مؤتمر الأديان في روما يطالب الدول الصناعية بتحمل مسؤولياتها إزاء الدول الفقيرة
٢٠ يونيو ٢٠٠٩أجمع عدد من المتحدثين في قمة الأديان في روما على أهمية تحمل الدول الصناعية لمسؤوليتها تجاه الدول الفقيرة، مشيرين بشكل غير مباشر إلى أن العالم في سفينة واحدة، وداعيين إلى توزيع عادل للموارد وإحلال السلام وحماية البيئة.
خلال افتتاح قمة الزعماء الدينيين في روما، والتي استمرت من 16 وحتى 17 من يونيو/حزيران وشارك فيها حوالي مائة شخصية تمثل الديانات المختلفة، أكد رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال جان لويس تاورين على أن احترام كرامة الإنسان يمثل الأساس المشترك الذي تقوم عليه الأديان في العالم. كما انتقد تاورين سيطرة الماديات على العلاقات الإنسانية، واصفاً الرغبة المتزايدة في الاستهلاك بأنها تهدد الموارد الموجودة في العالم. ويأتي عقد القمة استباقاً لقمة مجموعة الدول الثمانية الكبرى في روما للفترة من 8 إلى 10 تموز/ يوليو 2009.
توزيع جائر للموارد الطبيعية
واعتبر الزعيم الروحي الهندوسي سوامي آغنيفيش الذي كان من ضمن المشاركين في القمة، أن الضعفاء في أنحاء العالم خصوصاً النساء والأطفال والسكان الأصليين في إفريقيا وآسيا وأمريكا، يعانون من "استغلال واستفادة مجموعة من الأفراد فقط لموارد الطبيعة"، ووجه النقد للسياسيين الذين يقابلون عادة معاناة هذه الشرائح بلا مبالاة. ويعلق آغنيفيش بالقول: "إن على الزعماء الدينيين التحلي بالقوة اللازمة لقول الحقيقة أمام السياسيين"، مشيرا إلى أن ساسة الدول الثمانية الكبرى يتمتعون بقوة كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والعسكري.
ويرى الزعيم الديني أن سكان هذه الدول المتقدمة صناعياً يمثلون 20 بالمائة فقط من سكان العالم، لكنهم يستهلكون أكثر من 70 بالمائة من الموارد الطبيعية. ويجب إقناع السياسيين في الدول الصناعية الكبرى بضرورة تغيير أسلوب الحياة المتبع في دولهم، لصالح بقاء العالم وحدة متكاملة، كما أن عليهم إدراك أن أسلوب الحياة البسيط لا يعني بالضرورة انخفاض مستوى المعيشة. ويؤكد آغنيفيش أن مفتاح الحل يكمن في هذه النقطة تحديدا.
مسؤولية عالمية مشتركة
إن تحسين مستوى المعيشة في دول العالم الأخرى، التي توصف بالنامية، يمكن له أيضا أن يساهم في حل مشكلة الهجرة التي تشكل عبئاً كبيراً على السياسيين في الدول الصناعية. ويعي رئيس اتحاد الكنائس الإنجيلية في منطقة الراين نيكولاس شنايدر الصعوبات التي تواجه أوروبا في التعامل مع هذه القضية، فهو يتساءل عن الطريقة المثلى للتعامل مع الضعفاء ومن ضمنهم اللاجئين، وعن مصادر التمويل للحلول المطروحة. فمن وجهة نظره فإن كل دولة تقوم حالياً بإلقاء المسؤولية على غيرها من الدول فيما يتعلق بهذه القضية.
في هذا السياق يحمل شنايدر الدول التي تقع عند أطراف الاتحاد الأوروبي، كإيطاليا واليونان، عدم احترام كرامة الإنسان. والأمر الذي يشكل فضيحة بحسب شنايدر هو سد أبوبا أوروبا لأبوابها بشكل تام في وجه طالبي اللجوء.
وقيم ممثلو الأديان المختلفة خلال اجتماعهم في روما موجات اللاجئين الكثيفة باتجاه الدول الصناعية باعتبارها نتيجة لتغيرات كونية التي تتحمل جميل الأمم المسؤولية عن اسببها: مثل الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية. كذلك الحروب التي تجني شركات صناعة السلاح أرباحا طائلة من ورائها.
السلام العادل لمصلحة الجميع
وعندما يتحدث الأستاذ العلوم الدينية ورئيس "الجمعية المحمدية الإسلامية" سامسودين فإنه يمثل ملايين المسلمين في اندونيسيا. ويقول سامسودين أنه يريد أن يقدم اقتراحاً للدول الصناعية الثماني الكبرى بإظهار اهتمام أكبر بالتنمية المستدامة في مجال السلام، وذلك لأن العالم بحاجة ماسة إلى سلام عادل في كل أنحائه، وهذا لن يكون من مصلحة الدول النامية فحسب، وإنما لمصلحة الدول الصناعية كذلك.
وقد تم إعداد ورقة ستسلم إلى ساسة الدول الصناعية الثماني الكبرى مع بدء انعقاد قمتهم في شهر يوليو القادم، على أمل أن تجد منهم آذانا صاغية. وتحتوي الورقة من ضمن ما تحتويه على عدد من النقاط وعلى رأسها نبذ أسلحة الدمار الشامل بشكل حاد ووضع اعتبار أكبر لسلامة البيئة واحتياجات الفقراء في العالم.
الكاتبة: كورينا مولشتيدت/ نهلة طاهر
تحرير: عماد م. غانم