في خطابه الأممي: ترامب يحمل على الأمم المتحدة وأوروبا وروسيا
٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥استهزأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء (23 سبتمبر/أيلول 2025) في أول خطاب له في الأمم المتحدة منذ عودته إلى البيت الأبيض بدور المنظمة الأممية في إحلال السلام، واتهمها بتشجيع الهجرة غير النظامية. واستغل كلمته في هذا المحفل العالمي لشجب جهود احتواء الاحترار المناخي.
وشكا الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما من سلّم كهربائي معطل وشاشة قراءة لا تعمل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقال ترامب: "هذان هما الشيئان اللذان حصلت عليهما من الأمم المتحدة، سلم متحرك وجهاز تلقين سيئان"، مشيرا إلى أن زوجته ميلانيا كادت أن تسقط لدى توقف السلم المتحرك فجأة. وهو الذي ما انفك يوجه الانتقادات إلى المنظمة منذ ولايته الأولى.
ترامب يتهم الأمم المتحدة بالتقاعس في إحلال السلام
ووجه الرئيس ترامب انتقادات للأمم المتحدة اليوم بسبب ما قال إنه تقاعسها عن دعم جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة، وقال للجمعية العامة إنه نجح في حل صراعات عالمية عديدة دون مساعدة من المنظمة الدولية.
وعبر ترامب، الذي يقدم نفسه كصانع سلام في مسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، عن استيائه من عدم دعم الأمم المتحدة لجهوده الرامية إلى إنهاء النزاعات في جميع أنحاء العالم. وتساءل ترامب في خطابه: "ما الغاية المرجوة من الأمم المتحدة؟". وصرح: "كل ما تقوم به على ما يبدو هو صياغة رسائل شديدة اللهجة بالفعل" لكنها "كلمات جوفاء والكلمات الفارغة لا تحل الحروب".
وأشاد ترامب بعمليات الجيش الأمريكي التي استهدفت قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم خلال الحرب بين إيران وإسرائيل. وقال: "أكبر راع للإرهاب في العالم يجب ألا يسمح له أبدا بامتلاك أسلحة نووية".
وأضاف ترامب: "أنهيت سبع حروب، وتعاملت مع زعماء كل من هذه الدول، ولم أتلق حتى مكالمة هاتفية من الأمم المتحدة تعرض المساعدة في إتمام أي اتفاق".
ترامب يندد بالاعتراف بدولة فلسطينية
واعتبر ترامب أن اعتراف مجموعة من حلفاء واشنطن بدولة فلسطين "مكافأة" لحماس على "فظائع مروعة" ودعا الحركة إلى الإفراج عن الرهائن لتحقيق السلام. وقال: "يجب علينا إنهاء الحرب في غزة فورا، يجب علينا وقفها نهائيا".
واعترفت فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال رسميا بدولة فلسطينية خلال اليومين الماضيين. وجاءت هذه الخطوات انطلاقا من استياء هذه الدول من الحرب الإسرائيلية في غزة، بهدف دعم حل الدولتين، لكنها أثارت غضب إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
وقالت لجنة تابعة للأمم المتحدة في تقرير لها اليوم الثلاثاء إن الحكومة الإسرائيلية تبدي رغبة واضحة في فرض سيطرتها الدائمة على قطاع غزة وضمان وجود أغلبية يهودية في الضفة الغربية المحتلة. ورفض الوفد الإسرائيلي في جنيف نتائج هذا التقرير.
ترامب الشديد اللهجة في مسألتَيْ الهجرة والطاقة
واعتمد الرئيس الأمريكي لهجة شديدة خصوصا في مسألة الهجرة والطاقة، متهما الأمم المتحدة بـ"تمويل هجوم" على الغرب. وهو قال: "حان الوقت لإنهاء الاختبار الفاشل للحدود المفتوحة"، منبها من أن "بلدانكم في طريقها إلى الجحيم"، ومنتقدا رئيس بلدية لندن صادق خان، وهو أول مسلم يتولى رئاسة البلدية في عاصمة غربية كبرى.
ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، انتقادات حادة لما وصفه بـ"الهجرة غير المنضبطة" في أوروبا، محذرا من "موت أوروبا الغربية". وقال أمام جمع من زعماء العالم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أوروبا تواجه مشكلة خطيرة. لقد تم غزوها من قبل قوة من المهاجرين غير الشرعيين".
وأشار إلى النسبة المرتفعة للمهاجرين داخل السجون في عدة دول أوروبية، دون أن يقدم تفاصيل. وأضاف: "لقد حان الوقت لإنهاء تجربة الحدود المفتوحة الفاشلة"، دون أن يذكر الفروقات الكبيرة بين سياسات الهجرة الوطنية. وقال: "كلا من سياساتهم في الهجرة وأفكارهم الانتحارية في مجال الطاقة ستكون سببا في موت أوروبا الغربية إذا لم يتم اتخاذ إجراء فوري". وقال ترامب إنه يتعين على زعماء العالم انتهاج سياسته الصارمة تجاه المهاجرين، وأشاد بحملته لاعتقال وترحيل المهاجرين ممن دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وهو موقف قابلته العديد من الدول في أنحاء العالم بتحفظ.
ووصف ترامب جهود التغير المناخي بـ"أكبر عملية احتيال مدبرة على الإطلاق في العالم". وخص طاقة الرياح بانتقاد مباشر. وقال: "لقد تم دفع ألمانيا إلى طريق ملئ بالمخاطر للغاية... سواء في مجال الطاقة أو الهجرة".
ترامب يحذر روسيا بشأن أوكرانيا وينذر مشتري النفط الروسي
وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا قائلا إنه مستعد لفرض إجراءات اقتصادية صارمة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا. وهاجم ترامب الحلفاء الأوروبيين ولم تفلت من انتقاداته الصين والهند أيضا اللتين لم تتوقفا عن شراء النفط من روسيا. لكنه كان أكثر تحفظا نسبيا بشأن موسكو، وإن أبدى استعداد واشنطن لفرض عقوبات على روسيا لم يحدد طبيعتها.
ويشكل تحذير ترامب لروسيا أحدث محاولاته للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رفض مناشدات الرئيس الأمريكي بالانسحاب من أحدث وأكبر حرب تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأبدى ترامب رغبته في أن يتخذ حلفاء الولايات المتحدة نفس الإجراءات التي يقترحها ضد روسيا للضغط على بوتين. وقال "في حال أن روسيا ليست مستعدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، فالولايات المتحدة مستعدة تماما لفرض مجموعة قوية جدا من الرسوم الجمركية، التي أعتقد أنها ستوقف إراقة الدماء بسرعة كبيرة". وأضاف أنه "يتعين على الدول الأوروبية، المجتمعة كلها هنا، الانضمام إلينا واتخاذ نفس الإجراءات بالضبط" لكي تكون هذه التدابير فعالة.
ولم يوضح ترامب تفاصيل هذه الإجراءات، لكنه يفكر في حزمة عقوبات تستهدف الدول التي تتعامل تجاريا مع روسيا، مثل الهند والصين. أما الدول الأوروبية الرئيسية التي تشتري النفط الروسي فهي المجر وسلوفاكيا وتركيا.
انتقاد ترامب اللاذع للأمم المتحدة
ومنذ توليه منصبه مرة أخرى، غير ترامب السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري. وبصفة عامة، يمكن اعتبار هذا الخطاب الذي استغرق 56 دقيقة بمثابة انتقاد لاذع للأمم المتحدة، ويعكس نهج ترامب المعتاد في مهاجمة المنظمة الدولية، كما كان يفعل خلال فترة رئاسته الأولى. وصفق له القادة الحاضرون في إشارة احترام عند مغادرته قاعة الاجتماع.
وترامب من بين نحو 150 رئيس دولة أو حكومة يلقون كلمات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأسبوع الجاري. وألقى كلمته بعد ثمانية أشهر من بدء ولايته الرئاسية الثانية التي تتسم بتخفيضات حادة للمساعدات، مما أثار قلقا حول الجهود الإنسانية وشكوكا حول مستقبل الأمم المتحدة.
تحرير: خالد سلامة