مذكرة بريطانية مسربة تتوقع انزلاق العراق إلى حرب أهلية
٣ أغسطس ٢٠٠٦كتب سفير بريطانيا الى العراق المنتهية ولايته في مذكرة جرى تسريبها أن من المرجح ان ينزلق العراق الى حرب اهلية لا أن يتحول إلى نظام ديمقراطي. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن الفكرة الرئيسية في مذكرة السفير وليام باتي الأخيرة التي أرسلها الى لندن مشابهة لتصريحات أدلى بها باتي وقال فيها ان بريطانيا يجب أن تستمر في طريقها. لكن مقتطفات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية تشير الى أن المذكرة تتضمن تقييما للأوضاع في العراق أكثر تشاؤما بكثير بشأن الاحتمالات في العراق مما أعلنته الحكومة البريطانية من قبل. وكتب باتي في البرقية التي أرسلت الى بلير //احتمال نشوب حرب اهلية محدودة وتقسيم العراق كامر واقع ربما يكون اكثر ترجيحا في هذه المرحلة عن تحول ناجح وملموس الى نظام ديمقراطي مستقر.// وأضاف //حتى توقعات الرئيس /الامريكي جورج/ بوش المخفضة بالنسبة للعراق والتي تتمثل في وجود حكومة قادرة على الحفاظ على بقائها والدفاع عن نفسها ... وتكون حليفة في الحرب على الارهاب يجب ان تبقى محل شك.// وأضاف في اشارة للميليشيا الشيعية الرئيسية //اذا كان لنا ان نتفادي الانزلاق الى حرب اهلية وفوضى فان منع /جيش المهدي/ من اقامة دولة داخل الدولة مثلما فعل حزب الله في لبنان سيكون من الاولويات.// لكن باتي اضاف ان الوضع في العراق //ليس ميئوسا منه.// وقال في مقابلات صحفية الاسبوع الماضي انه لم يفقد الامل ويتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم. ونفى بلير أن البرقية تبين أن حكومته لا تقدم صورة صادقة للوضع على الارض. وقال بلير في مؤتمر صحفي //ما قاله في برقيته والذي جرى تسريبه هو بالضبط ما قاله في مقابلاته العامة في الاسبوع الماضي.// وأضاف بلير //لا يوجد شك على الاطلاق في أن هدف العنف الطائفي... الهدف هو تمكين المتطرفين من تولي الامور في البلاد بدلا من اولئك الملتزمين بالديمقراطية. فماذا يجب أن يكون ردنا. انه الاستمرار مهما كان ذلك صعبا.// وتابع قائلا //وهذا هو ما نفعله وما سننجزه مهما يكن صعبا. وفي الواقع اذا قرأتم البرقية كلها فان ذلك ما يقوله وليام تحديدا.// وأبرزت وجهة نظر باتي التشاؤم السائد الان بين كبار المسؤولين العراقيين في ظل تصاعد وتيرة العنف في الاشهر الثلاثة التي اعقبت تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. وأخبر مسؤول عراقي كبير رويترز الشهر الماضي ان //العراق كمشروع سياسي انتهى// مع انقسام العاصمة الى مناطق سنية واخرى شيعية وعمل مسؤولين على تقسيم السيطرة على البلاد على اسس عرقية وطائفية. (رويترز)