قوات الناتو تقصف كتائب القذافي في طرابلس وسرت
١٧ أبريل ٢٠١١أعلن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون اليوم الأحد( 17 نيسان/ أبريل) أن القوات الدولية لن تغزو ليبيا، بعد تردد بعض المطالب من أجل مساهمة أكبر لجهود حلف شمال الأطلسي (ناتو) العسكرية في ظل الجمود الحالي على الأرض بين القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي والثوار.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني لقناة "سكاي نيوز" اليوم متزامنة مع تواصل معارك شرسة حول مدينة أجدابيا شرق ليبيا بين الثوار وقوات القذافي التي واصلت قصفها لمدينة مصراتة (غرب). وقال ثوار لوكالة رويترز إنهم يخشون عودة قوات القذافي لمدينة أجدابيا بعد أن طردهم منها الثوار. ومن جهته قال التلفزيون الليبي إن قوات حلف شمال الأطلسي قصفت منطقة جنوب غربي العاصمة طرابلس اليوم الأحد. وفي وقت لاحق قال التلفزيون ان الحلف قصف أيضا مدينة سرت شرقي طرابلس لكنه لم يقدم تفاصيل. ونقل التلفزيون الليبي الرسمي (قناة الجماهيرية) عن متحدث عسكري قوله إن القصف استهدف منطقة الحيرة على بعد 50 كيلومترا جنوب غربي طرابلس والتي كان الحلف قصفها من قبل. وقال تقرير التلفزيون في وقت لاحق ان القصف استهدف أيضا سرت التي تقع على بعد 450 كيلومترا الى الشرق من طرابلس.
ومن جهته أعلن التحالف العسكري الدولي اليوم الأحد في بروكسل أن الطائرات الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) قامت أمس السبت بـ 144 طلعة فوق الأراضي الليبية من بينها 42 طلعة ألقت
فيها القنابل على أهداف هناك. وقال الحلف إن عدد الطلعات التي تمت أمس كانت أقل بعض الشيء من طلعات أول أمس، مشيرا إلى أن مستودعين للذخيرة قرب طرابلس تم تدميرهما بصواريخ
أطلقتها طائرات حربية. وذكرت مصادر الحلف أيضا أن الطائرات الحربية التابعة له قامت بتدمير عدد
من الدبابات والمستودعات بالقرب من مدن الزنتان ومصراته وسرت.
توقعات بطول أمد الصراع في ليبيا
وعلى خلفية مهاجمة قوات القذافي لمدينة مصراتة المهمة استراتيجيا، على الرغم من منطقة الحظر الجوي المفروضة فوق الأجواء الليبية، قال كامرون في مقابلة مع تليفزيون "سكاي نيوز": "لأننا قلنا، إننا لن نغزو، فلن نحتل، هذا الأمر أكثر صعوبة في نواح كثيرة لأننا لا يمكننا بشكل كامل تحديد نتائج ما هو متاح لنا". واستبعد رئيس الوزراء البريطاني اشتراك قوات بلاده في المعارك الضارية على الأرض معللا ذلك بقوله: "ما قلنا هو أنه لا يوجد أي مجال حيال أي غزو أو احتلال. بريطانيا لن تزيد من سوء الأوضاع على الأرض، ليس هذا ما نفعله هنا".
ومن جهته توقع وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه، في حديث نشرته صحيفة لوباريزيان، أن يطول أمد النزاع في ليبيا. وأكد لونغيه الذي وصل اليوم الأحد إلى أفغانستان في زيارة إلى القوات الفرنسية
المنتشرة هناك، معلقا على احتمال استمرار النزاع في ليبيا، أن "ثمة احتمال أن يطول أمد تلك الحرب لأنه لا يمكن التكهن إطلاقا بما قد يقوم به القذافي وما قد يجري في ليبيا". غير أنه شدد على أن طيران قوات التحالف الذي بدأ غاراته على قوات القذافي في ليبيا في 19 آذار/مارس الماضي بناء على قرار من مجلس الامن الدولي، "قادر على تدمير كافة الإمدادات اللوجيستية لقوات القذافي عندما تتوجه إلى شرق ليبيا".
وذهب رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية إرنست أورلاو في نفس الاتجاه إذ استبعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي في المستقبل القريب. وقال في مقابلة صحفية مع جريدة هامبورغر آبندبلات الألمانية ستنشر يوم غد الاثنين، إن الوضع الراهن يشير من الناحية العسكرية إلى أن أيا من طرفي الصراع غير قادر على حسم المعركة لصالحه. وأضاف أورلاو أن المنطقة المحيطة بالعاصمة طرابلس وهي منطقة نفوذ القذافي أكثر ازدحاما بالسكان مقارنة بالمنطقة الشرقية التي يسيطر عليها الثوار. وأشار أورلاو إلى أنه من غير الممكن التنبؤ بالمدة التي سيظل خلالها القذافي على رأس السلطة.
وفي سياق آخر، كشف "موقع دير شبيغل أونلاين" نقلا عن صحيفة "صانداي تايمز" أن قوات القذافي تمارس الاغتصاب الممنهج في حق النساء الليبيات بهدف إضعاف معنويات الثوار. وبحسب مصادر طبية ليبية تعرضت حوالي مائة امرأة للاغتصاب من طرف مرتزقة توظفهم كتائب القذافي. ولا تقتصر حالات الاغتصاب على مدينة بنغازي وراس لانوف فقط بل تشمل كذلك مدن بن جواد وسيدي بوشور وأوكيلا وأجدابيا.
(ع.ش/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي