مشروعات "السوداني" .. هل تحل أزمة الكهرباء المزمنة بالعراق؟
٢٢ يوليو ٢٠٢٥مع كل صيف، يتجدد الغضب الشعبي في العراق، حيث تتفاقم أزمة انقطاع الكهرباء بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يتجاوز 50 درجة مئوية.
وفي ظل هذا الواقع القاسي، تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات للاحتجاج، تنقل صورا ومقاطع مصورة من مدن عراقية تشهد تظاهرات غاضبة ضد تردي الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء.
يعود انقطاع التيار الكهربائي في العراق بشكل رئيسي إلى تدهور البنية التحتية، وضعف كفاءة التوليد، والتزايد السريع في الطلب، خصوصًا خلال أشهر الصيف، وفقًا لتقرير سابق صادر عن وكالة الطاقة الدولية.
ورغم تعاقب الحكومات العراقية ووعودها المتكررة بتحسين قطاع الكهرباء، إلا أن الواقع اليومي للمواطنين يعكس استمرار الأزمة منذ عقود.
وتتزامن أزمة الكهرباء الحالية مع حالة من الغضب الشعبي عقب وفاة 61 شخصا على الأقل في حريق اندلع داخل مركز تسوق بمدينة الكوت شرق البلاد في منتصف يوليو/تموز الجاري.
وبحسب شهود عيان، فإن العديد من المواطنين قصدوا المركز هربًا من انقطاع الكهرباء في منازلهم.
الكهرباء .. أزمة مستمرة رغم الثروات
في ظل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربي، يضطر العراقيون إلى الاعتماد على مولدات الديزل أو تحمل درجات حرارة خانقة. ورغم تخصيص الحكومات المتعاقبة مليارات الدولارات لحل الأزمة، إلا أن الحلول الجذرية لا تزال بعيدة المنال.
وعلى الرغم من ثروته النفطية والغازية الكبيرة، يعاني العراق من نقص مزمن في الكهرباء نتيجة عقود من الحروب والفساد، وسوء الإدارة. وبينما يتعافى تدريجيًا من آثار النزاعات، لا يزال العراق يعتمد في تلبية احتياجاته على واردات الطاقة من دول الجوار، مثل إيران و الأردن وتركيا.
وتشمل أزمة الكهرباء معظم مناطق العراق، بما في ذلك إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991. وقد أعلنت سلطاته مؤخرًا أن نحو 30% من سكانه يحصلون على الكهرباء على مدار الساعة، بينما تعتمد بقية الأسر على مولدات خاصة تصدر ضجيجًا ودخانًا كثيفًا.
الطاقة المتجددة .. أمل في الأفق؟
في محاولة للخروج من الأزمة، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمس الاثنين (21 يوليو/ تموز 2025)، أن الحكومة تنفذ حاليًا مشاريع واعدة للتحول نحو الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن بعض هذه المشاريع ستدخل الخدمة خلال أقل من عام.
جاء ذلك خلال إطلاق العمل التنفيذي في مشروع تأهيل وحدتين حراريتين بقدرة 320 ميغاواط، ونصب وحدتين جديدتين بنفس القدرة في محطة كهرباء الدورة الحرارية جنوبي بغداد.
ووفقًا لبيان حكومي، فإن هذه المشاريع ستعزز استقرار التوزيع الكهربائي في جانب الكرخ من العاصمة.
وكان تقرير مشترك للبنك الدولي والأمم المتحدة قد دعا العراق إلى تبني استراتيجية للتحول نحو الطاقة المتجددة، معتبرًا أن الاستثمار في البنية التحتية الخضراء هو الحل الأمثل لمعالجة نقص الكهرباء.
كما شددت وكالة الطاقة الدولية في تقرير حديث لها على ضرورة استغلال العراق لإمكاناته الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تستهلك كميات أقل من المياه مقارنة بمحطات الطاقة الحرارية، ما يعزز قدرة البلاد على مواجهة الجفاف ونقص المياه.
تحرير: صلاح شرارة