مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة
٢٠ يوليو ٢٠٢٥قالت وزارة الخارجية الألمانية في رد على أسئلة من الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، تعليقا على طريقة التوزيع الجديدة التي تطبقها "مؤسسة غزة الإنسانية" في توزيع المساعدات على الناس في غزة، إنه "بات من الواضح من وجهة نظر الحكومة الألمانية أن هذه الآلية لا تصل إلى السكان المدنيين بشكل كاف، ولا تعمل وفق المبادئ الإنسانية".
وتقوم المؤسسة التي تدعمها كل من إسرائيل والولايات المتحدة منذ نهاية مايو/أيار الماضي بتوزيع الأغذية في عدد محدود من مراكز التوزيع. وتكررت التقارير حول وقوع حوادث إطلاق نار بالقرب من هذه المراكز أودت بحياة الكثير من الفلسطينيين الراغبين في الحصول على مساعدات، وتتهم هذه التقارير الجيش الإسرائيلي بأنه الجهة التي تطلق النار في هذه الحوادث.
وأضافت الحكومة الألمانية في ردها أنه يجب التحقيق الكامل والسريع في الحوادث الصادمة التي قتل فيها أشخاص أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات أو توزيعها.
ألمانيا لا تقدم أي دعم لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"
وأوضحت الحكومة الألمانية كذلك أنه لا تقدم أي أموال دعم حكومي ألمانية إلى المؤسسة، وأنه لا توجد قرارات حالية بخصوص تمويلها.
ووصفت الحكومة في ردها الحالة الإنسانية في غزة في الرد بأنها "لا تطاق"، مشيرة إلى ضرورة تخفيف معاناة الناس وتحسين الأوضاع الإنسانية بطريقة تتوافق تماما مع المبادئ الإنسانية والقانون الإنساني الدولي.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد قتل مئات الفلسطينيينفي محيط مراكز التوزيع التابعة لهذه المؤسسة منذ نهاية مايو/أيار الماضي.
وبررت إسرائيل اعتماد آلية التوزيع الجديدة بأنها تهدف إلى منع حركة حماس من الاستيلاء على المساعدات. غير أن المنتقدين يتهمون إسرائيل باستغلال المساعدات بشكل منحاز. وكانت الأمم المتحدة تدير سابقا نحو 400 مركز توزيع في قطاع غزة لخدمة حوالي مليوني فلسطيني، لكنها باتت شبه معطلة الآن، بسبب منع إسرائيل وصول الإمدادات إليها.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
مدير الأغذية العالمي: "الوضع هو الأسوأ الذي رأيته في حياتي"
ويشار إلى إلى أن الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة بلغا مستويات غير مسبوقة، مع تأكيد الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء يحتاجون إلى علاج عاجل.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مطلع تموز/يوليو من أن سعر الدقيق أصبح أعلى بـ3000 مرة مما كان عليه قبل اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال مدير البرنامج كارل سكاو الذي زار مدينة غزة مطلع الشهر الجاري "الوضع هو الأسوأ الذي رأيته في حياتي". وأضاف "قابلت أبا فقد 25 كيلوغراما خلال الشهرين الماضيين. الناس يتضوّرون جوعا، بينما الطعام موجود على بُعد أمتار خلف الحدود".
وكانت إسرائيل بدأت في الثاني من آذار/مارس، فرض حصار مطبق على القطاع بعد انهيار المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار الذي أبرم بداية العام 2025 واستمر ستة أسابيع. ومنعت الدولة العبرية دخول أي سلع حتى أواخر أيار/مايو، حين بدأت السماح بدخول عدد قليل من الشاحنات.
ومع نفاد المخزون الذي كان قد تجمع خلال فترة وقف إطلاق النار، تواجه غزة أسوأ نقص في الإمدادات منذ بداية الحرب قبل أكثر من 21 شهرا.
تحرير: ع.ش