مقتل أربعة سعوديين في القطيف والرياض تتهم جهات خارجية ب"التحريض"
٢٤ نوفمبر ٢٠١١أعلنت السلطات السعودية اليوم الخميس (24 نوفمبر / تشرين الثاني) مقتل أربعة من مواطنيها وإصابة تسعة في محافظة القطيف، شرقي السعودية، في تبادل لإطلاق النار بين عدد من المحتجين وصفتهم ب"مثيري الشغب" وقوات الأمن السعودي. وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية السعودية إن "عددا من نقاط الأمن والمركبات الأمنية في محافظة القطيف تتعرض لإطلاق نار من قبل عدد من مثيري الشغب في بعض محافظات المنطقة الشرقية بصفة متصاعدة اعتبارًا من يوم الاثنين الماضي". وأضاف: "تعاملت قوات الأمن في تلك المواقع مع الموقف بما يقتضيه مع التحلي بضبط النفس قدر الإمكان وقد نتج عن ذلك مقتل مواطنين اثنين وإصابة ستة من بينهم امرأة واثنان من رجال الأمن بطلقات نارية". وقد لقي شابان من الشيعة مصرعهما في محافظة القطيف السعودية مساء أمس الأربعاء خلال احتجاجات بدأت خلال تشييع قتيلين سقطا في وقت سابق.
اتهام جهات خارجية ب"التحريض على العنف"
وقالت مصادر حقوقية وشهود عيان في وقت سابق إن "علي عبد الله آل قريريص (26 عاما) من بلدة العوامية ومنيب السيد آل عدنان (20 عاما) من الشويكة قتلا مساء الأربعاء برصاص قوات الأمن خلال تظاهرات" في محافظة القطيف في المنطقة الشرقية. وقد انطلقت التظاهرة بعد تشييع ناصر المحيشي (19 عاما) الذي قضى قرب حاجز للشرطة ليل الأحد الماضي وعلي الفلفل (24 عاما) الذي قُتل أثناء احتجاجات اندلعت مساء الاثنين. وشيعت الشويكة الجثمانين بمشاركة رجال دين وآلاف الأشخاص الذين حمل بعضهم الرايات السوداء والخضراء كما ارتدوا الأكفان، بحسب شهود عيان.
وجاء في بيان الداخلية السعودية "رافق تشييع أحد المتوفين تعدد حوادث تبادل إطلاق النار وإحراق الحاويات وإغلاق بعض الطرق، الأمر الذي نتج عنه مقتل اثنين وإصابة ثلاثة سعوديين". وحذرت الداخلية السعودية بلهجة شديدة قائلة: "إذ تعلن ذلك لتدرك أن هدف مثيري الشغب هو تحقيق أهداف مشبوهة أملاها عليهم أسيادهم في الخارج في محاولة لجر المواطنين وقوات الأمن إلى مواجهات عبثية"، في إشارة إلى إيران على ما يبدو.
جو من التوتر قبيل إحياء ذكرى عاشوراء
من جهتها، قالت مصادر حقوقية لفرنس برس لم تكشف عنها إن "الأحداث التي تشهدها محافظة القطيف خلال الأسبوع الحالي تزيد من التوتر في ظل سقوط الضحايا مع اقتراب إحياء ذكرى عاشوراء" التي تبدأ مساء الأحد المقبل.وكان رجل الدين حسين الصويلح قال في وقت سابق اليوم لفرنس برس إن حاكم المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد "أبلغنا أن لجنة شكلتها وزارة الداخلية ستباشر التحقيق" في مقتل المحيشي والفلفل و"طمأننا إلى أن النتائج ستظهر خلال ساعات". وأضاف "طلب منا تهدئة الشارع والخواطر خصوصا مع اقتراب إحياء ذكرى عاشوراء".
وتعد المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المركز الرئيسي للشيعة الذين يشكلون نحو 10 بالمائة تقريبا من السعوديين البالغ عددهم حوالي 19 مليون نسمة. وكانت شهدت تظاهرات محدودة تزامنا مع الحركة الاحتجاجية في البحرين وغيرها. وقد أوقعت مواجهات العوامية مطلع الشهر الماضي 14 جريحا غالبيتهم من الشرطة، في حين اتهمت وزارة الداخلية إيران، من دون ذكرها بالاسم، بالتحريض على العنف، داعية المحتجين إلى "تحديد ولائهم إما للمملكة أو لتلك الدولة ومرجعيتها".
ويتهم أبناء الطائفة الشيعية السلطات بممارسة التهميش بحقهم في الوظائف الإدارية والعسكرية وخصوصا في المراتب العليا. وقد طالب مشاركون في تظاهرات القطيف الربيع الماضي بتحسين أوضاعهم فيما أطلق آخرون هتافات تندد بإرسال قوة درع الجزيرة إلى البحرين.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: حسن زنيند