مشروع استيطاني في الضفة وبرلين تنتقد التصعيد الإسرائيلي بغزة
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥أكدت الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء (20 أغسطس/آب 2025) "رفضها تصعيد" الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، بعدما أقرت إسرائيل خطة للسيطرة على مدينة غزة وأمرت باستدعاء حوالى 60 ألف جندي احتياط للمشاركة في العملية.
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفان ماير في مؤتمر صحافي دوري، إن برلين تجد "صعوبة متزايدة في فهم كيف ستؤدي هذه الإجراءات إلى إطلاق سراح جميع الرهائن أو إلى وقف إطلاق النار".
وأعلنت إسرائيل اليوم الأربعاء موافقتها النهائية على مشروع استيطاني مثير للجدل، من شأنه تقسيم الضفة الغربية المحتلة. وجاء الإعلان بعد أن بحثت لجنة تخطيط إسرائيلية الموافقة على المشروع استيطاني المثير للجدل في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء، وهي خطوة يقول المنتقدون إنها يمكن أن تقوض بشدة احتمالات إقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
وتدعو الخطة إلى إقامة حوالي 3400 وحدة سكنية فيماتسمى المنطقة إي1.، وهي مساحة من الأرض بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم.
وحصل المشروع اليوم الأربعاء، على الموافقة النهائية من لجنة التخطيط والبناء، بعد رفض آخر الالتماسات التي كانت مقدمة ضده في السادس من أغسطس/آب الجاري 2025. وفي حال سارت العملية سريعا، فقد تبدأ أعمال البنية التحتية خلال الأشهر القليلة المقبلة، وقد يبدأ بناء المنازل في غضون عام تقريبا.
سموتريتش: "دفن فكرة الدولة الفلسطينية للأبد"
وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خلال مؤتمر صحفي عقد في الموقع يوم الخميس الماضي، إن الخطة تشمل بناء نحو 3500 شقة لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم. واعتبر سموتريتش الموافقة بمثابة رد على الدول الغربية التي أعلنت اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطينية في الأسابيع الأخيرة.
وتعتبر المنطقة التي تبلغ مساحتها حوالي 12 كيلومترا مربعا واحدة من أكثر المناطق حساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يشار إلى أن البناء هناك من شأنه أن يؤدي عمليا إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين شمالي وجنوبي، مما يجعل من الصعب بشكل كبير، إن لم يكن مستحيلا تشكيل دولة فلسطينية متصلة جغرافيا.
وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قد أعلن عن هذا الاقتراح الأسبوع الماضي، قائلا إن هذه الخطوة "تدفن فكرة الدولة الفلسطينية إلى الأبد".
استطلاع: معظم الأمريكيين مع الاعتراف بفلسطين
من جانب آخر، أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن أغلبية تبلغ 58 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أنه ينبغي على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل وحركة حماس إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين.
وقال نحو 33 بالمئة من المشاركين إنهم لا يوافقون على أنه ينبغي أن يعترف أعضاء الأمم المتحدة بدولة فلسطينية، بينما لم يجب تسعة بالمئة. وأُجري الاستطلاع، الذي استمر ستة أيام وانتهى قبل أمس الإثنين، خلال فترة شهدت إعلان ثلاث دول حليفة للولايات المتحدة، هي كندا وبريطانيا وفرنسا، عزمها الاعتراف بدولة فلسطين.
وزاد هذا الضغط على إسرائيل مع انتشار الجوع في غزة. وأُجري الاستطلاع وسط آمال في أن تتفق إسرائيل وحماس على وقف لإطلاق النار يتيح هدنة في القتال، وتحرير بعض الرهائن، وتسهيل دخول شحنات المساعدات الإنسانية. وقال مسؤولان أمس الثلاثاء إن إسرائيل تدرس رد حماس على اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما والإفراج عن نصف الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
أغلب الأمريكان: رد إسرائيل مفرِط ويجب مساعدة جياع غزة
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء إن إسرائيل لا تسمح بدخول إمدادات كافية إلى قطاع غزة لتفادي الجوع واسع النطاق. وتنفي إسرائيل مسؤوليتها عن الجوع في غزة، متهمة حماس بسرقة شحنات المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
وقالت أغلبية كبيرة من المشاركين في استطلاع رويترز/إبسوس، تشكل 65 بالمئة، إن على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات في غزة لمساعدة السكان الذين يواجهون الجوع، بينما عارض ذلك 28 بالمئة. وشمل هؤلاء المعارضون 41 بالمئة من الجمهوريين من حزب الرئيس دونالد ترامب.
ويتبنى ترامب والعديد من أعضاء حزبه نهج "أمريكا أولا" في العلاقات الدولية ويؤيدون التخفيضات الحادة في البرامج الأمريكية الخاصة بالمساعدات الغذائية والطبية الدولية ويرون أن أموال بلادهم يجب أن تساعد الأمريكيين وليس من هم خارج حدودها. وأظهر استطلاع رويترز/إبسوس أيضا أن 59 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة مبالغ فيه. في حين عارض 33 بالمئة من المشاركين هذا الرأي.
تحرير: حسن زنيند