ميرتس يناقش مع رئيس الصين قضايا الاقتصاد ووقف حرب أوكرانيا
٢٣ مايو ٢٠٢٥في أول اتصال بين الزعيمين إثر تولي ميرتس منصبه هذا الشهر، حث المستشار الألماني فريدريك ميرتس الرئيس الصيني شي جين بينغ على دعم الجهود الدولية لجعل روسيا توافق على وقف إطلاق نار في أوكرانيا.
وأكد ميرتس وشي لبعضهما البعض أنهما منفتحان على التعاون في التغلب على التحديات العالمية، حسبما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان كورنيليوس عقب المكالمة اليوم الجمعة (23 مايو/ أيار 2025).
وتعتبر الصين أهم حلفاء روسيا، حيث وجدت موسكو معزولة بشكل متزايد من الدول الغربية التي تزود كييف بالدعم المالي والعسكري في دفاعها ضد الغزو الروسي الشامل الذي شنته قبل ما يربو علىثلاث سنوات.
ولم تسفر الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالموافقة على وقف القتال حتى الآن عن أي نتائج كبيرة. وحضّ المستشار الألماني الرئيس الصيني على دعم الجهود الغربية للتوصل إلى هدنة في أوكرانيا.
وجاء في بيان صادر عن مكتب المستشار أنه أبلغ شي "بالجهود المشتركة التي تبذلها أوروبا والاتحاد الأوروبي لتحقيق وقف سريع لإطلاق النار في أوكرانيا"، وحضّ الصين على "دعم هذه الجهود".
وتكثفت الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة. ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، طرحت بكين نفسها على أنها طرف محايد في النزاع. لكن الغرب يتهمها بدعم روسيا اقتصاديا ودبلوماسيا.
العلاقات الاقتصادية و"المنافسة العادلة" بين برلين وبكين
وفي الاتصال الهاتفي تطرق ميرتس أيضا إلى "المنافسة العادلة" بين الشركات الألمانية والصينية. وذكر كورنيليوس أن الزعيمين اتفقا على "استئناف الحديث المباشر قريبا، لتطوير التعاون الألماني- الصيني".
وللعملاق الاقتصادي في آسيا وأكبر اقتصاد في أوروبا علاقات تجارية منذ زمن بعيد، وذلك على الرغم من الخلافات السياسية بين الصين الشيوعية وألمانيا والتي تعمقت مع التقارب الحاصل بين بكين وروسيا. وقالت برلين إن الزعيمين "أكدا استعدادهما للعمل كشريكين لخوض التحديات العالمية".
وبحسب البيان الرسمي الصيني بشأن الاتصال، دعا شي إلى علاقات "مستقرة وقابلة للتنبؤ" بين البلدين. وأشار شي أيضا إلى أن "العالم يشهد اليوم تحولات متسارعة غير مسبوقة منذ قرن، إذ تتقاطع التغيرات مع فوضى في الوضع الدولي".
وواجه البلدان تحديات في التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتقلب المواقف في ظل سعيه للتقرب من روسيا وفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية إلى الولايات المتحدة.
مخاوف ألمانية من عروض شراء صينية
وكانت الصين منذ فترة طويلة سوقا رئيسية لكبار المصنعين في ألمانيا الذين يبيعون كميات هائلة من السلع في الصين، بدءا من السيارات إلى معدات المصانع.
ويهدف تخفيف المخاطر إلى خفض الاعتماد الاقتصادي الكبير على الصين من خلال تشجيع العلاقات الاقتصادية مع بلدان أخرى سريعة النمو في آسيا، على الرغم من أن برلين أكدت أنها لا تسعى إلى "فك الروابط" بشكل كامل.
كما برزت الشركات الصينية كمنافس لعمالقة التصنيع الألمان التقليديين، بما في ذلك قطاع السيارات.
من جانبه حث شي ألمانيا على تمهيد الطريق لمزيد من الاستثمار وتوفير "بيئة أعمال عادلة وشفافة وغير تمييزية للشركات الصينية".
وكانت هناك عدة خلافات حول الاستثمار الصيني في قطاعات حساسة في الاقتصاد الألماني. ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، منعت ألمانيا بيع شركتين لتصنيع أشباه الموصلات لمستثمرين صينيين، قائلة إن عملية الاستحواذ قد "تهدد نظام ألمانيا وأمنها".
وفي أيلول/ سبتمبر 2023، منعت برلين استحواذ الصين بالكامل على شركة ناشئة للأقمار الصناعية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
كما أثار عرض شركة الشحن الصينية العملاقة المملوكة للدولة كوسكو لشراء حصة في ميناء هامبورغ خلافا حادا. وتمت في النهاية الموافقة على صفقة البيع عام 2023، لكن سُمح لكوسكو بشراء حصة أصغر مما كانت تسعى إليه.
تحرير: عارف جابو