مباحثات أميركية أوكرانية في الرياض وروسيا تخفض سقف التوقعات
٢٣ مارس ٢٠٢٥عشية مفاوضات روسية أمريكية في السعودية حول وقف جزئي لإطلاق النار، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد (23 مارس/ آذار 2025) بـ"دفع" نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الضربات على أوكرانيا.
وقال زيلينسكي عبر الشبكات الاجتماعية: "مهما كانت مباحثاتنا مع شركائنا، علينا أن ندفع بوتين إلى إصدار أمر فعلي بوقف الضربات: إن من بدأ هذه الحرب عليه أن ينهيها".
وكان زيلينسكي قد قال اليوم الأحد إن الوفد الأوكراني المشارك في المحادثات مع الولايات المتحدة في السعودية يعمل بطريقة بناءة للغاية، واصفا المناقشات بأنها مفيدة. وأضاف في بيان بثه التلفزيون: "يعمل فريقنا بطريقة بناءة للغاية. المحادثات مفيدة للغاية، والوفود مستمرة في عملها".
بدء محادثات بين أوكرانيا وأمريكا
وبدأت في الرياض اليوم الأحد محادثات بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين للبحث في هدنة جزئية محتملة في الحرب مع روسيا، وذلك عشية المفاوضات بين الوفدين الروسي والأمريكي في السعودية، والتي يتوقع الكرملين أن تكون "صعبة".
وكتب وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الذي يرأس وفد بلاده، على منصة إكس: "ننفذ توجيهات رئيس أوكرانيا للاقتراب من تحقيق سلام عادل وتعزيز الأمن." وأوضح عمروف أن المحادثات مع الممثلين الأمريكيين ستركز على تدابير حماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، مشيرا إلى أن الوفد الأوكراني يضم خبراء في مجال الطاقة بالإضافة إلى ممثلين عسكريين من القوات الجوية والبحرية.
موسكو تخفض سقف التوقعات
وفي السعودية، يخطط الوسطاء الأمريكيون لإجراء مفاوضات منفصلة مع ممثلين من كل من موسكو وكييف ابتداء من غد الاثنين. وتحدث المبعوث الأمريكي كيث كيلوج عن "دبلوماسية مكوكية"، تهدف من خلالها الوفود الأمريكية إلى تقريب مواقف الطرفين المتحاربين.
ووصل الوفد الروسي إلى الرياض، وفق ما أوردت مساء وسيلة إعلامية روسية.
وتدفع واشنطن وكييف، في الحد الأدنى، نحو وقف موقت لضربات تستهدف منشآت الطاقة التي تضرّرت على نحو كبير بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتقدم جيشه على الأرض رغم تكبده خسائر كبيرة، يبدو أنه يمارس لعبة الوقت ما دام جنوده لم يطردوا القوات الروسية من منطقة كورسك الحدودية. وشددّ الكرملين على أن الاتفاق بين واشنطن وموسكو يقتصر على وقف أعمال القصف التي تطال منشآت الطاقة لدى الطرفين.
وبادر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى خفض سقف التوقّعات المرتبطة بالمحادثات المرتقبة، قائلا للتلفزيون الروسي الأحد "هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل". وأضاف "لسنا سوى في بداية هذا المسار"، أي مسار تسوية النزاع الذي اندلع إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وفي مؤشّر إلى التباينات في وجهات النظر، يترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف، في حين قرّر بوتين إيفاد مبعوثين أدنى رتبة هما سناتور ودبلوماسي سابق ومسؤول في جهاز الأمن الداخلي.
ويتكوف: بوتين يريد إنهاء الصراع
ومن جهته، عبّر المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف اليوم الأحد عن تفاؤله بشان المحادثات وقال إنه يعتقد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وقال ويتكوف لشبكة فوكس نيوز "أشعر أنه يريد السلام".
وقال ويتكوف "أعتقد أنكم سترون في السعودية يوم الاثنين تقدما ملموسا، لا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل".
ووافق بوتين الأسبوع الماضي على وقف مهاجمة منشآت الطاقة الأوكرانية مؤقتا، لكنه رفض تأييد وقف إطلاق نار كامل 30 يوما، وهو ما كان يأمل ترامب أن يكون الخطوة الأولى نحو اتفاق سلام دائم. وقبلت أوكرانيا اقتراح ترامب.
ولدى سؤاله عن الانتقادات الغربية لبوتين، قال ويتكوف إنه يعتقد بأن لكل قصة وجهين وقلل من مخاوف حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي من أن تشجع صفقة موسكو على غزو جيران آخرين. وقال ويتكوف "لا أعتقد أنه يريد الاستيلاء على أوروبا بأكملها. هذا وضع مختلف تماما عما كانت عليه الحال في الحرب العالمية الثانية".
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ )