مبادرة عربية لسوريا ودمشق ترفض بعض بنودها
٢٨ أغسطس ٢٠١١أعلن بيان صدر ليل السبت الأحد في ختام اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيتوجه في شكل عاجل إلى دمشق حاملاً مبادرة لحل الأزمة في سوريا. وأفاد البيان أن الوزراء العرب "طلبوا من الأمين العام القيام بمهمة عاجلة إلى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة إلى القيادة السورية". لكن البيان لم يحدد مضمون هذه المبادرة كما لم يحدد موعد مغادرة العربي إلى العاصمة السورية. ودعا الوزراء في بيانهم إلى "وضع حد لإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان"، معربين عن "قلقهم وانزعاجهم إزاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح من أبناء الشعب السوري الشقيق".
كما دعا الوزراء العرب إلى "احترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الآمنة وتطلعاته المشروعة نحو الإصلاحات السياسية والاجتماعية". وأسفرت أعمال القمع في سوريا عن أكثر من 2200 قتيل منذ منتصف آذار/ مارس بحسب الأمم المتحدة.
وقالت مصادر دبلوماسية بالجامعة لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية والذي انعقد مساء أمس السبت واستمر حتى الساعات الأولى من اليوم الأحد تراجع عن إرسال لجنة وزارية عربية إلى دمشق إثر اعتراض مندوب سورية في الجامعة وقرر المجلس إيفاد العربي بدلا من ذلك. وأضافت المصادر أن الجامعة ستوفد نبيل العربي في وقت لاحق لنقل "بنود مبادرة عربية لحل الأزمة السورية في إطار عربي لمنع إراقة الدماء في البلاد". وكان مندوب سورية في الجامعة يوسف أحمد اعترض على بعض بنود "المبادرة العربية" واعتبرها تدخلا في شئون بلاده، وفقا للمصادر.
عدم جدوى المنحى الأمني
ولدى افتتاحه الاجتماع الوزاري اعتبر العربي أن "استعمال العنف" ضد الانتفاضات العربية "لا يجدي"، في إشارة واضحة إلى الوضع في سوريا. وأكد أن التجارب أثبتت "عدم جدوى المنحى الأمني واستعمال العنف" ضد "الثورات والانتفاضات والتظاهرات التي تطالب بإحداث التغييرات الجذرية في العالم العربي" والتي "هي مطالب مشروعة". وأضاف "أنها مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي الواعد ولا بد أن نتجاوب مع هذه المطالب دون تأخير"، مؤكداً أن "التجاوب مع هذه المطالب والإسراع في تنفيذ مشروعات الإصلاح هي التي تقي من التدخلات الأجنبية". وعقد وزراء خارجية الدول الـ22 الأعضاء في الجامعة العربية هذا الاجتماع غير العادي لبحث الموقف في سوريا وفي ليبيا.
الجيش يقاتل منشقين قرب دمشق
ميدانياً، نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان الأحد (28 آب/ أغسطس 2011) قولهم إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد خاضت معارك بالأسلحة أثناء الليل قرب ضاحية بشمال شرق دمشق مع منشقين عن الجيش كانوا رفضوا إطلاق النار على احتجاج مطالب بالديمقراطية.
وأضاف السكان أن عشرات الجنود فروا إلى منطقة بساتين وأراض زراعية بعدما أطلقت القوات الموالية للأسد النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب ضاحية حرستا لمنعهم من تنظيم مسيرة إلى العاصمة في تحد لأمر أصدرته وزارة الداخلية بعدم التظاهر في دمشق.
وقال أحد سكان حرستا لرويترز بالهاتف "الجيش كان يطلق نيران الرشاشات الثقيلة طول الليل في الغوطة وكان يلقى ردا من بنادق أصغر". ونفت السلطات السورية مراراً حدوث أي انشقاق في الجيش. وطردت وسائل الإعلام المستقلة منذ اندلعت حركة الاحتجاجات ضد الأسد في آذار/ مارس. وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في آذار/ مارس، مما يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الأرض.
(ع.غ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: يوسف بوفيجلين