قايد السبسي يتهم "متطرفين" بالوقوف وراء أعمال العنف في تونس
١٨ يوليو ٢٠١١اتهم الباجي قايد السبسي رئيس الحكومة الانتقالية في تونس اليوم الاثنين( 18 يوليو/تموز) أطرافا سياسية بالوقوف وراء أعمال العنف التي شهدتها مدن تونسية نهاية الأسبوع بهدف "إفشال الانتخابات"، وأكد أن انتخابات المجلس التأسيسي ستجري في موعدها المقرر يوم 23 أكتوبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال قائد السبسي في كلمة وجهها عبر التلفزيون التونسي الرسمي إلى الشعب التونسي إن "ما تشهده البلاد هذه الأيام من عودة إلى أعمال العنف والاحتجاجات والاعتصامات تقف وراءها أطراف سياسية هدفها إفشال العملية الانتخابية". وأشار قايد السبسي إلى أطراف وأحزاب سياسة غير مستعدة للانتخابات "تواطأت مع أطياف دينية متطرفة وأعدت خطة للإطاحة بالأمن والاستقرار في البلاد وربما التحضير لأعمال إجرامية أخرى".
ولاحظ قايد السبسي أن النية من "اعتصام القصبة 3" الذي دعا نشطاء مجهولون على شبكة الإنترنت إلى تنظيمه الجمعة الماضية أمام مقر الحكومة بساحة القصبة (وسط العاصمة) ومنعته قوات الأمن يهدف إلى "تعكير الجو" العام في تونس قبل الانتخابات.
"أطراف ليس في مصلحتها إجراء انتخابات"
وفي تعليقه على الأحداث التي شهدتها تونس نهاية الأسبوع الماضي، أوضح رئيس الحكومة الانتقالية التونسية في كلمته الاثنين أن كيانات وأحزاب "غير مستعدة للانتخابات وليس من مصلحتها إجراء الانتخابات في موعدها لأن "الانتخابات ستظهر حجمها الطبيعي".
لكن قايد السبسي لم يسمي الأطراف السياسية التي يتهمها بالوقوف وراء أحداث العنف. واكتفى بالقول إن"عصابات من المفسدين في السياسية وفي (عالم) الإجرام فاجأت"السلطات بارتكاب أعمال إجرامية "في وقت متزامن وبعدة مناطق" من البلاد، موضحا أن أعمال عنف استهدفت منذ الجمعة الماضي مقرات أمنية وإدارية وتجارية ومستشفيات. واعتبر قايد السبسي أن "كثيرا من الأحزاب لها خطاب مزدوج إذ تقول: لا علاقة لي (بالعنف) ثم تدفع" نحوه واتهم وسائل إعلام خاصة ورسمية "بتغذية الشائعات"، قائلا إن من بينها من "ينادي إلى التشويش وزيادة الطين بلة".
مقتل فتى في سيدي بوزيد
وجاء خطاب قايد السبسي ساعات قليلة بعد الإعلان عن مقتل فتى في الرابعة عشرة من عمره ليل الاحد/الاثنين بالرصاص اثناء تفريق مظاهرة في سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية، وهو أول ضحية جراء سلسلة حوادث اندلعت في الأيام الأخيرة في عدة مدن تونسية. وتعرضت عدة مراكز للشرطة للهجوم في نهاية الأسبوع ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص بجروح بينهم أربعة من رجال الأمن في حالة خطيرة. وشككت وزارة الداخلية الأحد في بيان بـ"بعض القوى المتطرفة" التي تعمل على زعزعة استقرار البلاد.
وقال قائد شرطة سيدي بوزيد سمير المليتي لوكالة فرنس برس إن الفتى قتل "برصاصة مرتدة" وأصيب شخصان آخران بجروح خطرة. وبحسب هذا المصدر، فتحت قوات الامن النار بعدما تعرضت لقنابل حارقة أطلقها المتظاهرون. ووصل الفتى ثابت بلقاسم إلى المستشفى ميتا ونقلت جثته إلى قسم الطب الشرعي في صفاقس (وسط)، بحسب مصدر طبي في سيدي بوزيد في اتصال مع فرانس برس. وأضاف المصدر أن احد الجريحين في حال حرجة وتم نقله الى صفاقس.
ومن جهته قال علي زراي احد النقابيين في سيدي بوزيد"حصلت مواجهات كبيرة حتى وقت متأخر من الليل في سيدي بوزيد وفي رقب" المدينة الواقعة إلى الجنوب، مؤكدا وفاة الفتى. واضاف ان "الناس في سيدي بوزيد غاضبون. بعد ستة أشهر على الثورة لم يروا شيئا بعد ويتظاهرون ضد حكومة الباجي قايد السبسي".وأشار إلى أن الوضع كان هادئا ظهر الاثنين في سيدي بوزيد.
(م.س / د ب أ ، أ ف ب)
مراجعة: يوسف بوفيجلين