مبادرة شجاعة لحظر صفحة للنازيين الجدد على نسخة الفيس بوك الألمانية
٢٤ مايو ٢٠١٠يبدو أن شبكة التواصل الاجتماعية الفيس بوك لم تعد صفحة للتعارف بين الناس من مختلف أرجاء المعمورة وللترويج أحيانا ًمن قبل السياسيين لحملاتهم الانتخابية فقط، بل تحولت إلى ساحة للتعبير عن آراء سياسية بهدف التأثير على الرأي العام، ومحاربة توجهات وأنشطة الحركات اليمينية المتطرفة، وهو ما تقوم به مجموعة نشطاء ألمان منذ الثامن من الشهر الجاري لمنع صفحة للنازيين الجدد من الانتشار عبر نسخة الفيس بوك الألمانية.
اختيار هذا اليوم من قبل هؤلاء النشطاء لم يكن محض صدفة، بل لأنه يتزامن مع حلول الذكرى الخامسة والستين لانتهاء حقبة النازية الجديدة بعد هزيمتها خلال الحرب العالمية الثانية. وفي إطار هذه المبادرة الإلكترونية يحاول النشطاء منع صفحة لليمين النازي المتطرف من الانتشار على صفحات الفيس بوك، وذلك من خلال إنشاء صفحة مضادة تحت عنوان: " لا للنازية في الفيس بوك- حذف صفحة ال ان بي دي"، أي حزب النازيين الجدد. ويتم الاعتراض على وجود صفحة للنازيين عن طريق التصويت من أجل هذه الحملة. وقد بدأت الحملة بصوت واحد لتصل اليوم إلى أكثر من مائتي ألف صوت، يرغب أصحابها بطرد النازيين الجدد من الفيس بوك.
رسالة مفتوحة إلى إدارة الفيس بوك...
وقام النشطاء "الإلكترونيون" بكتابة رسالة مفتوحة إلى إدارة الفيس بوك شدد كاتبها على أن كل من شارك بالتأكيد على هذا الرأي، "يعتقد أنه يؤمن بالتعاون والمحبة بين كل الناس بغض النظر إن كانوا أغنياء أم فقراء، من أي جنس أو لون أو قومية. وأن الفيس بوك هو مكان لالتقاء كل الناس وليس وسيلة لنشر عقائد الكراهية ضد الناس. ولأن ذلك ما تقوم به صفحة النازيين الجدد على الفيس بوك، فإننا نطالب بإلغاء هذه الصفحة، وذلك من خلال إنشاء حزام من الأضواء الرقمية التي تشير إلى منع النازية من دخول الفيس بوك." ويختم صاحب الرسالة بتوقيع مائتي ألف مشاركم يرغبون في ذلك.
المعارضة من خلال المشاركة
وينم التعبير عن رفض بقاء صفحة النازيين الجدد على الفيس بوك من خلال إنشاء حزام من صور مؤيدي المنع. ويتم ذلك من خلال طبع إيقونة الرفض وتصوير كل فرد يرغب بدعم هذه الحركة مع هذه الإيقونة ومن ثم وضع الصورة في ملفه على الفيس بوك. يذكر أنه تم التصويت على تصميم الإيقونة من قبل المشاركين. وعلى الرغم من أن البعض يؤيد استخدام شمعة والبعض الآخر يرغب أن ينشر صورته أو صورة حيوانه الأليف مع الأيقونة، إلا أن الجميع متفقون على ضرورة منع النازية من البقاء في الفيس بوك.
أما الأسباب التي تدفع الشباب والشابات إلى المشاركة في مكافحة حضور النازية على هذه الحلبة الإلكترونية فهي متنوعة. الشابة كاتالين روزمان، على سبيل المثال لا الحصر، تعتقد أن وجود صفحة للنازيين على الفيس بوك أمر غير جيد، ما يدفعها للمشاركة في محاربته رغم أنها تشكك بجدية هذه الحملة، لأنها تعتقد أن حرية التعبير أمر يجب الحفاظ عليه دائماً في المجتمع الألماني. غير أن كاتالين روزمان تؤكد أنه "اذا ما ذهبت حرية التعبير هذه إلى حد متطرف جداً كما يفعل حزب النازيين الجدد فان هذا الأمر غير مقبول به، لأن الكثير من الشباب وحتى الأطفال يقرئون ذلك مما يؤدي إلى توجيههم إلى فكر خاطئ، لذا يجب منع ذلك."
أما الشاب ماريوس، فيتحمس بشدة لهذه الحملة فانه يعتقد أن المنع مناسب جداً في هذه الحالة، اذ يذهب ماريوس في اعتقاده هذا إلى أن النازيين الجدد يتحركون خارج النطاق القانوني للمجتمع الألماني، لذا يجب منع صفحتهم من الانتشار على الفيس بوك ويقول:"رغم أن الانترنت مفتوحة للجميع، يجب أن لا يستغل الفيس بوك في هذه الحالة للتحريض على الكراهية، يجب أن تحترم القواعد الموضوعة في ألمانيا."
الكاتب: عباس الخشالي
مراجعة: لؤي المدهون