعاطل عن العمل، ثم بدأ العمل ولم يقم بإلغاء تسجيله في الوقت المناسب، مضيفة أنه تم إيقاف إجراءات الغرامة ضده لأن الأمر كان يتعلق بفترة زمنية قصيرة للغاية، موضحة أن هذا كان التحقيق الوحيد الذي جرى ضد المتهم من قبل سلطات ولاية بافاريا.
وفي أحدث ردود الفعل، أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير على هامش فعالية صامتة في مسرح الجريمة إن "وحشية هذا العمل صدمتنا وأذهلتنا!"، معربا عن مواساته لجميع الضحايا وأسرهم.
من جانبها قالت مجلس الولايات الألماني (بونديسرات)، أنكه ريلينغر: "ندين أعمال العنف هذه، ونحزن على القتلى، ونتعاطف مع المصابين وأقاربهم، ونعرب لهم عن بالغ تعاطفنا".
وأضافت ريلينغر: "كل هذه الأحداث تهزنا. ولكن يجب أن يكون واضحا لنا أيضا أن هذه الأحداث لا يجوز أن تمر دون عواقب"، مشيرة إلى أن هذه هي المسؤولية السياسية للجميع لضمان السلم الاجتماعي.
ع.ج.م/و.ب (د ب أ، أ ف ب)