معارك شرسة في سرت وبني وليد ومذكرة توقيف دولية في حق الساعدي
٢٩ سبتمبر ٢٠١١دارت معارك ضارية في سرت، التي تبعد 360 كلم شرق طرابلس والتي يحاول مقاتلو المجلس الانتقالي الاستيلاء عليها منذ منصف أيلول/ سبتمبر. وقال متحدث باسم الثوار"لقد خسروا كل شيء، إنها معركتهم الأخيرة ولهذا يقاتلون بشراسة. قواتنا تتلقى ضربات قاسية. اليوم تراجعنا مسافة ثلاثة كيلومترات". وفي بني وليد التي تبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، يواجه مقاتلو المجلس الانتقالي مقاومة شرسة ولم يتقدموا منذ أيام. كما ذكرت أنباء أن اثنين من أبناء القذافي يوجدان في هاتين المدينتين. وقال احمد باني المتحدث باسم "وزارة" الدفاع في المجلس الوطني "المعلومات الأكيدة وما نعرفه هو أن سيف الإسلام في بني وليد وشقيقه معتصم في سرت".
من جانب آخر أعلن مصدر في الأمم المتحدة أن المجلس الوطني الانتقالي طلب من المنظمة الدولية الحصول على وقود لسيارات الإسعاف لإجلاء الجرحى من مدينة سرت المحاصرة. وأضاف المصدر لرويترز أن مدنيين يفرون من المدينة. إلا أن القتال المحيط بالمدينة وعدم استقرار الوضع حول بني وليد، المعقل الوحيد الآخر لأنصار القذافي، منع المنظمة الدولية من إرسال المساعدات الإنسانية إليهما.
مذكرة في حق الساعدي
وتواصل السلطات الليبية الجديدة ملاحقة المقربين من القذافي، فقد أصدرت شرطة "الانتربول" للمرة الأولى "مذكرة حمراء" بناء على طلب المجلس الوطني لتوقيف الساعدي القذافي الذي لجأ إلى النيجر في 11 أيلول/ سبتمبر. والساعدي القذافي ملاحق بتهم "الاستيلاء على أملاك بالقوة والترهيب حين كان يتولى رئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم"، كما أفاد "الانتربول"، الذي أضاف أن الساعدي "بصفته قائداً للوحدات العسكرية التي يحتمل أنها كانت ضالعة في قمع تظاهرات المدنيين خلال الانتفاضة الليبية، فإنه يخضع أيضاً لحظر سفر وتجميد أملاكه بأمر من الأمم المتحدة في آذار/ مارس".
ويُذكر أن مذكرات مماثلة صدرت في حق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام وصهره عبد الله السنوسي المدير السابق لأجهزة الاستخبارات الليبية، بعد أن صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية.
تونس تقرر تسليم المحمودي
وفي سياق متصل أعلنت تونس قرارها تسليم البغدادي علي المحمودي، وهو آخر رئيس للوزراء في عهد القذافي، إلى ليبيا بعد أن تلقت طلباً في هذا الشأن من منظمة الشرطة الجنائية الدولية "إنتربول". وأوضحت الحكومة التونسية أن تسليم المحمودي يستند إلى اتفاقية تعاون قضائي وقعتها تونس وليبيا سنة 1961 وإلى اتفاقية الرياض المتعلقة بالإعلانات القضائية وتنفيذ الأحكام وتسليم المجرمين التي وقعتها الدول العربية عام 1983. من جهته أعلن طارق كرشيد محامي المحمودي أن موكله دخل في إضراب جوع "قاس" ومفتوح احتجاجاً على قرار السلطات التونسية تسليمه إلى ليبيا.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمن التونسي اعتقل البغدادي علي المحمودي واثنين من مرافقيه يوم 21 أيلول/ سبتمبر الجاري في بلدة "تمغزة" بمحافظة توزر الحدودية مع الجزائر المجاورة عندما كانوا يحاولون التسلل إلى الجزائر على متن سيارة رباعية الدفع. ويعتبر المحمودي ثاني مسؤول ليبي بارز من عهد القذافي يحاكم في تونس بتهمة الدخول إلى التراب التونسي بشكل غير مشروع.
إلى ذلك نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قناة "مصراتة الحرة" اليوم أن ثوار مدينة مصراتة الليبية تمكنوا من القبض على موسى إبراهيم المتحدث الرسمي باسم نظام العقيد معمر القذافي، وهو متنكر في زى امرأة ترتدي الخمار. وقالت القناة إن "ثوار مصراته تمكنوا الليلة الماضية من إلقاء القبض على بوق القذافي المدعو موسي إبراهيم في الطريق بين بوابتي الـ30 والـ50 في مدينة سرت، وهو متنكر في زي امرأة ويرتدى الخمار". وأضافت القناة أنها سوف تعرض صوراً ولقطات تليفزيونية لموسي إبراهيم أثناء عملية القبض عليه.
(ح.ز/ رويترز/ د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: عماد غانم