فيسترفيله يشيد بتركيا ويغلق باب أوروبا أمامها
٢٨ يوليو ٢٠١٠رحب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بالجهود التي تبذلها الحكومة التركية لحل الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلال زيارة إلى تركيا التقى فيها نظيره التركي أحمد داود أوغلو، قبل توجهه إلى أنقرة للقاء رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وعقب مؤتمر صحفي بعد مباحثاته مع أوغلو قال فيسترفيله إن بلاده ترحب "بمساعي تركيا والبرازيل الرامية إلى حث إيران على الدخول في حوار"، مؤكداً أنه يتوقع أن تتحدث إيران مع مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل حول عدد من القضايا المفتوحة.
انتقادات لمواقف فيسترفيله في ألمانيا
ويزور الوزير الألماني تركيا للمرة الثانية منذ توليه منصبه. وكان قد أدلى بتصريحات للصحف الألمانية، قبيل زيارته هذه، أعلن فيها أن تركيا ليست ناضجة بعد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وهي تصريحات جددها بشكل مخفف في إسطنبول، إذ قال في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية التركي "إننا مهتمون بشدة بأن يتوجه شريك استراتيجي مهم مثل تركيا صوب أوروبا"، في إشارة إلى ربط تركيا بالاتحاد الأوروبي دون أن تكون بالضرورة عضواً فيه.
من جهته انتقد حزب الخضر الألماني المعارض تصريحات فيسترفيله، مضيفاً أن المستشارة الألمانية وزعيمة الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا أنغيلا ميركل نجحت في فرض وجهة نظرها على فيسترفيله، الذي يتزعم الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) شريك ميركل في الحكومة.
وقالت كلاوديا روت، رئيسة حزب الخضر، إن ميركل استمالت فيسترفيله لفكرتها المتعلقة بحصول تركيا على "الشراكة المميزة" مع الاتحاد الأوروبي، بدلاً من العضوية الكاملة، مضيفة أن فيتسرفيله "ليس لديه موقف خاص به كما أنه ليس في وضع يسمح له بفرض قناعاته".
بريطانيا على مسار تصادمي مع فرنسا وألمانيا
وتواجه ألمانيا وفرنسا المعارضتان لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي انتقادات شديدة من بريطانيا، التي أعرب رئيس وزرائها ديفيد كاميرون خلال زيارته إلى أنقرة عن غضبه إزاء طريقة التعاطي مع ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ووعد ببذل الجهد من أجل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف كاميرون في خطاب له أمام اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع في تركيا "حين أفكر فيما فعلته تركيا للدفاع عن أوروبا كحليف في حلف شمال الأطلسي وما تفعله تركيا اليوم في أفغانستان إلى جانب حلفائنا الأوروبيين أشعر بالغضب من إحباط سعيكم إلى عضوية الاتحاد الأوروبي بهذا الشكل".
وتضع تصريحات كاميرون هذه بريطانيا على مسار تصادمي مع كل من ألمانيا وفرنسا، التي تعهد رئيسها نيكولا ساركوزي في حملته الانتخابية عام 2007 بالوقوف في وجه حصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي. بينما يخشى الساسة اليمينيون في ألمانيا "تأثير سكان تركيا المسلمين، والذي يبلغ عددهم قرابة 73 مليون شخص، على هوية الاتحاد الأوروبي"، الذي يتبنى برأيهم القيم الغربية المسيحية.
وكانت تركيا قد بدأت مفاوضات دخول الاتحاد الأوروبي عام 2005 لا تزال تتقدم ببطء حالياً بسبب عدم حل صراعها مع اليونان حول قبرص، ومعارضة فرنسا وألمانيا، اللتين تناديان بمبدأ الشراكة المميزة عوضاً عن العضوية الدائمة، وهو ما ترفضه أنقرة بشكل قاطع.
(ي.أ/ أ ف ب/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: أحمد حسو