مأساة تراسين: الانهيار الأرضي ينهش قرية بأكملها وسط الصراع
الهروب من أهوال الحرب في السودان إلى مناطق أكثر أماناً لا يضمن النجاة ولا يعد بحياة آمنة. إذ لقي سكان قرية تراسين في إقليم دارفور حتفهم جراء كارثة بيئية هي الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث.
ناجٍ وحيد من قرية مات كل سكانها
اجتاح انهيار أرضي مدمّر قرية تراسين في إقليم دارفور غرب السودان وأودى بحياة سكانها البالغ عددهم أكثر من ألف شخص باستثناء شخص واحد، هو الناجي الوحيد من هذه الكارثة البيئية.
أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ السودان الحديث
وقعت الكارثة التي تعتبر أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد الحديث الأحد (1 سبتمبر/ أيلول 2025) بعد أيام من هطول أمطار غزيرة على المنطقة حسبما أعلنت حركة جيش تحرير السودان، وناشدت لأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية للمساعدة في انتشال جثث أهالي القرية.
انتشال الجثث ليس بالأمر السهل
الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 وتصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جعلت من معظم مناطق إقليم دارفور، بما في ذلك جبال مرة حيث تقع قرية تراسين شبه مغلقة أمام الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.
البحث عن ناجين تحت التربة المنزلقة
هرع أهالي المناطق المجاورة إلى قرية تراسين لتفقد الأنقاض لعلّهم يجدون ناجين آخرين من هذه الكارثة الطبيعية.
الهرب من الحرب والموت بكارثة طبيعية
جبال مرمرة هي سلسلة بركانية وعرة تقع جنوب غرب مدينة الفاشر، تعد بؤرة للقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأصبحت ملاذاً للأسر النازحة من مناطق الصراع في الفاشر وما حولها، ولكنها عرضة لانزلاقات التربة خاصة خلال موسم الأمطار في آب/ أغسطس، وفي عام 2018، أودى انزلاق للتربة في بلدة مجاورة بحياة 20 شخصا على الأقل.
الكوارث الطبيعية تفاقم من معاناة السودانيين
هذه المأساة رغم فظاعتها إلا أنها ليست جديدة، إذ يلقى مئات الأشخاص حتفهم سنوياً جراء الأمطار الموسمية والفيضانات، والأمطار الغزيرة في السودان في الأيام القليلة الماضية حصدت أرواحاً عديدة وتركت خلفها إصابات ومنازل مدمرة.