ميتشل يزور المنطقة مجدداً وسط تشكيك فلسطيني
١٣ ديسمبر ٢٠١٠يصل المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، اليوم الاثنين (13 ديسمبر/ كانون أول) من أجل دفع المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين. تأتي هذه الزيارة، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ ثلاثة شهور، بعدما أقرت الولايات المتحدة بأنها لم تتمكن من إقناع إسرائيل بإعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين بقرار الولايات المتحدة التخلي عن جهود تجميد أنشطة البناء الاستيطاني اليهودي والتركيز على حل القضايا الأساسية في الصراع بالشرق الأوسط. وقال نتنياهو في كلمة أمام منتدى اقتصادي قبل ساعات من الموعد المقرر لوصول مبعوث السلام الأمريكي "حتى نصل إلى السلام يجب أن نناقش القضايا التي تعطل السلام بالفعل... أرحب بحقيقة أننا سنبدأ الآن مناقشة هذه القضايا وسنحاول تضييق الفجوات".
واشنطن ملتزمة بعملية السلام
هذا وسيلتقي ميتشل مساء اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن ثم سيتوجه يوم غد الثلاثاء إلى الأراضي الفلسطينية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل سفر الأخير الأربعاء إلى مصر لإجراء محادثات مع دبلوماسيين في جامعة الدول العربية.
وقالت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني للإذاعة العامة من واشنطن، حيث أجرت محادثات مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن الولايات المتحدة "ستطلب اليوم من الطرفين عرض مواقفهما". وأضافت ليفني: "ليس لدي شك بأنه ستتم مطالبة الفلسطينيين بوضع مواقفهم على الطاولة، وبعد ذلك سنرى الفرق بين ما يقولونه علناً وما يقولونه في المجالس الخاصة".
وكانت كلينتون قد أكدت الجمعة في خطاب أن واشنطن ستبقى ملتزمة بعملية السلام رغم الأزمة، وشجعت الطرفين على معالجة القضايا الجوهرية عبر مفاوضات غير مباشرة. وقالت كلينتون أمام العديد من المسؤولين السياسيين الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين في مؤتمر لمعهد سابان في مركز بروكينغز "حان الوقت لمعالجة القضايا الأساسية لهذا النزاع: الحدود والأمن والمستوطنات والمياه واللاجئين والقدس نفسها". وأضافت "نحن ندخل هذه المرحلة مع توقعات واضحة من كلا الطرفين. جديتهما بشأن التوصل إلى اتفاق سوف تقاس من خلال انخراطهما في هذه القضايا الجوهرية".
وفي هذا السياق أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم أن واشنطن ستمارس معظم الضغوط على الإسرائيليين "لأن الفلسطينيين عرضوا مواقفهم حول كل القضايا الرئيسية، كالحدود والأمن والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات".
تشكيك فلسطيني في العرض الأمريكي
من ناحيته وصف عضو الوفد المفاوض الفلسطيني ياسر عبد ربه عرض كلينتون بأنه "مليء بالعيوب"، مضيفاً أن هناك الكثير من نقاط الضعف فيما قالته كلينتون، مما قد يسمح لإسرائيل بتقويض كل شيء. وأوضح عبد ربه أن الإسرائيليين سيثيرون موضوعات أخرى، وهو ما يعني أن كل شيء سيكون مطروحاً، وفي الوقت نفسه لن يكون هناك شيء، وقال إن ذلك حدث عدة مرات من قبل.
وصرح ياسر عبد ربه، في مقابلة مع صحيفة "الحياة" الفلسطينية: "لا يمكننا العودة إلى الطريقة القديمة في المفاوضات، ولن نقبل بالعودة إلى عقد اجتماعات ووضع جداول لاجتماعات أخرى، لأننا في هذه الحالة سنضيع عاماً آخر، ثم يقال لنا بعد ذلك إن الإدارة الأميركية تستعد للانتخابات المقبلة ولن تكون قادرة على التدخل".
أما على الجانب الإسرائيلي فقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن أي اتفاق سلام على الأرجح سيترك "القدس الغربية وضواحيها اليهودية لنا، والأحياء العربية المزدحمة لهم (الفلسطينيين)"، وأنه سيتضمن "حلاً متفقاً عليه في الحوض المقدس" للمواقع الدينية في القدس. ووردت هذه العبارات في مبادرة قدمها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في محادثات جرت قبل عشر سنوات. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد امتنع عن التعليق على تصريحات باراك يوم أمس الأحد.
(ي.أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي