ميدفيدييف يدعو إلى "شراكة متكافئة" بين روسيا والناتو في إنشاء نظام صاروخي موحد

قالت مصادر دبلوماسية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في مدينة لشبونة اليوم السبت إن زعماء الحلف اتفقوا على دعوة روسيا إلى بدء محادثات حول إمكانية ربط أجزاء من نظامها المضاد للصواريخ البالستية بدرع صاروخي يخطط أعضاء الحلف لإنشائه. وكان زعماء الناتو اتفقوا أمس الجمعة على إقامة درع صاروخي يربط صواريخ اعتراضية أمريكية طويلة المدى بأنظمة أوروبية لصواريخ أقل مدى. وتهدف الدعوة إلى إقناع موسكو بأن الخطة لا تستهدفها، فيما يتوقع خبراء أمنيون وعسكريون بأن الدرع موجه في الأغلب إلى إيران.

من ناحيته طالب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيدييف، أثناء حضوره قمة مؤتمر الحلف، بوجود "شراكة متكافئة" بين روسيا والناتو في إنشاء النظام الصاروخي الموحد. واعتبر مدفيدييف في ختام قمة الحلف وروسيا السبت في لشبونة أن مرحلة التوتر الأخير في العلاقات بين الحلف الأطلسي وروسيا ولت الآن. وبالرغم من رغبة ميدفيدييف في ضم منظومة بلاده الصاروخية إلى الدرع الصاروخي للناتو، إلا أن زعماء الحلف تحدثوا عن رغبتهم في تحسين تبادل المعلومات بين النظام الروسي ونظام الناتو، وليس إنشاء نظام موحد.

تقارب تاريخي بين الناتو وروسيا

هذا ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التقارب بين حلف شمال الأطلسي وروسيا بالتاريخي، إلا أنها حذرت في نفس الوقت من المبالغة في التوقعات بشأن التعاون الجديد بين الحلف وروسيا. وقالت ميركل: "أعتقد أن التعاون مع روسيا سيكون علامة فارقة... فعدو عسكري قديم يصبح الآن شريكا بشكل واضح. هذا التحول في التعاون يمكن وصفه بالتاريخي".

يذكر أن حلف الأطلسي وروسيا قد توصلا إلى اتفاق اليوم بخصوص نقل معدات عسكرية إلى قوات الحلف في أفغانستان عبر الأراضي الروسية بواسطة السكك الحديدية، وفقاً لما أعلن عنه الأمين العام للناتو آندرز فوغ راسموسن.

وخاطب راسموسن قمة الحلف المعقودة في لشبونة بالقول: "أعلن اليوم بسرور عن الاتفاق على إجراءات ستتيح توسيع مرور المعدات إلى قوة (المساعدة الأمنية الدولية) إيساف في أفغانستان عبر أراضي الاتحاد الفدرالي الروسي".

وفيما لم يقدم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي تفاصيل حول هذا الاتفاق، إلا أن بعض المسؤولين أوضحوا قبل بدء أعمال القمة أن المساعي كانت جارية مع موسكو لكي توافق على مرور معدات للحلف غير السلاح عبر أراضيها من أفغانستان وإليها، في تعديل لاتفاق سابق كان يقضي بإرسال معدات محددة إلى أفغانستان عبر روسيا، مستثنياً بعض المعدات كالآليات المدرعة، التي كان الحلف مجبراً على نقلها عبر طرق خطرة في باكستان.

(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب)

مراجعة: طارق أنكاي