مسيرة تضامنية في باريس مع صنصال وتبون يثق في "مرجعية" ماكرون
٢٣ مارس ٢٠٢٥اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة بثت مساء السبت (22 مارس/ آذار 2025)، أن نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون هو "المرجعية الوحيدة" لحلّ الخلافات بين بلاده وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، مضيفا أن هناك "لحظة سوء فهم، لكنه يبقى الرئيس الفرنسي، ويجب تسوية جميع المشاكل سواء معه أو مع الشخص الذي يفوضه، أي وزيره للشؤون الخارجية، وهو الصواب".
وتوترت العلاقات الثنائية بين البلدين بعدما أعلن ماكرون في تموز/يوليو 2024 دعمه لخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت سيادة المملكة المغربية.
واشتد هذا التوتر بعد توقيف مؤثرين جزائريين مقيمين في فرنسا ومحاولة ترحيلهم إلى الجزائر التي رفضت استقبالهم، ثم حدوث هجوم بالسكين في مولوز بفرنسا منفذه جزائري أصدر القضاء في حقه أوامر ترحيل، لكن الجزائر رفضت استقباله.
وفي لقائه مع صحفيين جزائريين بثه التلفزيون الجزائري، رأى تبون الخلاف الحالي "مُختلقا"، دون أن يحدد من قبل من، لكنه يقول "أصبح الآن في أيدٍ أمينة"، معربا عن ثقته الكاملة بوزيره للشؤون الخارجية أحمد عطاف الذي سبق وأن وصفت بيانات صادرة عن وزارته الجزائر بأنها ضحية لمؤامرة من "اليمين المتطرف الفرنسي الحاقد والكاره".
وأكد الرئيس الجزائري "نحن أمام دولتين مستقلتين (فرنسا والجزائر)، قوة أوروبية وقوة إفريقية، ولدينا رئيسان يعملان معا، وكل شيء آخر لا يعنينا".
كما تطرّق تبون إلى مسألة الجزائريين الصادرة بحقهم قرارات الترحيل من الأراضي الفرنسية، مشيرا إلى جزائري صدر في حقّه أمر بالإبعاد منالتراب الفرنسي لأنه "ندد بالإبادة في غزة".
وكان وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو قد هدّد بـ"ردّ تدريجي" إذا ما استمرّت الجزائر برفض مواطنيها المرحّلين.
وبشأن التقارب بين باريس والرباط في مسألة الصحراء الغربية، قال الرئيس الجزائري إن "فرنسا والمغرب يتفقان جيدا وهذا أمر لا يزعجنا". لكن المشكلة تكمن في نظر تبون "في طريقة التباهي تلك، فهي تضايق الأمم المتحدة والشرعية الدولية"، في إشارة إلى زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه إلى الصحراء الغربية مؤخرا. وشدّد الرئيس الجزائري على ضرورة "التحلي بالحكمة، فهناك فرنسيون يحبوننا وساعدونا".
دعوة لمسيرة دعما لصنصال
وتفاقم الخلاف بين فرنسا والجزائر مرة أخرى مع اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد استياء السلطات الجزائرية من تصريحات الكاتب لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، والتي كرر فيها موقف المغرب القائل إن قسما من أراضي المملكة اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضمّ للجزائر، بحسب صحيفة "لوموند".
والخميس طالبت النيابة العامة الجزائرية الحكم بالسجن عشر سنوات على صنصال البالغ من العمر 80 عاما، حسب دار نشر غاليمار الفرنسية، وووجهت إليه تهم أبرزها المساس بوحدة البلاد.
ومن المنتظر أن تصدر محكمة جنايات الدار البيضاء، قرب العاصمة الجزائرية، حكمها يوم 27 آذار/مارس المقبل في قضيته، حسب صحيفة الشروق ووكالة الأنباء الجزائرية.
واليوم الأحد، دعت اللجنة الفرنسية لدعم الكاتب الفرنسي الجزائري إلى تظاهرة في باريس الثلاثاء القادم للمطالبة بالإفراج عنه.
وكتبت في نداء نشرته صحيفة لا تريبون ديمانش "يقع على عاتقنا جميعا، المواطنون الملتزمون، ونشطاء حقوق الإنسان، ومحبو الحرية والشخصيات الثقافية، إحباط هذه الخطة المشؤومة".
وأضافت اللجنة إن الكاتب "أصبح، رغما عنه، رهينة لهذه العلاقة التي صارت مضطربة بين باريس والجزائر".
و.ب/م.س (أ ف ب، د ب أ)