"ليلة براتيسلافا"..خسارة مريرة تبعثر أوراق المانشافت
٥ سبتمبر ٢٠٢٥طموح يوليان ناغلسمان، المدير الفني لمنتخب ألمانيا لكرة القدم، كان العام الماضي جامحا، حين صرح بأنه يريد الفوز بلقب كأس العالم 2026، ولكن بعد خسارة فريقه أمام سلوفاكيا باتت الخشية من عدم التأهل إلى المونديال كبيرة.
كانت الخسارة المستحقة صفر / 2 في براتيسلافا، أمس الخميس (4 أيلول / سبتمبر 2025)، هي الأولى لألمانيا خارج أرضها في سجلها لتصفيات كأس العالم، والثالثة على التوالي في خامس مباراة تلعبها هذا العام، مقابل فوز وتعادل.
وربما يتم تدارك الأمر بعد غد الأحد، عندما يلتقي المنتخب الألماني مع ضيفه منتخب أيرلندا الشمالية في الجولة الثانية بالمجموعة الأولى للتصفيات. غير أن يوشوا كيميتش، قائد المنتخب الألماني كان واضحا وحذر : "إذا واصلنا هذا النهج، سوف يكون التأهللكأس العالم صعبا للغاية. يجب أن يدرك الجميع ما ينتظرنا". وأضاف: "أمامنا يومان لاستخلاص الاستنتاجات الصحيحة. ونأمل أن نشهد موقفا مختلفا ضد أيرلندا الشمالية".
تجنب الأسوأ
بعد هذه الخسارة بات على رجالات ناغلسمان التفكير في كابوس لم يكن واردا على الإطلاق، ويتعلق الأمر بإهدار بطاقة التأهل، بعدما كان "المانشافت" المرشح الأبرز لانتزاع صدارة المجموعة على حساب سلوفاكيا وأيرلندا الشمالية ولوكسمبورغ، ليضمن التأهل المباشر للنهائيات في العام المقبل ، المقامة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ألمانيا لم تفشل مطلقا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم. ومباراة 17 نوفمبر/تشرين الثاني القادم في الدولة الأخيرة من دور المجموعات ستكون حاسمة للغاية. وإن حصل ولم تتصدر مجموعاتها، فيمكنها التأهل عبر الفوز في الملحق الأوروبي المؤهل للمونديال على الأقل، بفضل انتزاع صدارة مجموعتها في النسخة الأخيرة من دوري أمم أوروبا.
يذكر أن المنتخب الألماني عاش القصة نفسها في مونديال 2002، فحينها خسر أمام ضيفه منتخب إنجلترا في التصفيات بخمسة أهداف مقابل هدف يتيم، ثم تغلب بعد ذلك على أوكرانيا في مباراة فاصلة ليصعد وإن بصعوبة إلى النهائيات، ثم يفوز بلقب الوصيف خلف البرازيل بطلة العالم لتلك النسخة.
"ليلة براتيسلافا"
خسارة المنتخب وأداءه وقفت عندها الصحافة المحلية مطولا، متحدثة عن "ليلة براتيسلافا" البائسة. فصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" كتبت اليوم الجمعة، أن منتخب ألمانيا أعطى "انطباعا سيئا"، فيما وجدت مجلة "كيكر" المتخصصة أن خط الدفاع ، بقيادة جوناثان تاه وأنطونيو روديغر، "يعاني حالة من الفوضى"، مشددة أن على ناغلسمان "تغيير مساره مرة أخرى - وإلا فإن ألمانيا تخاطر بالغياب في نهائيات كأس العالم". وأعادت الصحيفة للأذهان ذكرى هزيمتين متتاليتين للفريق أمام تركيا والنمسا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ما دفع ناغلسمان إلى تغيير أسلوبه، وهي "خطوة أدت إلى نتائج أفضل وأجواء حماسية" داخل الفريق بكأس الأمم الأوروبية، تقول "كيكر".
وأعاد ناغلسمان كيميتش إلى خط الوسط لإغلاق منطقة العمق، لكن ننامدي كولينز قدم مباراة أولى سيئة في مركز الظهير الأيمن أمام ليو ساور النشيط، ليتم استبداله في الشوط الأول.
"الجانب النفسي"؟
ناغلسمان عزا المشكلة إلى الجانب النفسي، حيث قال: "ربما يتعين علينا الاعتماد بشكل أقل على الجودة وأكثر على اللاعبين الذين يبذلون قصارى جهدهم. كان ذلك سيؤدي إلى نتيجة أفضل". وأضاف أن سلوفاكيا لعبت بشغف، وكأنها فريق غير مرشح للفوز في مباراة كأس، وهو سلوك افتقر إليه فريقه تماما، يقول المدرب. وتابع: "لم يكن لدينا أي حماس على الإطلاق. لا أذكر مشهدا واحدا. خسرنا كل شيء. يتعين علينا أن نتحلى بالروح القتالية أولا، وأن نبذل قصارى جهدنا في كل مباراة". في حين "كنا نتسم بالحماس في السابق. كان الجميع شغوفا لرؤيتنا. للأسف، تراجع هذا الشعور مرة أخرى".